كم كنت افشل قديما في العثور على مكتبة فيها كل الكتب التي ارغب في قراءتها الا اني استبشرت خيرا اذ لاحظت هذه الايام الاخيرة بزوغ فجر جديد من المكتبات المتنقلات مع وجود العشرات من الكتب فيها حتى تلك الغير موجودة يمكنك دفع طلب لصاحب المكتبة المتنقلة لياتيها لك و في الموعد المناسب و باثمنة جد مناسبة ايضا … خرجنا من المطعم و نحن نهم بركوب السيارة لاحت لي في مكان قريب منا كتبا متراصة داخل معرض متنوع يشمل الملابس و الاواني و الديكورات … فتحمست لزيارته انا و بناتي و ما ان هممت بشراء بعض الكتب التي لا يتناقش علي روعتها و رقيها و ادبها شخصان حتى تدخلت ابنتي الكبرى تثنيني عنها بحجة انها تعرف بعض الروايات "الاكثر مبيعا " و التي اصبح عليها اقبال خطير من طرف القراء فانتابني الفضول فقلت لها : – ساشتريها على مسؤوليتك فقد قلت بانه سبق لك و ان قراتها …فقالت : – قرات "كن خائنا تكن اجمل" على الانترنيت اما " حبيبي داعشي " فقد قراها احد الاصدقاء حتى انه اخبرني بانه بكى من فرط كمية الاحاسيس التي تملا الرواية …فقلت : – بما ان القضية فيها "دموع" ساشتريهما و امري لله … وصلت الى المنزل و كلي شوق الى مجيئ الليل لاتفرغ للقراءة حتى اني شربت اقداحا متتالية من الشاي بدون سكر …لاظل صاحية متحمسة فانا و لحظي العاثر قررت انهاء الرواية باكملها و اذا تصادف و ان قررت شيئا يصعب علي ثني نفسي عنه بسهولة … قدم الموعد المنشود و شرعت في القراءة … تملكني في البداية الهم و الغم و لكن اصراري على اكمال الرواية جعل مني ماكينة تقرا بدون شغف بدون حب بدون رغبة حتى شعرت بانقباض في قلبي و بعد ذالك استحوذ علي الارق من حيث لا ادري …. طلع الصباح وكان اول سؤال بادرني به الجميع هو كيف وجدت الرواية فاجبت : – زفت و مقت و هدر للوقت …. – اسمحيلي ماما فالاذواق تختلف … – الا في الكتب عزيزتي … عليكم ان تقرؤوا امهات الكتب العربية و حتى الغربية المترجمة حتى تفرقوا بين الجميل و القبيح بين الممتلئ و الفارغ بين الادب و بين الهلوسة و الفضفضة و الدردشة على الاسطح بين الجيران و بين الاصلي و التقليد … – و لم اكملت قرائتها بما انها لم تعجبك فانت لم تكوني مجبرة على ذالك … – انها الخمسة و الاربعون درهما التي انفقتها في الكتاب هي من جعلتني اقرؤه باكمله هههههه – اذن فها انا اخلي ذمتي و انصحك بعدم قراءة الثاني حتى لا تلوميني بعد ذالك … – لا يمكنني ساسهر عليه هذه الليلة و افوض امري فيه الى الله انه لطيف بالعباد فلن اسمح لصديقك في الجامعة بان يبكي لوحده فلنبك معا اذن … قرات الروايتين ..اكملتهما مرغمة فانا لا اذكر انه في حياتي برمتها ندمت على ضياع وقتي مثل هذه المرة و حسبي الله و نعم الوكيل و من اراد منكم التاكد فليقراهما و ليرد علي الخبار ساكون بالانتظار .. ???? واش نتزرف غير انا لا يعقل !!!!