استلهامات معنوية من \"المقامة الفلتوية في الميزانية الملتوية \" بعد مرور عدة شهور على كتابة مقال \"المقامة الفلتوية في الميزانية الملتوية\" لصاحبه :\" بديع الزمن الازيلالي\"، وبعد تشكيل كل المجالس القانونية التي ستتولى تدبير الشؤون المحلية بالإقليم، أود في هذا المقال التركيز على الأهمية القصوى التي يكتسيها التدبير المحكم لمجلس العمالة. فإن كان بديع الزمن الازيلالي يريد فضح العديد من الموظفين المتلاعبين بالشأن المحلي من خلال استغلال مقاعدهم في الاستخفاف بالمسؤولية ؛ الجري وراء قضاء ماربهم الشخصية ؛ (قسم الميزانية، لجان طلب العروض ،لجان المباراة والصفقات الخاصة بالإقليم ، لجان التعمير وإعداد التراب....) ، وإن كان يريد ان يلفت نظر القارئ والمواطن الى ظاهرة الاغتناء اللامشروع لكثير من المسؤولين من اموال الاقليم بطرق ملتوية ومتعددة على اعتبار ان \" التاريخ الازيلالي\" يقدم لنا أمثلة حية على العديد من رؤساء المصالح بالاقلبم ممن دخلوا زيلال مفترشين الكارطون والحصير المرقع ، فخرجوا منها وهم يفترشون \"الفتوي\" والموكيط المزركش والاثات المرصع، وممن دخلوها امنين يمشون على الاقدام صوب مقرات عملهم باشمئزاز ، وخرجوا منها غانمين على متن سيارة فاخرة من نوع ممتاز...، فإني اريد بكل بساطة في مقالي هذا أن أدعو المجلس الاقليمي الجديد الى العمل بكل جد وروح مسؤولية لرد الاعتبار لهذا الاقليم الذي ظل لمدة طويلة مستنقعا اسنا لطحالب الاهمال والافلاس، وفي نفس الوقت مرتعا خصبا للنهب والاختلاس. وأعتقد أن الرئيس الجديد للمجلس ، باعتباره من فئة الإنتلجنسيا الخارجة من رحم وزارة التعليم التي يعتبرها المواطن من أنظف الوزارات ؛ إذ لا علاقة لها بوزارات اصحاب البطون المنتفخة من اموال \"الميزانيات الملتوية\" ؛ وباعتباره ايضا رجلا مثقفا ، تقلد عدة مناصب في مراكز المسؤولية الادارية، وباعتباره أستاذا و مؤلفا باحثا في الاكاديمية ...، فهو قادر على ان يسير هذا المكتب الجديد بكل حزم و صرامة لما فيه صلاح هذه المنطقة ، لأنه آن الاوان لان يمارس المجلس الاقليمي لازيلال اختصاصاته بكل وضوح وشفافية ، بأن يتخذ التدابير اللازمة لضمان تنميتها الاقتصادية ، الاجتماعية، والثقافية ، وأن يحدد برامج التجهيز والتنمية والاستثمار، وان يقوم بجميع ما يستلزم إنعاش الرياضة والثقافة والمساهمة في العمل الاجتماعي، وأن يبث بجدية في إبرام كل اتفاقيات التعاون والشراكة الرامية الى إنعاش التنمية الاقليمية ، وان يساهم أيضا وبكل جرأة في الحفاظ على المواقع الطبيعية والتراث التاريخي والفني والرفع من قيمة الاقليم السياحية ، وأن يقترح بكل شجاعة وغيرة على الاقليم ،الاعمال الواجب القيام بها من طرف الدولة لتقوية البنيات التحثية والتجهيزات الاساسية لإنعاش السياحة الاقليمية كرافعة اساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. باختصار ، ان الاوان لكي نخدم المواطن والمنطقة، ونقطع مع كل الجوانب المظلمة من تاريخ تسيير المجلس الاقليمي بأزيلال. واتمنى ان يكون المجلس الجديد في شخص رئيسه السيد خلا السعيد عند حسن ظن المواطن بأزيلال التي ظلت في ما مضى من الأعوام ،المنطقة المكتوية بنار استغلال الكراسي السلطوية ،والامتيازات النخبوية ، وغياب الضمائر المستوية، ونهب الميزانيات الملتوية وطمس العديد من المشاريع التنموية. أما صديقي بديع الزمن الازيلالي فاقول له مرة اخرى \"اطمئن . فمن لا يطلب \"التسليم\" وينهب الميزانية بالتعتيم ، فهو كمن ياكل مال اليتيم،ويعتقد انه في نعيم. ودنياه جحيم في جحيم، سواء خرج من ازيلال بسيارة فخمة أو بربطة عنق تزين \"الكوستيم\". الدايم الله ، لكن لابد من النضال من أجل التقويم, و التغيير ضالة كل طبع سليم, أليس كذلك صديقي الحميم؟. المسلك سعيد