عينان ساحرتان.....، و لسان. أنف و أذنان و شفتان....، إنها أقرب بالشبه إلى وجه إنسان... خلقت هذه الوجوه بدقة متناهية يا عظيم... يا حنان ... !!يا لبراعتك أيها الفنان للعينين أسرار خلف بريقها الفتان، للسان كلمات ذات وقع رنان، حتى الشفتان... وراءها أسنان... يستحيل أن تطال هذه الوجوه أيادي النسيان... إنسان....... هذا حيران، و هذا يروي قصص الشجعان، و ذاك يستنجد بالرحمن، و هذان الأخوان فرق بينهما القدر فاستقبلا الأشجان، و هؤلاء يتذكرون زمن العدنان، زمن الفرقان.......: حيث عاش عمر و عثمان.. و تألق سلمان. و أنا.....، و أنا التي أتساءل: أين الإحسان؟؟؟........ يا رب عفوك و الغفران. أيها الإنسان: هذا زمن لم يفرش رواقه بأزهار الأقحوان، و لا هو بالورد مزدان، هذا زمن النسيان، حيث كثر الهرج و المرج فاختلطت الألوان، حيث ضاع القبطان في عمق البحر فلم يعرف سبيلا للشطآن...، حيث كل امرئ غضبان.. و حيران...، كفى أيها الإنسان..... ضقت ذرعا بالأحزان. اسمع أيها الإنسان: هذه الحياة بستان، فيه الحصى و الريحان، وبالناس ملآن، ضم الشديد و الجبان، فلا يضيرك غدر الثعبان، ثم زن أفعالك، فما يضحي ترابا غدا إلا الحيوان، و تذكر أننا سنلتف جميعا في النهاية في الأكفان.. و ما أمامنا إلا نعيم أو جحيم مستعر النيران. و لا تنس أن تنعم بدفء الدنيا.. حامدا ربك على نعمة الإسلام. !!! رجاء أيها الإنسان: كفاك عبوسا، ابتسم، فالحياة أقصر من أن تملأها بالآلام خولة العمراني / الرباط