رمقتك بنظرة متفحصة، حييتك بابتسامة حانية، حدثتك بلغة الصمت و شممت فيك رائحة الحياة ! تحملين بين حناياك ذكريات خالدة تعود لعقود خالية، طوتها السنين لتضمرها خلف ملامحك !ما أغربك أيتها الوجوه !! كلما نظرت إليك قرأت في عينيك قصة الحياة....: إنك تارة شفافة تكشفين لي عن أسرارك التي تستخرجينها من كيس ذكرياتك، و تارة....، كالقلاع الشامخة المنتصبة الأسوار في ثبات و صمود، توثرين الغرابة و تضمرين خلف بريق مقلتيك آلاما تلفها الآمال..... ......!!إنني أطرق بابك فاذني لي إنني أنتصب أمام غرابتك التي تحول بيني و بين أفكارك، عاجزة عن استفسارك، راغبة في جوابك، أطل من بعيد على مستقبلك الذي يلفه الغموض و تكتنفه الحيرة.... وجوه، و وجوه.... أين أنا من كل هذه الوجوه؟؟ وجوه اتسخت بغبار الدهر، و حجبت عنها غيوم التعاسة أشعة الأمل...، و أخرى.. تعلوها نظرات تكللها الثقة، فأراها صامدة لا تهن و لا تهتز، راسخة كالجبال الشامخة التي ترمق الدنيا بنظرة تنبض بالتحدي، فتشق طريقها نحو النجاح و التميز. حدثيني أيتها الوجوه..... : عن ماضيك، عن حاضرك أو مستقبلك..، فأنا أرى خلف إطلالتك – قوية كانت أو ضعيفة – فطرة الإنسان التي خلق عليها، ... أراك تلخصين الحياة المليئة بالمعاني والعبر في دمعة و ابتسامة.... إنك غريبة فعلا.. أيتها الوجوه، لكل منك إطلالة خاصة و مميزة، لكل منك دمعة ساخنة أحرقها لهيب الشوق أو الانتظار، لكل منك ابتسامة بريئة... بل جميلة، لكل منك حكاية...: حكاية تحتضن بين أحداثها الملايين من الأحداث و العبر، وتحتفظ بأجمل اللحظات التي عشتها على صفحات وجهك.. و بين الكلمات و السطور..... تلك هي حكايتك، " أيتها الوجوه "، حكاية تبدأها الكلمات....، لتكملها الأقدار!!! خولة العمراني / الرباط