أكد رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أول أمس الأحد أن المؤسسة تملك نسخًا بديلة لتلك الوثائق التي صادرتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، ويتم الاحتفاظ بها في أماكن أمينة بعيدًا عن أيدي الاحتلال، واصفًا التصرف الإسرائيلي بأنه مجرد سلوك صبياني أهوج. وقال صلاح في تصريحات لفضائية الجزيرة: إن التجارب علمتنا أن نحتاط للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يحترم أية مواثيق ومعاهدات، ولذلك أقدمنا منذ فترة على نقل نسخ لكل الوثائق التي صادرها الاحتلال إلى أماكن مأمونة بعيدة عن أيدي الاحتلال، مؤكدًا أن السلوك الإسرائيلي لم يكن سوى تصرف صبياني أهوج حاولت به إسرائيل محو تاريخ المقدسات الإسلامية بفلسطين. وأكد صلاح أن إسرائيل دائمًا ما تسعى لإلغاء رسالة مؤسسة الأقصى التي تعني نصرة الأقصى ونصرة المقدسات الإسلامية بالأراضي المحتلة، والتي تعني أيضًا الوقوف في وجه الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية. واعتبر صلاح قيام قوات الاحتلال بمصادرة محتويات مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بمدينة أم الفحم بأنها تعبيرا عن إفلاس المؤسسات الإسرائيلية، واستكمالا للمخططات الصهيونية بشأن الأقصى، نافيًا كل التبريرات التي ساقتها إسرائيل لتنفيذ هذه المداهمات. وأكد على أن مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عازمة على مواصلة أنشطتها خصوصا في شهر رمضان. وذكر رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح أن قوات الاحتلال الإسرائيلية دهمت منتصف الليلة الماضية مكتب مؤسسة الأقصى في أم الفحم وأخذت كل الوثائق الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى والأوقاف ووضعتها في شاحنة اتجهت بها إلى جهة مجهولة. وقال صلاح إن ما صودر هو متعلق بكل المسلمين في العالم وكل النصارى والعرب. وعن سبب هذه الخطوة الإسرائيلية، قال صلاح إن المؤسسة عقدت مؤتمرا كبيرا كشفت فيه الكثير من المخططات الإسرائيلية تجاه القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرة إلى أنه تم دعم ذلك بالوثائق والخرائط والتقارير. وأضاف صلاح أن المؤتمر أحدث حراكا عربيا وإسلاميا شعبيا ورسميا، ومن ذلك ما صرح لهم به بعض المسؤولين في الجامعة العربية بالتفكير في عقد قمة عربية طارئة لحماية الأوقاف والمقدسات. وكان من بين الوثائق المصادرة كل الوثائق المتعلقة بالأوقاف الإسلامية والمسيحية. وتم الاستيلاء على كافة الوثائق المتعلقة بالمسجد الأقصى والتي نشر بعضها في مؤتمر عقد بأم الفحم قبل أسبوعين تقريبا. واستولت الشرطة أيضا على كل مخططات إعادة الإعمار للمسجد الأقصى والقدس الشريف وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. وقال صلاح إن ما تم مصادرته تقدر قيمته بمليارات الدولارات نظرا للأهمية القصوى للوثائق. وأشار إلى أن المؤسسة تعكف منذ سنة 2000 على مسح شامل لكل الأراضي الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب بهدف جمع كل المعلومات عن كل المقدسات في فلسطين. وقال إن قوات الشرطة صادرت ما قمنا بمسحه من خرائط وأفلام فيديو وتقارير ميدانية وقياسات هندسية ويقدر عددها بالآلاف. كما صادرت الشرطة ـ وفق قوله ـ كل ما كتب عن القدس وصورا وجميع الدراسات الهندسية والتاريخية والميدانية. وكان صلاح قد كشف النقاب ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع قيادات وطنية ودينية قبل أسبوعين ـ عن مجموعة وثائق وخرائط إسرائيلية لبناء كنس يهودية في حي المغاربة المحاذي لحائط البراق، وإقامة جسر عسكري يصل إلى داخل الحرم القدسي الشريف.