تحتفل الجماهير الشعبية المصرية عشية هذا اليوم 11/02/2011 بعد إعلان عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك عن الرئاسة ، وتسليمه إدارة البلاد للجيش ، أهازيج ورقص وغناء بسقوط شخص الرئيس بيوم الجمعة الثالث.. ، وبصمود واعتصام وزحف وخسائر في الأرواح تروم خلع الرئيس من منصبه وسقوط النظام ... ، فهل سقط النظام حقا ؟ وبتعبير أعم ماذا عن النظام القائم بالشرق الأوسط ؟ ... أعلن حسني مبارك بخطابه مساء أمس الخميس 10/02/2011 أنه تقرر تعديل مجموعة من فصول الدستور وما يتلائم والتداول على السلطة وما يستجيب وطموح المحتجين، وشرع في مباحثاته مع رجال الفقه القانوني ورجال القضاء ، وإشارته للبعد الاستراتيجي للدولة كمنطقة شرق أوسطية ، وعن الحروب والمجازفات التي خاضها في صفوف الجيش ، وعن مجهوداته في الحفاظ على استقرارها وأمنها ...، خطاب لم يشفي غليل الشعب المحتج للمطالبة بإسقاط النظام بخلع الرئيس من منصبه ، فهل الرئيس حسني مبارك هو النظام ؟ ... قد يظن جانب من الشعب المصري أنه بإسقاط حسني مبارك سيحظى بالحرية المطلقة في إبداء الرأي والتعبير والتنقل ، وإنشاء وتأسيس تنظيمات بمختلف أهدافها وبلوغ أهداف معينة..، وسيتحكم في إدارة خيرات البلاد ، ويقرر ضد إسرائيل بإغلاق قنوات تزويدهم بالغاز ، وبتعبير آخر خروج تنظيمات إسلامية وغيرها للمطالبة برحيل إسرائيل ، أو بمفهوم إرجاع الحقوق العربية وسيادة مفاهيم القومية ... تخلى رئيس قديم عن السلطة والجيش تولى إدارة البلاد ، وصدق كلام الرئيس الأمريكي أوباما بأن تاريخ مصر الجديد سيشرق بعد قليل وأن نظام مبارك سيرحل ... كلام أوباما من المرجح يعني تغيير نظام مبارك على المستوى الداخلي ، بتمكين النظام المصري الجديد المواطنين من حقوقهم وحريتهم في التعبير وسيادة مفاهيم حقوق الإنسان والمساواة وتجنب التطرف ..، بينما لن يشكل تغيير النظام الداخلي لمصر منطلقا لتغيير نظام الشرق الأوسط ودون مراعاة المصالح المرسومة ورغبات الدولة العبرية ، مما سيسمح أيضا بتدخل البيض الأبيض لرسم معالم شمس مصر الجديدة داخليا ، و تأكيده على احترامها للمكتسبات المحققة خارجيا ، وبالتالي لن تشكل الخطوط الحمراء استثناء أثناء المباحثات بين الطرفين .....