عندما اوشكنا على مغادرة بيت الفقيد مكثنا بعضا من الوقت في بهو المنزل مع ارملته و هي تحكي لنا بعيون حزينة و دمعات جريحة عن زوجها الذي مات عنها و هو يخونها مع اخرى و كيف انه لم يراعي قيمة السنين الطويلة و هيبتها التي جمعتهما في عش هادئ دام اكثر من عشرين سنة …حزنا معها و ذرفنا الدمع الكثيركذالك اشفاقا عليها و تضامنا معها و حين همت بوداعنا حرصت على ان تكون اخر كلماتها : " الخيانة مسالة عصية على الاستيعاب و ما حصل معي لا ارغب في ان يحصل حتى مع الد اعدائي" … ودعنا الارملة المرتعشة و الحائرة و ذهبنا الى حال سبيلنا كل واحدة منا تتدبر في القصة التي تركناها في ذالك المنزل صاحب الحزن المزدوج و ترغب الى الله و تحمده و تشكره لانها ليست هي المعنية بالامر… نمت في ذالك اليوم كطفلة صغيرة بفرط التعب الذي يصيبني دوما جراء تقديم العزاء للاشخاص الذين تربطني بهم علاقة معينة فتلك المهمة تتطلب جهدا و صبرا و تواصلا من نوع خاص و في عمق النوم رايت فيما يراه النائم زوجي جالسا على بلكو اطلنتيكو بمدينة العرائش بصحبة سيدة لم اتبين ملامحها جيدا بينما زوجي كان يدير بوجهه ناحية البحر متاملا …استيقظت بعد انتهاء الحلم مباشرة و احسست بغصة بصدري و استعذت بالله من الشيطان الرجيم و قلت الحمد لله انه لا يعدو ان يكون كابوسا او اضغاث احلام فقط . فربما تاثرت بكلام صاحبتنا و اخترع اللاوعي عندي هذه القصة . وفي اليوم الموالي تذكرت هذا المكان الجميل الذي جمعنا يوما انا و زوجي مباشرة بعد خطوبتنا بحيث طلبت من امي ان تتوسط لي عند ابي ليسمح لي بالخروج مع خطيبي الى سوق سبتة فجاء الفرج من عند الله بحيث وافق بعد ان قال " …" صافي بدينا ههههه فليخرجا شريطة ان يعودا قبل صلاة المغرب ." استبشرت خيرا بقبول ابي و ذهبنا الى سوق سبتة في جولة قصيرة اشترى لي زوجي خلالها اول هداياه الجميلة و هي الشوكولا العزيزة على قلبي الى يومنا هذا وما ان استقرت الشوكولا في ثنايا قلبي و عقلي و لعبت دورها في تخدير المشاعر و التخلص من الخوف حتى اقترح علي اقتراحا مفاجئا قائلا "و لم لا نذهب الى العرائش و نتمشى بالقرب من " بالكو دي اطلنتيكو "و ساحرص على ان نعود في الوقت الذي حدده عمي " فقبلت بلمح البصر و ما هي الا دقائق معدودة حتى كنا نجلس سويا على حائط بلكو اطلنتيكو سويا و رياح البحر تلعب بشعري و باحلامي …و بينما كان زوجي يلتقط لي صورا في عين المكان قلت له "تصور يا ابن العم لو ان ابي يمر بقربنا الان ترى ماذا ستفعل !!!" فرد علي ضاحكا " ساطلق سيقاني للريح و ساريك كيف يبرع ابن عمك في مسافة 100 متر " ضحكت ملئ شدقي و عقبت على كلامه " و اين وعودك لي من قبيل ساحارب العالم و ساهزم الاعداء و ساكسر الاقفال و ساصارع الثيران من اجلك ههههههه " اجابني " هَدْكْ الشٍّي ما خَدَّامْشْ مْعَ عَمِّي و لكن فالاخير غَنْسٌوْلْكْ كَيفْ جِيتْكْ " اجري كما الابطال "او ليس كذالك !!!! في يوم من الايام سالتني ابنتي" ماذا تحبين اكثر في شخصية ابي !!" اجبتها " انها روح النكتة و الطرافة التي تمتع بها يوما و لا يزال… و لهذا اختاري رجلا يجعلك تبتسمين فتلك الابتسامة هي الطريق المعبدة نحو قلب المراة و هذي نصيحة من وزيرة الصحة