يصعب على كل امرئ ان يعلم بسهولة خطورة الحواجز التي وضعها له القدر في مسيرته في الحياة، الا انه لا بد ان يتامل هذه الحياة جيدا و يكون باحتا لنفسه و على نفسه، و يخرج بنتيجة تكون تمرة ما قاسه في دربه الوحيد الدي مر منه ، و هو يتلدد و يتعدب فيه. كنت افكر في كل هدا و انا طفل صغير اعيش حياة بسيطة في عالم جد صغيرا لا يمكن تحديده في كل الخرائط . الهو فيه و آكل و انام اعيش في محورجد ضيق ، و لما دخلت الي المدرسة بدا هدا العالم يكبر كل ما انتقلت من قسم الى اخر ومن ابتدائي الى اعدادي ثم الي ثانوي ، علمت بعدها ان ذلك العالم يسكنه مليارات من البشر و مقسم الى خمسة قارات، يعيشون في دول يحكمهم ملوك و امراء و رؤساء، لكل بلد دستوره و قانونه يجعل الحكام يسيطرون على شعوبهم. ميولاتي الفكرية و التقافية و الاجتماعية ابعدت عني فكرة التوجه السياسي و كان اهم هدف لي هو تحسين و ضعي الاجتماعي في اقرب الاجال حتي و ان استغنيت عن الدراسة ، فتفشي البطالة لدي حاملي الشواهد كسرت كل طموحاتي في ميدان التعليم في احدى العطل الدراسية الربيعية لسنة ...اجهل الى حد الان كيف حط بي الرحال قرب احدى التكنات العسكرية . الهدف كان ان الج صفوف هده المؤسسة التي اجهل عنها كل شئ باستتناء تلك البدلة التي يحملها اصحابها . اما عن قانونه او نضامه كان لايهمني بقدر ما كان يهمني ان افوز بتلك الصفقة على حساب عصبة من اصدقائي و ابناء قريتي الذين كانوا يتفاخرون علي و ان دخولهم الى هده المؤسسة ليس الا مسالة و قت فقط بحكم معارفهم الذين يعملون لديها. لا انسى ذلك اليوم الذي تجمهرت امام هذه التكنة رفقة المئات من الشباب من مختلف المدن و القرى و الاعمار،تسمع احاديتهم التي تستهويك و تحلم ان تعيش ما يقع وراء جدران هده التكنة العالي. هده الصورة التي اراها امامي تدكرني باحلام شباب اليوم الذي يدفع عمره ثمنا ليعيش في اوربا اما حلمنا نحن كان هو دخولنا من بوابة التكنة نحو المجهول . تكاد تجن من شدة الفرح حين تسمع احاديت و قصص من افواه غرباء عليك لم تكد تميز بين العالم و الجاهل و الغني و الفقير و المتحدر و البدوي. وسط هذا الهرج الكثيف، كان قبولي او رفضي لا يهمني كثيرا لان مستقبلي في التعليم كان قائما ما دمت اعيش ايام العطلة الدراسية . أمير سلطان / لهجوج