مشهد امي و هي تبكي على حافة السرير بالقصر الكبير خلال عطلة الصيف التي كنا نقضيها هناك قادمين من العرائش رافضة و بقوة لمبدا المغادرة القسرية لمدينة جائت منها لتقضي بعض الوقت فقط مع العائلة على امل العودة الى بيتها الهادئ الجميل و المفعم بالحب و (...)
كم كنت افشل قديما في العثور على مكتبة فيها كل الكتب التي ارغب في قراءتها الا اني استبشرت خيرا اذ لاحظت هذه الايام الاخيرة بزوغ فجر جديد من المكتبات المتنقلات مع وجود العشرات من الكتب فيها حتى تلك الغير موجودة يمكنك دفع طلب لصاحب المكتبة المتنقلة (...)
اذكر جيدا يوم الأحد الحزين الذي عشت احداثه الجريحة و انا احضر السمك "الشاركو" لتهييئ الطاجين على وجبة الغذاء فوصلني خبر فاجعة بكل المقاييس مفاده ان جارتي القريبة مني فقدت اثنين من ابنائها في البحر و هما ينويان السفر الى الضفة الاخرى هربا من فقرهم (...)
يا اهل القصر الكبير الكرام اياكم و ان تستهينوا باخبار انعدام الامن بالمدينة و تسفهونها و تعملوا على تفنيدها و دحضها فنحن لا نغطي الشمس بالغربال كما ان العمل بمبدا "هذا الامر لا يحدث الا للاخرين " ثبث فشله فكل ساكنة القصر الكبير هي معنية بهذا الامر و (...)
كثيرة هي تلك المواقف العجائبية التي كنت اعاينها بنفسي من داخل موقعي كفتاة داخل اسرة تتكون من خمس فتيات دون وجود اخ على شاكلة عبارات شائكة كنت اسمعها من قبيل " عَيْشة خْتِي شْغَادِي نْعمْلُو حْنَا مْوَالِينْ العُشْبَة الدْلِيِلة .. يلزمنا الصبر و غض (...)
عندما اوشكنا على مغادرة بيت الفقيد مكثنا بعضا من الوقت في بهو المنزل مع ارملته و هي تحكي لنا بعيون حزينة و دمعات جريحة عن زوجها الذي مات عنها و هو يخونها مع اخرى و كيف انه لم يراعي قيمة السنين الطويلة و هيبتها التي جمعتهما في عش هادئ دام اكثر من (...)
منذ أن بدأ يقض مضجعنا ويرفس قمامات حينا و يحرمنا من الإحساس بأمان لطالما تغنينا به في منطقتنا الهادئة الجميلة و الحالمة و التي كنا نجول و نصول فيها حتى ساعات جد متأخرة من الليل بدون خوف أو هواجس إلى أن جاء هادم الملذات أخطر المجرمين ههههههه، و (...)
و نحن نرتشف الشاي عند مدخل منزلنا تجاذبنا أطراف الحديث، و تذكرنا زمنا قديما كنا فيه أحسن الجيران و أروع الصديقات، فبدأنا نخوض في غمار السنوات و ننبش بين ثناياها ، و شيئا فشيئا بدأت خيوط قصتها تنسج نفسها بنفسها ربما كنتيجة حتمية للجو الرطيب و النسيم (...)
من منا لا يتذكر عبير الطفولة المتمثل في دروب جرى بين جنباتها ، جرب فيها كل الاحاسيس و المواقف : الحب و الكره ،الاهتمام و التهميش، و حتى الحڭرة و التْمْرْميدْ ...و ألهمه سكون ليلها وضجيج نهارها بان كتب أشعارا و ربما أقصوصات ، قد يكون غبار العمر (...)