يواصل مجموعة من ساكنة دواوير: إغرضان، تاوريرت، واهرماش، إغرغر، تلوين و أولو اعتصامهم بمقر جماعة فم العنصر إقليمبني ملال منذ يوم الاثنين الماضي 3 شتنبر 2018 للمطالبة بفك العزلة عن دواويرهم ورفع التهميش عنها. ورفع هؤلاء المحتجون لافتات يطالبون من خلالها مسؤولي جماعة فم العنصر بفك العزلة القاتلة والتهميش الذي تعانيه هذه المناطق، حيث الحرمان المطلق وعلى جميع الأصعدة، لكون منطقتهم تدخل في خانة المغرب المنسي حسب تعبير المحتجين. وفي تصريح للمحتجين أكدوا من خلاله معاناة ساكنة الدواوير السالفة الذكر سواء في التنقل لجلب المؤونة وأعلاف الماشية أو التنقل للتداوي في حالات المرض أو الولادة لدى النساء حيث يضطر هؤلاء لحمل المرضى والنساء الحوامل فوق أكتاف الرجال بواسطة (المرفع) أو على ظهر الدواب لمسافات طوال للوصول إلى أقرب طريق معبدة، وسط مسالك جبلية وعرة تزداد وعورتها في فصل الشتاء الذي يعرف تساقط الثلوج بكثافة. واستحضر المحتجون حالة السيدة التي توفيت مؤخرا نتيجة نزيف داخلي بسبب الولادة في منطقة إغرضان رغم تدخل المروحية الطبية لنقلها إلى مستعجلات بني ملال لكن بعد فوات الأوان مخلفة وراءها 4 أطفال بدون معيل وفي وضعية صعبة. ويعتبر المطلب الرئيسي الذي عبرت عنه الساكنة خلال هذا الاعتصام والأشكال النضالية المختلفة السابقة هو (أبريد) الطريق لفك العزلة عن منطقتهم، مستنكرين لامبالاة المسؤولين لمعاناتهم ومشاكلهم، فالزمان متوقف بدواويرهم وبقي الحال كما تركهم المستعمر الفرنسي. و تتساءل المعتصمون عن أسباب توقف أشغال فتح الطريق الرابطة بين “تيزي” وإغرغر والتي أعطى السيد والي جهة بني ملالخنيفرة السابق محمد دردوري انطلاقة أشغالها منذ 28 أبريل 2017 رفقة وفد مرافق له يضم مجموعة من رؤساء المصالح، وقد استبشرت الساكنة آنذاك خيرا بهذه الزيارة وهذا التدشين، واعتبرته بداية خير لمصالح أخرى ستعرفها المنطقة، لكن سرعان ما تبخر عندها الأمل وهي ترى الطريق تتعثر أشغالها، بل تتوقف قبل منتصفها وتغادر الآليات البسيطة التي كانت تعتمد في الأشغال، وتتساءل عن مصير هذه الصفقة وهذه الطريق. وأستنكر المعتصمون غياب محاور مسؤول وقادر على استيعاب مطالب ساكنة إغرضان المشروعة والبسيطة، واصفين لقاءاتهم مع المجلس الجماعي وبحضور السلطة المحلية بالمهزلة لأن لغة الاستعلاء واحتقار المعتصمين ومطالبهم هي اللغة الحاضرة لدى مسؤولي جماعة فم العنصر التي تعرف مجموعة من الاختلالات في التدبير والتسيير سنعود إليها في مراسلات لاحقة.