النداءات المتكررة لساكنة دوار إغرضان جماعة فم العنصر إقليمبني ملال التي لم تجد بعد الآذان الصاغية لدى من يهمهم الأمر، حملتنا للمرة الثالثة أن نلبي النداء ونتوجه في رحلة شاقة على ظهر البغال يوم السبت الماضي انطلاقا من منطقة مودج "تيزي" وصولا إلى "إغرغر" استغرقت لقطع 6 كيلومترات حوالي ساعتين من الزمن . هذه الزيارة التي جاءت بناء على طلب من ساكنة إغرضان التي لا تمل من حكاية قصتها التي تجمع بين الألم والأمل، قصة ساكنة ما وراء الجبل التي عاشت ولا تزال كل أصناف التهميش والعزلة، وناشدت ولا تزال كل المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا من أجل الالتفات إلى مطالبها وتحقيق اليسير منها وليس كلها، فكل مطالب الساكنة هي فك العزلة عن دواويرهم في المرحلة الأولى، باعتبار أن الساكنة محرومة من كل شيء؛ الطريق ، الماء ، الكهرباء ، الصحة ، التعليم، السوق، متاجر… ساكنة المنطقة تتساءل عمن أجهض أملهم في فك العزلة عنهم، وأوقف أشغال مشروع فتح المسلك الرابط بين (تيزي) وإغرغر والذي علقت عليه آمالا كبيرة، حيث أعطى والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال محمد دردوري مرفوقا بجميع رؤساء المصالح الخارجية، انطلاقة أشغال فتح المسلك الرابط بين مودج (تيزي ) ودوار اغرغر على طول 5.3 كلم بجماعة فم العنصر، يوم الجمعة 28 أبريل 2017، والتي ستستفيد منها دواوير اغرعر واغوردان واولوو وتبلغ تكلفة هذا المشروع 1.840350 مليون درهم من تمويل المجلس الإقليميلبني ملال والمديرية الجهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك لبني ملال وذلك في إطار اتفاقية الشراكة؛ ويهدف هذا المشروع إلى فك العزلة بهذه المنطقة وتحسين ظروف تنقل المواطنين والرفع من نسبة الولوج للتجهيزات الأساسية والخدمات. وكان والي جهة بني ملالخنيفرة في زيارته الأخيرة لمنطقة إغرغر على موعد مع مختلف الفعاليات من شيوخ ونساء وشباب ساكنة هذه المنطقة، حيث استمع إلى حاجياتهم والتي تتمثل على الخصوص في فتح الطرق وإصلاحها لفك العزلة عنهم، وإصلاح مدرسة في أفق إنشاء مدرسة جماعتية للخروج من التهميش وتجويد التعليم، وكذلك توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء، وإحداث مستوصف مع تجهيزه، والاستفادة من التغطية بالهاتف النقال، وإصلاح مسجد؛ السيد الوالي بعد استعراضه للمجهودات المبذولة من أجل تحسين ظروف عيش الساكنة بالمناطق الجبلية أعطى تعليماته لرؤساء المصالح الخارجية المعنية الحاضرين بعين المكان لدراسة مطالب الساكنة واهتماماتهم كل حسب اختصاصه وعرضها عليه في اقرب الآجال لاتخاذ الإجراءات المناسبة . لكن الساكنة تتساءل بعد مرور أكثر من سنة على زيارة والي جهة بني ملالخنيفرة للمنطقة، عن مصير ومآل تعليمات تعليماته لرؤساء المصالح الخارجية المعنية ، وما هي أسباب توقف أشغال فتح المسلك الطرقي ومغادرة الآليات للورش المعني. مآسي ومعاناة ساكنة منطقة "إغرضان" تتجدد كل موسم بل في كل يوم من أجل التنقل نحو الأسواق لجلب المؤونة وكل ما يحتاجونه مما يضطرهم لقطع مسافات طوالا على ظهر البغال، ذهابا وجيئة إما للسوق الأسبوعي لتاكلفت أو إسكسي أو بني ملال،. وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء حيث التساقطات الثلجية الكثيفة، بالإضافة إلى حالات الاستعجال سواء تعلق الأمر بحالات النساء الحوامل أو الحالات المرضية الخطيرة أو حالات لسعات العقارب أو الأفاعي حيث لا بديل عن حمل المريض أو الحامل فوق ظهور الدواب أو أكتاف الرجال بواسطة (مرفع / سواتر) وهي ألواح خشبية يتم حمل المريض فوقها لمسافات طوال عبر المسالك الطرقية الوعرة التي تشقها البغال بصعوبة فما بالك بالإنسان وهو يحمل فوق أكتافه مريضا أو حاملا. فإلى متى ستستمر قصة إغرضان التي تعلق آمالا عريضة على شق الطريق المؤدي إلى قراهم، لرفع العزلة والتهميش عن المنطقة الغنية بخيراتها، والجميلة بطبيعها البكر.