أكدت مؤسسة الأقصى لرعاية وإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر أن الجرافات الإسرائيلية تقوم منذ مطلع الأسبوع بالاعتداء وانتهاك حرمة المقبرة الإسلامية في قرية بيت نوبا حيث قامت بطم المقبرة بالتراب واخفاء معالمها. وأضافت المؤسسة في بيان لها تلقت "التجديد" نسخة منه: تجمع الديانات والتعاليم السماوية الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية على احترام حرمة الأموات والأحياء على حد سواء ، فكما أن للأحياء حرمات لا يجوز الاعتداء عليها أو انتهاكها ، فان للأموات حرمات كذلك فلا يجوز الاعتداء على حرماتهم كنبش قبورهم وتجريفها وبعثرة رفاتهم وعظامهم ، ولكن يبدو أن بعض المؤسسات الإسرائيلية وشركاتها لم تسمع عن هذه الحرمات أو انها لا تعترف بها ولا تريد أن تتقيد بتعاليم سماوية أو تقاليد إنسانية أو أعراف دولية . وأشارت المؤسسة إلى أن المقبرة تقع قرية بيت نوبا المهجرة عام 1967 ، والقريبة من قرية عمواس في المنطقة الغربية الجنوبية من رام الله ، حيث أقيم على أنقاضها مستوطنة (مفو حورون ) واقيم بالقرب من المقبرة مدرسة يهودية للمتدينين (يشيفا ). موضحة أن السلطات الإسرائيلية تنوي فيما يبدو إقامة موقف للسيارات بمحاذاة المدرسة من الجهة الشمالية الغربية وعلى ارض المقبرة ، وتحول الأوضاع الأمنية من وصول أبناء قرية بيت نوبا المهجرة عام 1967 والذين يسكنون في قرى قريبة من موقع المقبرة . وأكدت المؤسسة أنها قامت يوم الثلاثاء الماضي بزيارة موقع المقبرة والاطلاع عن قرب على حقيقة الاعتداءات الإسرائيلية في مقبرة بيت نوبا. وأكدت المؤسسة استنكارها لهذا الاعتداء السافر على حرمة الأموات في مقبرة قرية بيت نوبا ، ونبش قبورهم وطمس معالم المقبرة، مطالبة السلطات الإسرائيلية وجرافاتها بالتوقف الفوري عن الاعتداء على المقبرة ورفع يدها عنها . وأوضحت أنها بعثت برسالة عاجلة إلى وزير الأوقاف الفلسطيني أطلعته فيها على حقيقة الانتهاك الإسرائيلي على مقبرة بيت نوبا التي تتبع حدودها إلى مناطق الضفة الغربية، ودعته إلى تحريك وتفعيل جهات دولية ومنظمات حقوق الإنسان للحد من هذا الانتهاك بل إنهائه فورا والسماح لاهل قرية بيت نوبا الوصول إليها لصيانة المقبرة وتسييجها. كما طالبت السلطات الإسرائيلية رفع يدها عن مقبرة بيت نوبا وعدم إقامة موقف للسيارات على ارض المقبرة، وأعلنت استعدادها التام للوصول إلى ارض المقبرة والقيام بما يطلب من صيانة وتنظيف وتسييج للمحافظة على المقبرة وعلى قدسية المكان. وأشارت المؤسسة إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي تقوم بها الجرافات الإسرائيلية أو اذرع السلطات الإسرائيلية بانتهاك حرمة المقابر والمساجد والأوقاف الإسلامية" موضحة أن " مسلسل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بدأ عام 1948 حيث هدمت مئات المساجد وجرفت آلاف الدونمات ومئات المقابر الإسلامية وطمس معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتتابع هذا الاعتداء على المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية عام 1967 بعد احتلال إسرائيلي لاراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، وما زالت هذه الاعتداءات الصارخة مستمرة. وذكرت أن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان نشرت مؤخرا تقريرا خاصا عن تعرض عدد كبير من المساجد والكنائس والمقامات والمقدسات الإسلامية والمسيحية لانتهاكات إسرائيلية وإجراءات عدوانية تراوحت بين الهدم والتدنيس والتدمير وغيرها من أشكال الاعتداءات السافرة على حرمات المسلمين ومقدساتهم ، الأمر الذي يدفع بالمسلمين والمسيحيين الى تضافر الجهود المحلية والعربية والعالمية لوقف هذه الاعتداءات بكل الوسائل المتاحة. فلسطين-عوض الرجوب