قالت مصادر يوم أمس الاثنين، نقلا عن وكالة «رويترز»، إن مصر شكلت حكومة جديدة شملت تغيير وزير المالية الذي كان يحظى بشعبية بين المستثمرين الأجانب، ووزير الداخلية الذي هاجمه المحتجون بسبب أسلوب تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين. وذكر أحد المصادر أن جودت الملط، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي يتمتع بشعبية واسعة بسبب حملته على الفساد، حل محل يوسف بطرس غالي وزيرا للمالية. وأضاف هذا المصدر أن اللواء محمود وجدي، رئيس إدارة البحث الجنائي ومدير مصلحة السجون سابقا، عين وزيرا للداخلية. وتعيش مصر حالة توتر واستنفار أمني غير مسبوقة. وبعد الإضراب العام الذي دعا إليه المحتجون أمس الاثنين، تدفقت اليوم على ميدان التحرير في قلب القاهرة أعداد غفيرة من المتظاهرين، جاؤوا من جميع المحافظات المصرية ليواصلوا احتجاجاتهم المناهضة لنظام مبارك. وتأتي هذه «المسيرة المليونية»، التي تنظم اليوم الثلاثاء لمطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي، في سابع أيام الغضب. وقال الصحفي محمود جمعة إن متظاهرين أطلقوا على المسيرة المليونية عنوان «يوم القيامة»، في إشارة إلى «قرب نهاية نظام الرئيس مبارك». كما قال إن المسيرة المليونية هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل. وقال حسام علي، أحد المتظاهرين في ميدان التحرير: «لدينا أزمة ثقة، ونحن قلقون للغاية من تعاون الجيش والشرطة». وتوقع أن «تجد الجموع القادمة من المحافظات صعوبة في الانضمام إلى المحتشدين في ميدان التحرير». وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المتظاهرين أن الدعوة إلى الإضراب العام والمسيرة المليونية انطلقت أول أمس من ميدان التحرير. وكانت عناصر من الشرطة قد بدأت خلال الساعات القليلة الماضية معاودة الظهور في الشارع بشكل حذر، بزي مدني، مستخدمة عربات وزارة الداخلية، بعد اجتماع ضم عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع حسين طنطاوي، ووزير الداخلية حبيب العادلي. مبارك يدعو إلى الحوار مع المعارضة بينما أعلن التلفزيون المصري أن الرئيس مبارك وجه رئيس الوزراء الجديد إلى بدء حوار مع المعارضة، أعلن المحتشدون في ميدان التحرير عن تشكيل ما وصفوه ببرلمان شعبي اتخذ عدة قرارات، أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قاضيين وأحد قادة القوات المسلحة. وعبر المجلس عن رفضه لكافة الإجراءات التي اتخذها مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 25 يناير المنقضي، وتحميله المسؤولية عن الفوضى والانفلات الأمني. وقرر البرلمان الشعبي اختيار مجلس لقيادة ما وصفه بالثورة، ويضم ممثلا عن الشبان المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري، بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعي ومحمد البلتاجي وحمدين صباحي وأيمن نور وأسامة الغزالي وجورج إسحاق وأبو العز الحريري. لجنة وطنية لمفاوضة نظام مبارك تشكلت في القاهرة لجنة قيادية تضم ممثلين لجل القوى الوطنية المصرية، بما فيها حركة الإخوان المسلمين، لمفاوضة نظام الرئيس حسني مبارك على الرحيل نهائيا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد إلى الديمقراطية. وجاء هذا الإعلان بينما كان مبارك يبذل، على ما يبدو، محاولاته الأخيرة لإبقاء زمام الأمور بيده. وتضم اللجنة محمد البرادعي وأيمن نور ومجدي أحمد حسين ومحمد البلتاجي وعبد الجليل مصطفى وعبد الحليم قنديل وأسامة الغزالي حرب وجورج إسحاق وحمدين صباحي وأحد الشباب من قيادات المتظاهرين. وأكد البرادعي، في مقابلة مع محطة ال«سي إن إن» الأمريكية، أن لديه تفويضا شعبيا وسياسيا للتفاوض من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، مطالبا مبارك بالرحيل الآن. وقال: «أنا مخول مفوض من الناس الذين نظموا تلك المظاهرات وكثير من الأحزاب الأخرى للاتفاق على حكومة وحدة وطنية».
الشرطة تنتشر من جديد في أنحاء مصر
أصدر وزير الداخلية في الحكومة المصرية المقالة تعليماته بإعادة انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء مصر بدءا من صباح البارحة الاثنين، باستثناء منطقة ميدان التحرير وسط القاهرة. في حين واصل عشرات الآلاف، الذين انضم إليهم محمد البرادعي، اعتصامهم في الميدان رغم سريان حظر التجول. وشدد الوزير على ضرورة أن تقتصر مهام قوات الأمن على حفظ النظام وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك. وردد المتظاهرون: «حسني مبارك عمر سليمان كله عميل للأمريكان»، مشيرين إلى قرار تعيين رئيس المخابرات نائبا للرئيس في أول قرار من نوعه منذ تولي مبارك الرئاسة قبل 30 عاما. كما هتف المحتجون: «يا مبارك يا مبارك الطيارة في انتظارك». مرشد الإخوان يحث مبارك على الرحيل
طلب محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، من النظام المصري إلغاء حالة الطوارئ باعتبارها غير مجدية، وحل مجلس الشعب والشورى المزورين، والدخول بعد ذلك في مشاورات وطنية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية تحت إشراف القضاء المصري. كما دعا أيضا الرئيسَ المصري حسني مبارك إلى تنفيذ كل هذه المطالب قبل أن يرحل عن السلطة. وقال: «على مبارك أن يفعل ذلك ثم يرحل، وإلا فنحن سنبقى في الشارع مع كل فئات الشعب وسنواصل التظاهر ولن نتنازل». ورأى المرشد العام للإخوان المسلمين في تعيين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية وأحمد شفيق رئيسا جديدا للحكومة محاولة لتمديد عمر النظام وعسكرته. وانتقد الموقف الأمريكي مما يحدث في مصر قائلا: «إن أمريكا تدعم النظام المصري وتتخلى عن الشعب، لكن إذا كانت تحرص على مصالحها فعليها الانحياز إلى الشعب المصري والشعوب العربية. فالنظام سقط في تونس والنظام المصري يحتضر والاستبداد سيزول من كل الدول العربية لأن عهد الشعوب بدأ وانتهى عهد الدكتاتورية. البابا شنودة يعلن تأييده لمبارك أعلن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث أول أمس الأحد تأييده للرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه انتفاضة شعبية تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم. وقال شنودة الثالث، في تصريح للتلفزيون المصري الرسمي: «اتصلنا بالرئيس وقلنا له كلنا معك والشعب معك. فليحفظه الله لمصر». وأضاف: «آلمني ما شهدته من تجاوزات خلال الأيام الماضية... ونحن ننتظر أن يعود الآلاف من الشوارع والمدن.. كلنا بانتظار مستقبل أفضل». وأعرب بابا الإسكندرية عن استعداده «للتعاون مع الأزهر» للمساعدة على «حفظ الأمن والاستقرار ودوام صحة الناس في البلاد». وأشاد بالقوات المسلحة التي قامت، وفقه، «بعمل قوي في حماية المواطنين والتصدي للخارجين على القانون». البيت الأبيض يتحرك أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه لانتقال سلمي للسلطة إلى حكومة تلبي تطلعات الشعب. وأورد البيت الأبيض أن أوباما عبر، في اتصالات هاتفية مع زعماء من منطقة الشرق الأوسط، عن تأييده لإجراء «تحول منظم» في مصر نحو حكومة تستجيب لتطلعات المصريين. وقال البيت الأبيض إن أوباما تباحث هاتفيا يوم السبت الأخير مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى محادثاته أول أمس الأحد مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون. وأضاف أن الرئيس «خلال هذه الاتصالات، أكد تركيزه على معارضة العنف والدعوة إلى ضبط النفس وتأييد الحقوق العالمية، بما في ذلك حق التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والتعبير وتأييده لتحول منظم إلى حكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري». إسرائيل تحث العالم على دعم مبارك نشرت صحيفة ال«هآرتس» الإسرائيلية، على صدر صفحتها الأولى أمس الاثنين، مقالا هو بمثابة نداء موجه إلى العالم لدعم نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه ثورة شعبية عارمة تنادي بتنحيه عن حكم البلاد. وقالت الصحيفة إن الدبلوماسية الإسرائيلية تحاول جاهدة أن تقنع حلفاء تل أبيب في الغرب بأن دعم استقرار النظام المصري يصب في مصلحتها. ويقول كاتب المقال باراك رافيد، الذي يشغل منصب المراسل الدبلوماسي للصحيفة ومندوبها في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل خاطبت الولاياتالمتحدة والدول الأوربية تدعوها إلى لجم انتقاداتها لنظام مبارك، وكانت المخاوف الإسرائيلية من انهيار نظام مبارك قد تصاعدت بعد صدور تصريحات غربية تؤيد مطالب التغيير في مصر. يُذكر أن المسؤولين الإسرائيليين قد انتهجوا منهج المراقبة من بعيد في التعامل مع الوضع في مصر، بعد أن صدرت تعليمات من رئيس الحكومة إلى أعضاء وزارته بتجنب التعليق علنا على الأحداث الجارية في مصر التي كانت أول دولة عربية تعقد معاهدة صلح مع إسرائيل. تواصل إجلاء الأجانب من مصر تواصل إجلاء الرعايا الأجانب في مصر، التي تعصف بها احتجاجات غاضبة تطالب بإسقاط النظام، وسط تصاعد أعمال العنف والانفلات الأمني. وقد بدأت الولاياتالمتحدة في إجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة مصر منذ البارحة إلى دول أوربية. وعلى غرارها، أعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إجلاء أسر دبلوماسييها في مصر ونحو 40 إسرائيليا آخرين على متن طائرة خاصة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلي العال. وتسعى تركيا أيضا إلى إجلاء رعاياها، حيث نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن مصادر في السفارة التركية في القاهرة قولها إن تركيا سترسل طائرتين تابعتين للخطوط الجوية التركية إلى مصر لإجلاء المواطنين الأتراك، وإن عملية الإجلاء قد تستمر عدة أيام إذا لزم الأمر. وفي مطار القاهرة الدولي، أوضح مسؤولون أن عدة دول عربية -هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ولبنان والأردن- نظمت رحلات جوية إضافية لنقل رعاياها وأسر دبلوماسييها إلى خارج مصر. نجوم مصريون يؤيدون الثورة الشعبية أيد عديد من نجوم الفن والغناء في مصر مظاهرات الغضب العارمة التي تشهدها بلادهم حاليا، ووجهوا اتهامات عنيفة إلى حكومة وطنهم بكونها عدلت عن القيام بواجباتها تجاه الشعب، وكانت النتيجة سقوطها ورحيلها. ومن بين هؤلاء النجوم داليا البحيري، خالد الصاوي، عمرو واكد، خالد يوسف، خالد النبوي،علي الحجار، خالد أبو النجا، عزت العلايلي، صلاح السعدني، محمود حميدة... كما تراجع عادل إمام عن تصريحاته وانضم إلى الجماهير. بينما اتهم الفنان الكبير صلاح السعدني حكومة بلاده بفشلها في قراءة سيناريو مشهد المظاهرات منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي، وكانت النتيجة تزايدها، وأصبحت الآن تضم الملايين من أبناء الشعب. وأشار الفنان محمود حميدة إلى أن خروج المصريين إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم البسيطة أمر طبيعي، وكان متوقعا بعد المشهد التونسي الكبير. وطالب الفنان الكبير عزت العلايلي الحكومة بالتعجيل بإجراء تعديلات دستورية، والبدء في تنفيذ مطالب الشعب الذي طفح به الكيل جراء تفشي غول الغلاء.