في صباح يوم السبت 25 فبراير عام 2017، ارتحل إلى جوار الله الأستاذ محمد حسن الجندي، بعد أسبوع واحد على توقيع عمله الأدبي الأخير: رواية السيرة "ولد القصور"، في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.
في ذكرى رحيله السادسة، عودة لبعض ما ميز مسار أحد أعلام (...)
مِن الناس من لا يستلطف عادةً كُرة القدم.. يرى فيها عصبية تُوقظ في نفس متابعيها قَبَلِيّة كامنة قد لا تُحمد عقبى انفلاتها. ومنهم من لا يُتابع مبارياتها لأن فيها إلهاء عن شأن من شؤون دنياهم أو آخرتهم يرونه أولى بالاهتمام. وهناك من لم يَكُنْ -والأصح (...)
وعالمنا الهشُ سلفا تتقاذفه أمواجُ مجهولٍ عاتية انفلت رَسنُها أو يهم بالانفلات، والكل يتحسس في الظلمة خطواته المرتبكة ويُمني النفس ببصيص محتملٍ وبعودة قريبة إلى ما قبل الأزمة أيَامَ الزمنِ الذي أدركنا بعد أن بهُتَ كم كان رغم قُبحه الشديد "جميلا" (...)
والعالمُ يستفيق من سكرةِ ما "لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت"، بعد قسْر التواري والاختفاء في عامنا العجيب هذا، وبينما أهلُه لاَهُون عن الدنيا وما فيها، بين آملٍ حذرٍ يترقب أن يعلنَ "النهاية" بمصل مُحرر أو معجزة إلهية، ومتمردٍ غر أضاقه الانتظار وتخبُطُ أهل (...)
إن الأزمة متى أصابت جماعةً أعانتها على اكتشاف أو إعادة اكتشاف نفسها، وهي بقدر ما قد تُظهر جليا أفضل ما فينا، بقدر ما يمكن أن تفضح بفجاجة أسوأ ما نحن عليه؛ لذا فأزمنة الخوف رغم قساوتها غالبا ما تكون صادقة جدا وكاشفة للغاية.
ومَعْمَعَتُنَا في عامنا (...)
كُنَا وحتى عهدٍ قريبٍ جدا كُلما كَسَت مُلصقات الموت البعيد "الشاشات"، نتردد بين الوجوه الصُفْرٍ أسفل الصورة أو المقطع المُصور على صفحاتنا، نَنْقُرها حُزنًا حينا وغَضَبًا في أغلب المرات. ثم تتوالى الصور فيتوالى النقر إلى أن نَكَلَ أو نَخْجَلَ ونحن (...)
بسم الله الرحمان الرحيم
قد يكون ما نحن فيه اليوم أمر لا سابق له في التاريخ من حيث اتساع المدى، واشتباك المصائر، ومَلْحَمِية التبعات التي نراها تغمُر بالمُباشر قِلاع الأمان الزائف في كل مكان لتُسقط أوراق التوت عن الجميع، وتُجبر عمالقة الشمال على تحسس (...)
في الثامن عشر من فبراير منذ ثلاثِ سنينَ خلت، احتفل الأستاذ محمد حسن الجندي بين أهله ومحبيه بتوقيع نص "ولد القصور" في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. كان يومَ سبتٍ سعيدا، بدا فيه كلُ شيء مكتملا، وللاكتمال حين حدوثه مهابةٌ وَوَجَل، تُألف في النفس (...)
بأسلوب رشيق ونفَس إبداعي ماتع، تدلف حليمة الجندي باب الأدب بثقة كروائية شابة اختارت أن تخط مقتطفا من الفصل الأول لروايتها الأولى "رواح" عبر جريدة هسبريس التي سبق أن احتضنت ذات رمضان حكايات مشوقة من السيرة الذاتية "ولد القصور" لهرم الفن المغربي (...)
كان من المُفترض أن يخرج هذا المقال في ذكرى ارتحال ابي الحبيب محمد حسن الجندي الأولى يوم الخامس والعشرين من فبراير الماضي، ولكنني لم أجد فِيَ ساعتها لا لُغَةً تُطيعُ، ولاقلما يُطيقُ الكِتابة أو يستطيع إليها سبيلا.
أبْكَمَنِي شعورٌ لا يفهمه إلاَ من (...)
قبل ستة أشهر إلا أربعة أيام، كان الأستاذ خالد مشبال، صديقُ عُمرِ والدي، يقف أمام نعشه وقد ابتل وجهه ببكاء حار.تذكرت ساعتها يوم أخبرني أبي بأنه لم ير، خِلال خمسين عاما من الصُحبة، خالدا يبكي أبدا.
كان مُنهكا تعبا ولكنه، كما هُم الأوفياء وهو شيخهم، (...)
بسم الله الرحمان الرحيم
رِسَالَةٌ إِلَى صَدِيقِي الوَحِيد: محمّد ابنُ الحسن الجُنْدِي (2)
أبي الحبيب،
انقضت أربعون يوما على انسحابك الهادئِ المُطمئن. أعْلمُ عِلم اليقينِ يا أبي أن هذا الرقم لايعني لك شيئا؛ بِدعةٌ أخرى ضِمن بِدَعٍ كثيرة على حد قولك.. (...)
بسم الله الرحمان الرحيم
أبي الحبيب،
يقولون إنك رحلتَ وأن عملكَ انقطع وأننا لن نراك بعد يومنا ذاك.
انتزعوك من بَينِنا أنت الذي لا تُحب أن تخرج وحيدا أبدا،ووضعوك في قبر على شاهدهِ عُنوانُكَ الجديد ..عُنوانُنا الجديد.
جلسوا بعد خروجك يومها يا أبي (...)
باسم الله الرحمان الرحيم
رِسَالَةٌ إِلَى صَدِيقِي الوَحِيدْ: مُحَمَدْ ابنُ الحسنْ الجُنْدِي
أبي الحبيب:
يقولون إنك رحلتَ وإن عملكَ انقطع وإننا لن نراك بعد يومنا ذاك.
انتزعوك من بَينِنا أنت الذي لا تُحب أن تخرج وحيدا أبدا، ووضعوك في قبر على شاهدهِ (...)
إن اسم "كوستاف لوبون" غير غريب على المهتم بعلم النفس أو علم الاجتماع وأثرهما على حياتنا المعاصرة. وإذا كان فكره مجهولا اليوم عند أغلبنا، فليس أفضل من هذه الظرفية الزمنية التي يعيشها العالم، لإعادة زيارة تراثه وتراث غيره من المفكرين الذين تنبؤا (...)