قتل 73 شخصا وأصيب ألفان على الأقل الجمعة والسبت في مصر خلال التظاهرات غير المسبوقة التي عمت البلاد للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك, بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر طبية. وبحسب هذه المصادر, فان 62 شخصا قتلوا الجمعة من بينهم 35 في القاهرة بينما قتل 11 السبت هم ثلاثة في القاهرة وثلاثة في رفح وخمسة في الإسماعيلية. وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء انتفاضة المصريين الثلاثاء الماضي إلى 80 شخصا. من جهة أخرى أبلغت الولاياتالمتحدة الرئيس المصري حسني مبارك اليوم السبت بأنه لا يمكنه الاكتفاء بمجرد "إعادة ترتيب الأوراق" من خلال تغيير الحكومة وضغطت عليه لتلبية وعده بإجراء إصلاح حقيقي. وبينما تحدى آلاف المحتجين المصريين الغاضبين حظرا للتجول واصلت واشنطن الضغوط على مبارك للاذعان لنداءات الرئيس باراك اوباما لإجراء تغيير وان يأخذ تهديد البيت الأبيض مأخذ الجد بإجراء مراجعة شاملة للمساعدات الأمريكية إذا تقاعس عن عمل ذلك. وتجري إدارة اوباما توازنا دقيقا وهي تحاول تجنب التخلي عن مبارك - وهو حليف استراتيجي مهم للولايات المتحدة منذ 30 عاما - مع دعم المحتجين الذين يسعون للحصول على حقوق سياسية أوسع ويطالبون أيضا بالإطاحة بمبارك. لكن واشنطن لديها خيارات محدودة للتأثير على الموقف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي. جيه. كراولي في رسالة على موقع تويتر انه لا يمكن للحكومة المصرية الاكتفاء "بإعادة ترتيب الأوراق." وأضاف "كلمات الرئيس مبارك التي تعهد فيها بالإصلاح يجب إن يعقبها عمل" مرددا دعوة الرئيس باراك اوباما لإجراء إصلاحات. جاءت تصريحات كراولي قبل أن يختار مبارك مدير جهاز المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس وهو منصب كان مبارك يشغله قبل أن يتولى الرئاسة ولم يشغله أحد طوال فترة حكمه المستمر منذ 30 عاما. ولم يرد على الفور أي رد فعل أمريكي على تعيين سليمان الذي قام بدور بارز في علاقات مصر مع الولاياتالمتحدة وحليفها إسرائيل. وأجرى كبار مساعدي اوباما محادثات استمرت ساعتين في البيت الأبيض لبحث الأزمة المصرية في اجتماع ترأسه مستشار الأمن القومي توم دونيلون وانضم إليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن من خلال الهاتف. وفوجئت الإدارة الأمريكية بالأزمة السياسية التي هزت الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة من مصر إلى تونس ومن لبنان إلى اليمن. وقال كراولي "شعب مصر لم يعد يقبل الوضع القائم. إنهم يتطلعون إلى حكومتهم لعملية لها مغزى لدعم إصلاح حقيقي." وأضاف "بينما مازال المحتجون في شوارع مصر فإننا لا زلنا نشعر بالقلق بشأن احتمال وقوع أعمال عنف ومرة أخرى نحث جميع الأطراف على ضبط النفس." وأصدرت ادارة اوباما مرات عديدة نداءات لضبط النفس للحكومة والمحتجين في مصر حيث استمرت الاضطرابات المناهضة للحكومة لليوم الخامس رغم قيام مبارك بإصدار الأمر لجيش بالنزول إلى الشوارع. وتحدث اوباما مباشرة إلى مبارك يوم الجمعة وقال انه أبلغه بأن عليه القيام باصلاحات شاملة بينما أوضح مسؤولون أمريكيون إن المساعدات الأمريكية لمصر التي تبلغ 5ر1 مليار دولار عرضة للخطر. وقال اوباما انه ضغط على مبارك لتنفيذ وعوده بشأن ديمقراطية أوسع واصلاح اقتصادي بعد فترة قصيرة من إلقاء مبارك كلمة أذاعها التلفزيون عزل فيها الحكومة استجابة لاحتجاجات عنيفة في مدن مصرية. وتسبب الأزمة في مصر ورطة للولايات المتحدة. فقد كان مبارك (82 عاما) حليفا وثيقا لواشنطن ويستفيد من المساعدات الأمريكية على مدى عقود مبررا حكمه الاستبدادي بالإشارة إلى الخطر الذي يمثله التشدد الإسلامي. وتلعب مصر دورا مهما في عملية صنع السلام في الشرق الأوسط وتنظر إليها واشنطن على أنها بلد له ثقل كبير موازن لنفوذ إيران في المنطقة. لكن منظمات حقوق الإنسان اتهمت الحكومات الأمريكية المتعاقبة بأنها كانت متسامحة للغاية مع انتهاكات مصر لحقوق الإنسان. وفي واشنطن احتج عشرات الأشخاص سلميا خارج السفارة الأمريكية. وأخذ المحتجون يرددون هتافات تطالب بتنحي مبارك ولوحوا بلافتات كتب عليها "تسقط دكتاتورية مبارك المدعومة من الولاياتالمتحدة" و"مبارك ارحل".