الحمد لله الذي يصيب ببلائه من يشاء ،الذي جعل الناس فتنة بعضهم لبعض قال تعالى "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون؟ " والصلاة والسلام على محمد نبيه الذي قال "توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ..." أما إنها تداعت يارسول الله! فاللهم اجمع شتات هذه الأمة واعدْ لها عزَّها وانجِدْها من مخالب أعدائها ،فانَّ امة الإسلام قد عضَّها الزمان عضَّا واشتدَّ عليها البلاء شدَّا وهي في فرقةٍِ كل امة تنشُدُ ملكها وتستمسك به تمسُّك الرضيع بثدي والدته ،فيا ليت شعري متى تستفيق امة العرب من كبوتها وتُعدَّ خيلها وتشدَّ على سيفها شدَّة رجل شجاع غير خوَّار ولا فرَّار ،واني يا إخوتي وسط هذه العبرات والحسرات ألقت إلي الخواطر بهذه القصيدة التي اهديها إليكم : بَنِي غزّة على الحرْبِ اصْطِبارَا بِِكم يَفُلُّ اللهُ عسْكرَ الفُجّارَا حُماة الأقصى دُبُّوا عنٍ الدِّيَاِر جُنودَ الدِّينِ نشْتَاقُ انتصارَا القصفُ والرصَّاصُ هما الدَّليلُ جَوابُ الرصَّاصِ رصَاصاً ونارا فَفِيكُم عِزُّ العُروبَةِ قد تَجلَّى أبْناء الجَبَابرة صبْرًا لا انْكِسارا ومَهدُ الأنبياء بكم يُصَانُ شبابَ الأقصى كُونوا كِبَارا إِذِ اليهودُ جمْعُها رهيبٌ جُيوش الملوك أراها أسَارَا الموتُ والسَّبْي فيكم نهَارا و ألسِنَة الحُكَّام عَنْكم حَيَارَى فمالِ القدسِ تبكي حِصَارا وجمعُِ الغرْبِ لليهود أجَارا كذا الكفر و الجورُ قَيْدٌ واحِدٌ وللْحَقِّ في الدنيا يُتْمُ العَذَارَى فأين الكُمَاةُ وأين الرُّماة القدْسُ تنادي امْنَعُوا الفُجَّارا إذا جَنَّ الليل فالنَّارُ تَهْوي على البُيوتِ وتُلقِي الشَّرَارا وصِبْيةٌ صار الجُوع ضَجِيعهم بَنِي العمُومَة ردُّوا لَنَا اعْتبَارا بني غزّة ويحَكُم لاتبْكُوا الدّيارا بل فاندُبُوا فُرقَتنا بالدَّمعِ مِدْرَارَا فيا صلاح الدِّين أدِْرك حالهُم قُمْ حرِّرْ الأقصى وامْنَعِ الصِّغارا إذا هَوَت مِن الأَجْواءِ قذيفةٌ رَمتْ أشلاءاً وخلَّتْ احْمِرَِارَا كذا اليهود إذا شَنُّوا غَارةً ضربوا من الأجواءِ جُبْنًا وفِرَارا قوم أذلَّهم في الدنيا حِرْصُهُم عُِرفوا في الآخرة يَصْلَونَ نَارا لوكََا نُوا قبل أولُو حكمة ما اتَّخَذُوا عِجْلا إلهًا له خُوارا سَعَوا فِي دُنياهُم الى فَسَاد هُمُ يَبْغُون بِأهلِ الإسلام عَارا إن اليهود عيِّبُوا قبلُ بجَهْلهِم ترَكُوا التوراة فكانوا أصْفارا فيا شباب القسَّام رُدُّوا كيْدهُم كُونوا اُسودا فِي الوَغى كِبَارا وسَدِّدُوا الرَّمْي صُدُورَ ديارهم وألقُوا الحديد قَذْفًا وانتِشَارَا فلا يردُّ الأعادي كقطْع الرِّقَاب فهزُّوا الصَّوارم وفُلُّوا الاستعمارا فانْتصِروا منهم بالله عليكُم أُرُونَا في اليهودِ قتْلاً وعَارا وحرِّرُوا أُرْضكم مَسْرى نبيِّكم خُذُوا بقوّةٍ من اليهود ثَارَا فإنَّ جفني بكم يظل مُسهَّدًا فالله لاتَدَرْ من الفُجَّار ديَّارا فعذراً يا بنِيَّ أيام جِلاَدِكُمْ ومغفِرَةً إخْوَتِي منِّي مِرَارا فيا ليت لي سُلطة واقْتِدَارَا فأسوقَ الجيوشَ وأمْنَعَ الكُفَّارا