هل يليق بنا، ونحن الأمة ذات التاريخ الطويل في الأدب المتصل بالتربة، والقيم الموصولة بالدين، والأعراف المختلطة بالبيئة، والمعارف المتداخلة بكل ذاك والفطرة، هل يليق بنا ويجوز أن نأخذ مبادئ التدبير وقواعد ممارسة الحكامة عن الأجانب، خصوصا ممن يعدون (...)
إلى عهد قريب كانت "الديموقراطية" عنوانا بارزا لمعظم الدول، سواء بالشرق حيث "الاشتراكية وحكم الشعب"، أو بالغرب حيث "حرية التعبير المكفولة للشعب"، وكان التفاخر بنظام الحكم وإبرازه في نهضة البلدان وتقدمها العلمي والصناعي والفلاحي والثقافي وغيره يستند (...)
لا يسع المرء إلا أن يأسف لمآل الوصل بيننا وبين إخوتنا في الجزائر، فبدل أن نكون فضاء واحدا موحدا يجمعنا ما يوحدنا تلقائيا، أكان جغرافية وطبيعة، أو عادات وتراكمات مجتمعية، أو كان صناعة، أو فلاحة، أو علما، أو إعلاما، أو أنشطة شبابية، أو نسوية، أو (...)
لا يسع المرء حين يرى ويشهد أن الخيانة أضحى لها موقع ومكانة وجرأة على الجهر بوجاهة مزعومة لمبادئ موروثة (…) وإجراءات جاهزة وقرارات جوفاء مجنونة، إلا أن يأسف بألم، ويتأمل في ملكوت الله مراجعا مسارات رجال عبر التاريخ ومحطات إنسانية مؤثرة، متصلة (...)
رحل عنا مؤخرا إلى دار البقاء (فجر الأربعاء 21 صفر 1443 // 29 شتنبر 2021) الأستاذ أحمد أفزاز رئيس المجلس العلمي الأسبق (أول رئيس مجلس علمي إقليمي) بوجدة، ولأنه كان من طينة خاصة، ولأنه كان رجلا مميزا في عمله وفي أدائه عموما، ومميزا في تعامله ومعاملاته (...)
هو السؤال الأصعب والأخطر على المتلقي حين ينتهي إلى فراش الاحتضار قبيل الرحيل إلى العالم الآخر، حيث المصير المجهول، وحيث الحساب الدقيق العادل، المنعدم فيه وخلاله الظلم، أو الانحياز لفئة "الصفوة"، أو التجاوز لاعتبارات "خاصة"، أو "استثنائية"…
هل (...)
بعدما كنا بالأمس نتصارع الأفكار والرؤى والأذواق وحتى العناد، لأجل التميز والحظوة بالمناصب والبقاء على الكراسي والهيمنة على النفوذ والامتياز، أضحى هذا كله من الماضي - على الأقل نظريا - وإن كان فقط بالأمس، وإن كان "طريا" للتو.. ! لكنه لم يعد له بعد (...)
“خَمِيرُ الرَّأْيِ خَيْرٌ مِنْ فَطِيرِهِ، وَتَأْخِيرُهُ خَيْرٌ مِنْ تَقْدِيمِهِ” أبو بكر الطرطوشي
يُستبعد في البلدان العربية جميعها – وضمنها المغرب طبعا – أن تجد رئيس حكومة مثلا، أو أي وزير، يستقل حافلة للنقل العمومي أو أي مركبة للنقل العمومي فردية (...)
"خَمِيرُ الرَّأْيِ خَيْرٌ مِنْ فَطِيرِهِ، وَتَأْخِيرُهُ خَيْرٌ مِنْ تَقْدِيمِهِ"
أبو بكر الطرطوشي
يُستبعد في البلدان العربية جميعها - وضمنها المغرب طبعا - أن تجد رئيس حكومة مثلا، أو أي وزير، يستقل حافلة للنقل العمومي أو أي مركبة للنقل العمومي فردية (...)
ما نعيشه اليوم أَوجزه أحد الكتاب المحترمين حين قال مؤخرا، وقد صدق: “أشبعْنا العالم تفاخرا بأصولنا، وأشبعَنا العالم ضربات على رؤوسنا”، ومناسبة هذه الخلاصة وهذا التأمل المؤلم الذي يجتمع عليه الخاص والعام، كما يتوافق في شأنه الجاد الصادق والمتردد (...)
ما نعيشه اليوم أَوجزه أحد الكتّاب المحترمين حين قال مؤخرا، وقد صدق: "أشبعْنا العالم تفاخرا بأصولنا، وأشبعَنا العالم ضربات على رؤوسنا"، ومناسبة هذه الخلاصة وهذا التأمل المؤلم الذي يجتمع عليه الخاص والعام، كما يتوافق في شأنه الجاد الصادق والمتردد (...)
هب أن الدول العربية - خارج جامعتها "العربية" طبعا - ارتأت إجراء استفتاء شعبي على مستوى الرقعة العربية كلها حول من يستحق الفوز ومن يبدو مستحقا للتتويج بالكأس الإفريقية، بالنظر إلى مجموعة معطيات آنية (على نحو ما يجري مثلا في اختيار ملكة الجمال هنا (...)
لا شك أن الفرق واضح تماما بين الموقف والرأي، ولا يحتاج إلى كبير عناء لإيضاح دقته حتى للأطفال والمراهقين، إذ الفرق يميل إلى الشبه مثلا بين الشخص والشخصية لدى الممثل على خشبة المسرح، فالشخصية قد تمثل رأيا معينا قابلا للنقاش والأخذ والرد، والشخص (...)
لا شك أن الفرق واضح تماما بين الموقف والرأي، ولا يحتاج إلى كبير عناء لإيضاح دقته حتى للأطفال والمراهقين، إذ الفرق يميل إلى الشبه مثلا بين الشخص والشخصية لدى الممثل على خشبة المسرح، فالشخصية قد تمثل رأيا معينا قابلا للنقاش والأخذ والرد، والشخص (...)
لست على يقين من أن نخبنا على مستوى الرقعة العربية تعي حقيقة الفرق الواقعي بين النكتة والسخرية والاستهزاء، إذ النكتة لها نطاقها العفوي أو الترفيهي، والسخرية لها مجالاتها وسياقاتها الفنية والأدبية والإعلامية، بينما الاستهزاء وإن كانت له فروع – ولا (...)
لست على يقين من أن نخبنا على مستوى الرقعة العربية تعي حقيقة الفرق الواقعي بين النكتة والسخرية والاستهزاء، إذ النكتة لها نطاقها العفوي أو الترفيهي، والسخرية لها مجالاتها وسياقاتها الفنية والأدبية والإعلامية، بينما الاستهزاء وإن كانت له فروع - ولا (...)
في خضم الصراع بين بني الجلدة الواحدة، تارة على السلطة والنفوذ، وتارة على الهيمنة (الاقتصادية أو الإدارية أو الثقافية أو الدينية أو الرياضية أو الفنية، أو غيرها)، وتارة أخرى على ما هو هين تافه لا يليق معه الصراع والعداء فأحرى “القتال”، وفي جميعها (...)
في خضم الصراع بين بني الجلدة الواحدة، تارة على السلطة والنفوذ، وتارة على الهيمنة (الاقتصادية أو الإدارية أو الثقافية أو الدينية أو الرياضية أو الفنية، أو غيرها)، وتارة أخرى على ما هو هين تافه لا يليق معه الصراع والعداء فأحرى "القتال"، وفي جميعها (...)
أن يهاجر المرء خير من أن ينتحر، فالهجرة تطلع للأفق، والهجرة تشبث بالحياة والأمل، والهجرة فرصة للتأمل ولمراجعة الذات وقراءة دروس الأمجاد دينا وتاريخا وفكرا وحضارة..، والهجرة قد تساعد على نسيان الجراح والآلام، وقد تخفف منها ببلوغ البديل أو العوض، (...)
المسؤولية هي اللبنة الأساسية والضرورية لبسط الأمن وإفشاء السلام وتحقيق حسن التعايش وبناء الأمة وتأصيل الحضارة، المسؤولية هي العنوان الكبير للوعي العالي والنضج المكتمل لدقة التكليف، والمسؤولية تعني – فيما أرى – الحياة الملازمة للعقل في أقصى درجات (...)
بينما يتطلع الآخر لتحقيق المصالح والرقي بالمصالح حتى بتقاسم المصالح، في أوربا وآسيا وأمريكا، وفي.. إفريقيا أيضا، وبينما تسعى الأمم الأخرى لنسيان الجراح بالابتسامة، وتعويض آثار الدمار ببناء الحدائق والجنان، واستبدال سياج وجدار الحدود بالبناء المتوافق (...)
كم هو سيء إلى حد الاشمئزاز أن تكون "دولة الجزائر" رهينة للكبائر السياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية المتراكمة التي اقترفها حكامها والممسكون بأدوات التحكم في البلاد والعباد في إصرار عنيد مجنون منحرف ضداً في الحق والمنطق وسمو القيم !
وكم هو (...)
يزعم مسؤولون سياسيون وإداريون ونخب وأكاديميون وإعلاميون، وغير قليل من الناس، تشبثهم بالقانون والمنطق، وبالشرعية حيثما كانت ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الموافقة للقيم الإنسانية، بينما الواقع مليء بمظاهر الأنانية وحب الذات والسطو على المكاسب وعلى (...)
هناك بعض من الناس من لا يعتذر، ولا يرى حاجة ولا ضرورة لأن يعتذر حين يستوجب منه الأمر ذلك، وقد يتطلب موقف ما أن يعتذر المرء لتقويم اعوجاج أو تسوية إشكال أو تصحيح وضع، لكن فئة خاصة لا تؤمن بقيمة الاعتذار إلا إذا تعلق الأمر بالغير الذي يتعين عليه (...)
معظم الحالات التي تسجل إقدام أصحابها على فعل جنوني كالانتحار مثلا (بجميع أنواع الانتحار) لينتهي الغضب بمآسي اجتماعية لا حد لها، تكون ناتجة عن الغضبة الأخيرة كالقطرة التي تفيض الكأس الممتلئة، فالغضب الأول والاستفزاز الأول نادرا ما يدفع صاحبه - في (...)