* أنشئت مؤسسة الأقصى بعد سقوط القدس وإمعان الاحتلال في تهويدها وسعيه لبناء الهيكل المزعوم * الشيخ رائد صلاح ر أول من نادى بتوحيد الجهود المبذولة لحماية الأوقاف والمقدسات تحت لافتات مؤسسية * تبنت مؤسسة الأقصى الحفاظ على الأوقاف والمقدسات وإعمار الخراب بالمنهج العلمي للحفاظ على الجذور والتخطيط للمستقبل * حرصت المؤسسة على تنفيذ أعمال الترميم والصيانة وساهمت في إحياء المسجد الأقصى بالمصلين من داخل الخط الأخضر * الخارطة المفصلة للمقدسات أحد المشاريع العامة لمؤسسة الأقصى وهو عبارة عن مسح هندسي مفصل لكل المواقع الإسلامية في القرى المهجرة عام 1948 * رغم نجاحها الكبير إلا أن مؤسسة الأقصى تواجه عراقيل كبيرة من المؤسسات الإسرائيلية ومع ذلك لديها آمالا وطموحات مستقبلية رائدة بات من المؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية والهامة لاعتقال "رهائن الأقصى" وتحديدا الشيخ رائد صلاح هو جهوده المباركة في الحفاظ والدفاع عن المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر الفلسطيني وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. وقد ارتبطت جهود الشيخ رائد صلاح ارتباطا مباشرا ووثيقا بمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي تسهر طويلا وتبذل جهودا كبيرة في سبيل الحفاظ على المقدسات الإسلامية من العبث والاستيلاء عليها ومتابعة وتوثيق كل اعتداء على هذه المقدسات. وبمناسبة مرور عام على اعتقال الشيخ رائد صلاح وأبرز قادة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، نورد في السطور التالية نبذة عن طبيعة عمل مؤسسة الأقصى، مقدمين شكرنا الجزيل لكافة العاملين في المؤسسة الذين سهروا طويلا من أجل تزويدنا بالمعلومات حول المؤسسة. التأسيس والأهداف ولدت مؤسسة الأقصى بعد ما شهدته الأراضي الفلسطينية بعد عامي 1948 م و1967م من مخلفات كارثية وهزيمة نكراء سقطت خلالها القدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث رأى مجموعة ممن أخذتهم الغيرة على مقدساتهم للتحرك سريعا لوقف إمعان الاحتلال الإسرائيلي الساعي لتهويد القدس وبناء هيكل مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، والسيطرة بقوة السلاح على كل أبوابه. ففي ظل هذه المعطيات المبكية برزت مجموعة من أهل الخير وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح واعتبروا أن قضية المقدسات يجب أن تكون في سلم أولويات عملها فسخرت لها الطاقات وبدأت بمشوارها المضني الشائك نحو حماية المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى تاج مساجد فلسطين والذي بوضعه الراهن يجسد مأساة الحرب على المقدسات الإسلامية . وفعلا بدأ أعضاء ما أطلق عليه "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" بعمل مشاريع إعمار وصيانة منذ عام 1991م، وكانت البداية متواضعة وأقتصرت على معسكرات عمل وقفية في المدن الساحلية الفلسطينية وبعض القرى المهجرة ، وعلى مستوى الدفاع عن حرمة المقدسات، حيث قامت ولا تزال المؤسسة بترميم ما يمكن ترميمه وتسييج المقابر المنتهكة ومتابعة كثير من القضايا قانونيا. ومع مرور الوقت تطور أسلوب عمل المؤسسة الأقصى من العمل العفوي القائم على ردود الأفعال إلى العمل المنضبط المؤسسي القائم على الخطط والبرامج والمشاريع حتى تحولت مؤسسة الأقصى إلى مشروع رائد يشكل الرد العملي المنهجي العلمي على سياسية الانتهاك والتهميش المبرمج، وما زالت المؤسسة الأقصى مستمرة في أعمالها ومشاريعها المتعددة وتقوم بدور ريادي في هذا المجال. جهود الشيخ رائد صلاح يعتبر الشيخ رائد صلاح رافع لواء هموم الأوقاف والمقدسات في الداخل، وهو أول من نادى بضرورة توحيد الجهود المبذولة لحماية الأوقاف والمقدسات تحت لافتات مؤسسية حتى لا يضيع ما تبقى منها. بفضل الله وسعة أفقه وتمتعه بالعقلية الإبداعية طرح العديد من المبادرات والأفكار التي تحولت بجهود مؤسسة الأقصى إلى واقع حي مُعاش أثار في النفوس مسألة الأوقاف والمقدسات. كما أنه الشخص الذي حَوَلَ منطق الدفاع عن الأوقاف والمقدسات من الشعارات والخطابات والاستجوابات البرلمانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع إلى ممارسات عملية وواقعية وإلى مشاريع حية. واهتم الشيخ الذي مضى عليه قبل أيام عامل كامل في سجون الاحتلال اهتماما منقطع النظير بالمسجد الأقصى المبارك. حيث كان له دور بارز في الحفاظ عليه من خلال مشاركته الفعلية بالمشاريع العمرانية بداخله، إضافة إلى دوره في الكشف على المخططات الرامية للنيل من المسجد الأقصى والتحذير من إمكانية المساس به. كل هذه الجهود وغيرها حملت المؤسسة الإسرائيلية على اعتقال الشيخ رائد صلاح في الثالث عشر من شهر أيار من عام 2003م، ومازال هو وأربعة من قادة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر يقبعون خلف القضبان. وتسلسل أحداث الاعتقال والمحاكمة تبين يوميا بعد يوم أن الشيخ رائد صلاح ما اعتقل ومع القادة الأربعة إلا لدورهم البارز في الدفاع عن المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. الحفاظ على المقدسات يعتبر الحفاظ على الأوقاف والمقدسات وإعمار الخراب هو المنهج العلمي للحفاظ على الجذور وهو ضرورة للحفاظ أيضا على الحاضر الكريم، والتخطيط للمستقبل المشرق لأن حاضر من لا جذور له في خطر ومستقبله في غموض، لذلك تبنت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر هذه الرؤية الصائبة قولا وعملا وإعلاما وشعارا وسلوكا وتربية وأدبا وهوية. ومن هذا المنطلق بادرت المؤسسة جادة إلى السعي الدائب والدائم لتحرير الأوقاف وتطهير المقدسات وإعمار الخراب فيها، ومن هنا جاء اسم (الأقصى) تبركا بالمسجد الأقصى المبارك وتيمنا بطهره وقدسيته، وتأكيدا منها أن دورها ممتد في عمق التاريخ ورحاب الحاضر وتواصل المستقبل. وبذلك تلتقي المؤسسة مع جهود كل العاملين المخلصين في العالم الساعين للحفاظ على الأوقاف والمقدسات ولإعمار الخراب، فهي ملتحمة بهم ومعهم في تاج دورها المقدس وهو الحفاظ على حرمة المسجد الأقصى المبارك وقدسيته وكرامته. تأسست مؤسسة الأقصى بعد مخاض صعب، ونمت في نشأة صعبة، وشابت منذ طفولتها لثقل المسؤولية التي حملتها منذ اليوم الأول الذي وجد فيه، فهي قد وجدت أن نكبة فلسطين عام 1948 قد أوغرت في نفوس القوات الإسرائيلية نشوة الشراهة الظالمة إلى هدم اكثر من 1200 مسجد كانت شامخة فيما مضى على امتداد الجليل والمثلث والنقب والساحل. وحسب المؤسسة فقد نفشت الخيلاء عند القوات الإسرائيلية فقامت بتدمير المقابر ونبش القبور فيها واستخراج عظام الموتى من الفلسطينيين سواء كانوا من عهد الصحابة رضي الله عنهم أم من عهود متأخرة قبل عشرات السنين، حث صادرت الأوقاف الإسلامية التي كانت تساوي 1-16 من كل مساحة فلسطين حتى عام النكبة 1948 م. وفي هذه الأجواء وجدت مؤسسة الأقصى أن القوات الإسرائيلية استباحت كل المظاهر الصارخة للاضطهاد الديني ولم تكتف بكل ذلك، بل لا زالت تصر على انتهاك حرمة عشرات المساجد التي وقفت في وجه الدمار قبل وبعد نكبة فلسطين (عام 1948 م)، وتصر على تحويل هذه المساجد إلى خمارات ومتاحف وحظائر لتربية الأبقار. وتؤكد مؤسسة الأقصى أن بعض العناصر أو المؤسسات في المجتمع الإسرائيلي يصرون على هدم ما تبقى من المساجد التاريخية التي كانت قبل نكبة فلسطين، إذ قام بعضهم بهدم مساجد الفالوج وام الفرج ووادي الحوارث وصرفند، كما يواصل آخرون جرف المقابر ونبشها والقذف بعظام الموتانا في البحر وإقامة الأحياء السكنية والمتنزهات العامة مكانها. وتقول مصادر المؤسسة إن ظاهرة الاعتداء على الأوقاف توجت بمصادرتها ونهب خيراتها وبيع قسم منها في مزادات علنية كثيرة. أعمال الصيانة ورغم ثقل الحمل والعبء وطول المشوار لم تقف مؤسسة الأقصى مبهوتة مهزومة إزاء كل ذلك، بل اجتهدت منذ يومها الأول لدراسة الواقع المر الذي تعيشه الأوقاف والمقدسات عامة. وعلى الرغم من قساوة الظروف وقلة الموارد وكثرة المثبطين ووقوف غالبية المعنيين بالأمر وقفة المتفرج إلا أن المؤسسة وضعت خطة عمل للمئات من هذه الأوقاف والمقدسات وشرعت بترميم المساجد المهدمة وتحرير المساجد المنتهكة وتوقيف جرائم جرف المقابر ونبش عظام الموتى، و قامت بإعمار مصلى مجدل صادق في قضاء الرملة ومصلى معاذ بن جبل في قرية عمواس المهجرة و مصلى الشيخ شحادة في قرية عين غزال قضاء حيفا وغيرها. وتتواصل جهود المؤسسة لصيانة ما تبقى من المقابر التاريخية، حيث تقوم على صيانة مقبرة دير ياسين ومقبرة عمواس في القدس وغيرهما الكثير، إلى جانب مشروع إقامة صلوات الجمعة في عدد من المساجد المهجرة منذ نكبة فلسطين عام 1948. إيقاف الاعتداءات وخلال عملها المتواصل نجحت مؤسسة الأقصى في إيقاف الكثير من الاعتداءات التي كانت تتمثل بجرف المقابر لتنال من عظام الموتى في القرى المهجرة، ضاربة عرض الحائط حرمة الأموات والأحياء. كما نجحت المؤسسة في استرداد العديد من المقابر لترعاها وتحفظها، وعملت على إنقاذ عشرات المساجد والمقابر التي كادت تطمس بسبب الإهمال وعدم رعايتها، وفي هذا الإطار نظمت عشرات المعسكرات العملية لصيانة المقدسات خاصة في المدن الساحلية والقرى المهجرة، فقامت بأعمال التنظيف والترميم وإقامة صلوات الجمعة في المساجد المهجرة، واعتمدت مشروع رش أرض المقابر بمبيد الأعشاب، وهو مشروع سنوي يستمر لأشهر حيث تقوم المؤسسة برش أرض المقابر المهجرة في مختلف أنحاء البلاد بالمبيدات التي تمنع نمو الأعشاب حتى لا تصبح المقدسات الإسلامية فريسة سهلة لأسنان جرافات المؤسسة الرسمية الإسرائيلية التي تستغل قانون أراض البور لانتهاك حرمة المقابر ومصادرتها بحجة عدم الاهتمام بها، وهذا جزء من سياساتها الرامية لطمس الهوية الإسلامية الفلسطينية للمقابر والمقدسات بالتدمير الشامل الذي بدأ عام 1948 دون أن ينتهي. إضافة إلى ما سبق قامت مؤسسة الأقصى بترميم المساجد داخل الخط الأخضر، خاصة في المدن الساحلية حيث قامت بتجديد وإعمار مسجد البحر في يافا ، ومسجد الحاج عبد الله في حيفا ، ومسجد الرمل والزيتونة في عكا ومسجد حسن بك في يافا ، وغيرها من المساجد في اللد والرملة. خارطة المقدسات وفي مشروع رائد هو الأول من نوعه توجت مؤسسة الأقصى مشاريع المتعلقة بالأوقاف الإسلامية بمشروع "الخارطة المفصلة للمقدسات " وهو عبارة عن مسح هندسي مفصل لكل المواقع الإسلامية في القرى المهجرة عام 1948 والتي يقدر عددها بما يزيد عن 1200 موقع تشمل المساجد والمصليات والمقامات والمقابر. ويهدف هذا المشروع إلى تحديد هذه المواقع ووضع الخطط المناسبة لصيانتها ومنع انتهاكها وقد أنجزت المرحلة الأولى من هذا المشروع . إعمار وصيانة الأقصى إلى جانب المشاريع السابقة داخل الخط الأخضر حظي المسجد الأقصى المبارك باهتمام كبير من قبل المؤسسة لمكانته الرفيعة لدى المسلمين إضافة سعي جهات يهودية لهدمه وما يتعرض له من مكائد. وفي هذا الاتجاه عملت المؤسسة على إحياء المسجد من خلال معسكرات العمل الأسبوعية الثابتة على مدار ست سنين التي كان يشارك فيها الشباب المسلم من الجليل والمثلث والنقب بالمئات إضافة إلى مشاريع أخرى لإعمار المسجد الأقصى تتم بالتعاون الكامل مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجنة الإعمار، ومن بين هذه المشاريع: أولا: إعمار المصلّى المرواني (التسوية الشرقية ومساحتها 4 آلاف متر ) وهو الأول من نوعه، إذ بدأ العمل فيه تحت رعاية هيئة الأوقاف في شهر توز من عام 1996، وانتهى في شهر تشرين ثاني من عام 1997، حيث شارك الآلاف من الشباب المتطوعين في تهيئة أرضيته وتبليطه بالرخام اللائق وإنارته بالكهرباء. وتؤكد مؤسسة الأقصى أن أطماع اليهود كانت تتجه إلى هذا المسجد، حيث كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للاستيلاء عليه وتحويله إلى كنيس، فكان الرد العملي الذي محق أحلامهم وأطماعهم حيث تم ترميمه خلال فترة قصيرة رغم كبر مساحته. ثانيا: باشرت مؤسسة الأقصى بفتح بوابتين من الجهة الشمالية للمصلى المرواني والتي كانت قد أغلقت منذ زمن قديم بعد الزلزال الذي أصاب المسجد الأقصى والذي دمر كثيرا من أجزائه وذلك عام 1927، وفي تلك الأثناء اضطر المسلمون إلى إغلاق الأبواب ووضع مخلفات الزلزال من التراب والحجارة عليها مما أدت إلى دفنها وإخفائها ، فبادرت مؤسسة الأقصى وتحت إشراف الأوقاف الإسلامية إلى فتح هذين البابين العملاقين. ثالثا: أما المشروع الثالث لإعمار الأقصى فهو تبليط سطح المصلى المرواني، حيث باشرت مؤسسة الأقصى عام 97/98 وتحت رعاية هيئة الأوقاف التي دفعت تكاليف البلاط بترميم السطح العلوي له لمنع تسرب المياه إلى المسجد. رابعا: ومن المشاريع أيضا إعمار المسجد الأقصى القديم، وهو المسجد الواقع تحت مبنى المسجد الأقصى طولي الشكل بطول مبنى المسجد نفسه والمدرسة الخنثية وعرض أقل من ذلك بكثير، حيث بدأ أعضاء مؤسسة الأقصى حملة الترميمات الجذرية فيه منذ مطلع 98 وآزرها آلاف الشباب المسلم وأخرجوا آلاف الاكواب من الأتربة والحجارة والأوساخ، وهيأوا الأرضية ليتم تبليطه وقصارته وطلاء سقفه والجدران وفتح الغرف الملاصقة له من الناحية الجنوبية وتمت إنارته وفرشه بالسجاد. وقد تم الانتهاء من إعمار هذا الجزء من الأقصى أواخر عام 1999 وافتتح للصلاة في شهر رمضان 1999م. وإضافة إلى المشاريع السابقة قامت المؤسسة بتبليط المسجد الأقصى من الداخل وتنظيف قسم من الآبار وإنشاء وحدات مراحيض بالعشرات في باب حطة والأسباط والمالك فيصل. وما زال هناك عمل مستمر في الصيانة والعمل اليومي من قبل المؤسسة وتحت رعاية وإشراف هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس. مسيرة البيارق ولم تكتف المؤسسة بمشاريع إعمار وصيانة المسجد الأقصى المبارك، بل طورت ذلك إلى تنفيذ مشاريع لإحياء المسجد وربط المسلمين به وتكثيف تواجدهم فيه وخاصة بعدما منع الاحتلال إدخال أي مواد بناء للمسجد الأقصى المبارك. ومن بين هذه المشاريع مشروع مسيرة البيارق، وهو مشروع شد الرحال إلى المسجد الأقصى حيث تسير عشرات الحافلات يوميا إلى المسجد الأقصى مجانا من جميع القرى في الداخل الفلسطيني على نفقة مؤسسة الأقصى وتأدية الصلوات في المسجد الأقصى. ويهدف المشروع إلى إحياء الأيام الخوالي والدور الريادي للأقصى المبارك عبر تكثيف وجود المرابطين فيه لتعود للأقصى منارته المفقودة، إضافة إلى ترشيد وجود المسلمين فيه وجلبهم إليه وإعادة جيل الشباب إلى درب الهداية من خلال الدروس اليومية في الأقصى المبارك. كما يهدف المشروع إلى إحياء سنة الاعتكاف في المسجد الأقصى والتواجد فيه وزيادة عدد المصلين وإضفاء جواً من الروحانيات من خلال الآلاف المؤلفة المرابطة في المسجد الأقصى ترفع الهمم وتزكّي النفوس، إضافة إلى إحياء السوق التجارية في البلدة القديمة بعد تعطيلها بسبب الحصار الخانق وسياسات التضييق على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ومنعهم من الوصول إليه. وتهدف مؤسسة الأقصى من هذا الدعم للحركة الاقتصادية في البلدة القديمة حتى لا يتم تنازل أصحاب المحلات التجارية عن أملالكهم بسبب الوضع الاقتصادي السيء , وبذلك يتم تفريغ محيط المسجد الأقصى, وهو الهدف التي تسعى إليه المؤسسة الإسرائيلية. وعدا عن ما سبق يهدف مشروع مسيرة البيارق إلى ربط المسلمين بقدسهم وأقصاهم عبر هذه الزيارات المتكررة ليكونوا المنافحين عنه والمتصدين لأي هجمة محتملة من قبل المتطرفين اليهود الذين يتربصون بالأقصى الدوائر. وحسب القائمين على هذا المشروع، فإن المسيرة إن مسيرة البيارق لا زالت -بفضل من الله- تُسمع صوتها وتُوصل رسالتها إلى كل بيت فلسطيني، وما زالت الآلاف تتوافد بشكل يومي إلى المسجد الأقصى. فبعد أن بدأت هذه المسيرة بعدد يسير من الحافلات ، كتب الله لها النجاح والتقدم حيث وجدت الجموع الغفيرة ضالتها المنشودة فأخذت بالتسابق إلى هذا الشرف الكبير في الحفاظ على أقصاها من خلال مداومة الترحال إلى الأقصى الحبيب ، فالحافلات تسير من النقب حتى الجليل غادية إلى القدس الشريف لتكون مدداً من عند المولى الكريم ودعماً لهذا التراب الطاهر الزكي. وحسب مصادر مؤسسة الأقصى فإن العدد الإجمالي للسكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948م يصل إلى نحو مليون وثلاثمائة ألف نسمة، منهن نحو مليون مسلمن يسافر منهم نحو 30 ألفا شهريا إلى المسجد الأقصى. مصاطب العلم ومن المشاريع الرائدة لمؤسسة الأقصى أيضا مشروع مصاطب العلم، حيث تقوم المؤسسة بتشجيع إقامة دروس العلم في المسجد الأقصى وجنباته ولتقوية التلاحم الديني اليومي بين المسلمين واتصالهم. وتقوم فكرة إحياء دروس ومصاطب العلم في المسجد الأقصى على إعادة دور ورسالة المسجد الأقصى في توعية الناس ونشر العلم والدعوة إلى الله، بالإضافة إلى ترشيد وجود الناس وحثهم على التواجد داخل المسجد بعد الصلوات وعدم الانفضاض وترك المسجد خالياً. صندوق الطفل ومن مشاريع المؤسسة أيضا مشروع "صندوق طفل الأقصى والمقدسات" وهو عبارة عن وضع حصالة في بيت المشاركين من الأطفال في هذا الصندوق لجمع التبرعات فيه طيلة أيام السنة إسهاما منهم في إعمار وإحياء المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وربطهم اليومي بالمسجد الأقصى. وتجمع هذه الحصالات سنويا ويعقد مهرجان كبير في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقد وصل عدد المشاركين في هذا المشروع ما يزيد عن 20 ألف طفل. ويقول القائمون على هذا إن الهدف هو ليس جمع المال فقط، بل أن يقوم كل أب وأم بشرح دائم لأطفالهم عن الأقصى المبارك وقيمته وأمجاد تاريخه ومأساة حاضره بهدف تعميق الصلة بين هؤلاء الأطفال والأقصى المبارك، حتى يشعر الأطفال أن الأقصى أصبح عينا ثالثة في وجوههم، وقلبا ثانيا في صدورهم، وروحا أخرى تسري في أجسادهم . ومن شأن مشروع صندوق طفل الإقصى والمقدسات رغم بساطة فكره أن يربط الطفل منذ نعومة أظافره مع المسجد الأقصى المبارك وهموم قضية الأوقاف والمقدسات الإسلامية ومن شأنه كذلك أن يزرع في داخل الطفل الوعي الإسلامي الناضج والطموح الكبير لحمل هموم قضية كبيرة وهي قضية تحرير المسجد الأقصى المبارك. ومن شان هذا المشروع أيضا أن يحيي أواصر الرباط بين الأطفال وبين الأقصى المبارك والقدس الشريف؛ فيصبح هؤلاء الأطفال ممن يشدون الرحال مع والديهم إلى المسجد الأقصى وممن يغنون له. مشاريع وجبات الإفطار ومن هذه المشاريع مشروع وجبات الإفطار في رمضان، حيث يتوافد الآلاف إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلاة في النهار وإحياء الليل بالصلاة والذكر والدعاء، من هنا رأت المؤسسة أنه لا بد إطعام هؤلاء، فدأبت منذ عامين بتجهيز عشرات آلاف وجبات الإفطار فيه. كما أحيت المؤسسة سنة صيام الخميس وتقدم وجبات الافطار للصائمين الذين يحضرون الدرس الأسبوعي يوم الخميس في المسجد الأقصى الذي ترعاه المؤسسة. التوعية والتثقيف وإضافة إلى المشاريع السابقة على المستوى المحلي قامت المؤسسة بإصدار الكثير من الإصدارات والنشرات لتوعية العالم الإسلامي بالمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك وتوعية الأجيال بضرورة التمسك بالمسجد الأقصى. ومن هذه الإصدارات شريط فيديو يتحدث عن الحفريات تحت المسجد الأقصى ، ومسابقة عالمية حوله، و"كتاب القدس وسبل إنقاذها من التهويد"، وشريط دليل أولى القبلتين والذي يتحدث عن معالم المسجد الأقصى المبارك، وكتاب دليل أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين. كذلك أنشأت مؤسسة الأقصى موقعا لها على الإنترنت لإطلاع العالم الإسلامي والعربي على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المقدسات الإسلامية في ارض الإسراء والمعراج. كما أصدرت شريط (الصبح المقدس) الذي يتحدث عن أطماع اليهود في المسجد الأقصى المبارك، وشريط "المرابطون "يتحدث عن مسيرة العمل في المسجد الأقصى المبارك والترميمات وكشف الاباطيل اليهودية، وإصدار صورة جوية للمسجد الأقصى المبارك، وسلسلة أفلام وثائقية، وعشرات النشرات التعريفية والثقافية والاعلامية ، تتضمن شروحا عن اعمال المؤسسة وعن المسجد الاقصى ومدينة القدس. معوقات في الطريق ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها مؤسسة الأقصى إلا أنها تواجه معوقات وعقبات خلال أهمها العراقيل من قبل الدوائر الرسمية الإسرائيلية مثل ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" أو "المنهال" التي تضع أيديها على كثير من الأراضي الوقفية الإسلامية ، تحت ستار قانون "أملاك الغائبين". وتمنع هذه الدائرة مؤسسة الأقصى من دخول المواقع الإسلامية داخل الخط الأخضر، وتلاحق من يدخلها قانونيا وشرطيا. كما تواجه المؤسسة عقبات وعراقيل من خلال أقسام الهندسة القطرية التي تقوم بتغيير الإحداثيات الهندسية والقسائم والخرائط التفصيلية الأمر الذي يصعب عليها العمل والقيام بمهامتها على وجه الدقة والتحديد. ومن أهم ما يواجه المؤسسة في علمنا أيضا ما يسمى بِ" سلطة الآثار " التي تملك قوة قانونية هائلة وتدخل المواقع الإسلامية دون إذن من أحد ونتهك حرمة المساجد والمقابر في القرى المهجرة، ويصعب مواجهة أعمالها بسبب الدعم القوي التي تتلقاه من قبل المؤسسة الإسرائيلية. وإضافة إلى ما سبق تلاقي مؤسسة الأقصى عراقيل من قبل السلطات المحلية اليهودية أو الشركات الإسرائيلية الرسمية التي لها سلطة على بعض المواقع الإسلامية ولا تبدي تعاونا مع مؤسسة الأقصى فيما يخص الأوقاف الإسلامية التي تحت سلطة هذه المجالس المحلية والبلديات اليهودية. ومن الناحية القانونية تتهرب محاكم القضاء الإسرائيلي كثيرا من إصدار القرارات بحق الأوقاف الإسلامية بحجة أنها غير مخولة بإصدار مثل هذه القرارات، كما تتعمد الشرطة الإسرائيلية إهمال الأوقاف الإسلامية ولا تمنع الاعتداء عليها وانتهاك حرمتها رغم أن هناك محاولات كثيرة من قبل جماعات يهودية متطرفة تسعى لتحويل بعض المصليات والمساجد إلى كنس. آمال طموحات ومع أن الواقع صعب والطريق شاقة، تحاول مؤسسة الأقصى تجاوزها ما استطاعت، بل وتضع لنفسها آمالا وطموحات مستقبلية لتطوير عملها وتوسيعه بينها إضافة إلى متابعة مشاريع إعمار وإحياء الأقصى المبارك وإحياء الوقف الإسلامي في نفوس الناس، مشروع حراسة المقدسات الإسلامية بشكل يومي، وإنشاء فرق صيانة عامة لكل المقدسات بالإضافة إلى فرق الصيانة الموجودة، وإكمال مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات، ومتابعة إعمار كل المساجد التي كانت قبل نكبة فلسطين بما تتيحه الظروف والإمكانيات بعد توفيق الله تعالى، ومشروع "زمزم في المسجد الأقصى". كما تسعى المؤسسة إلى متابعة إصدار كتب ونشرات وأفلام وثائقية وخرائط وصور تتحدث عن الأقصى المبارك والقدس الشريف وبقية المقدسات، وإقامة متحف إسلامي لحفظ مأساة المقدسات، ودائرة في المؤسسة لحفظ أكبر عدد ممكن من الوثائق المختلفة التي وجدت على مدار تاريخ فلسطين في بلدنا، و مكتبة لتدارك المخطوطات الإسلامية من الضياع. فلسطين – عوض الرجوب الموقع الرسمي لمؤسسة الأقصى http://www.islamic-aqsa.com/