جددت مؤسسة الأقصى لرعاية وإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر تحذريها من سعي الحكومة الإسرائيلية إلى إحكام التضييق على المسجد الأقصى المبارك ضمن مخططات تسعى إلى النيل منه بإقامة حي يهودي جديد قرب باب الساهرة داخل لأسوار القدسالمحتلة. وقالت المؤسسة في بيان وصل مراسل التجديد نسخة منه "إن المصادقة على مثل هذا التخطيط ومحاولة إخراجه إلى حيّز التنفيذ يعتبر نوعا من صب البنزين على النار وتحد خطير للعرب والمسلمين في القدس بل في أنحاء العالم لحساسية المنطقة والأوضاع, بل يضع المسجد الأقصى ومدينة القدس في خطر داهم لا يعرف مداه إلا الله". وكانت صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية قد أفادت مؤخرا أنّ وزارة الإسكان الإسرائيلية تعد وتحث خطة لبناء حي يضم 30 شقة وكنيس قرب باب الساهرة في البلدة القديمة في القدس وداخل نطاق السور . وقالت الصحيفة إن "هذه هي المرة الأولى التي يكون حي يهودي داخل البلدة القديمة, ولا يكون جزء من حارة اليهود, يقام بمبادرة الحكومة، والخطة توجد في مراحل التخطيط المتقدمة، ويحتمل أن بعد عدة اشهر ترفع للمصادقة عليها في اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس". وأضافت أنه إذا ما تحققت الخطة في نطاق باب الساهرة، فمن شأن الوجود السكاني اليهودي خارج حارة اليهود في البلدة القديمة المستولى عليها سابقا "حارة المسلمين وحارة النصارى" ان يزداد بنحو 50 في المائة. وأكدت مؤسسة الأقصى أن الكشف عن مثل هذا المخطط في هذا الوقت بالذات وفي هذا المكان بالذات إنما يؤكد المخاطر التي حذرت منها المؤسسة مرارا وتكرارا. على صعيد مشابه رفضت المؤسسة رفضاً تاماً تدّخل بلدية القدس ورئيسها " أوري لوفولينسكي" بشؤون المقدسات والمقابر الإسلامية في القدس. وكانت بلدية القدس قد أصدرت أمر منع لأعمال صيانة في المقبرة اليوسفية المقابلة لمقبرة باب الرحمة والملاصقة لأسوار مدينة القدس من الجهة الشمالية الشرقية. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن رئيس بلدية القدس " أوري لوفولينسكي" وقع مؤخراً على أمر هدم إداري لجزء من المقبرة اليوسفية تضم رفات قبرين، مدعية أن الشرطة الإسرائيلية رفضت تنفيذ أمر الهدم ومنعت تنفيذه . لكن الناطق باسم شرطة القدس ادعى أن ما قامت به دائرة الأوقاف لا يتعدى إضافة قبرين في المقبرة اليوسفية، وأن بلدية القدس سحبت أمر المنع هذا، بعد أن تمّ الاتفاق بين سلطة الحدائق الوطنية الإسرائيلية وبين دائرة الأوقاف على عدم توسيع المقبرة. وقالت هآرتس أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تقوم بأعمال توسيع للمقبرة اليوسفية وأن هذه الأعمال تسارعت في الأشهر الأخيرة وأن بعضها تم خلال ساعات الليل، وتمّ تجهيز ساحات إضافية جاهزة للدفن. واعتبرت مؤسسة الأقصى أمر المنع غير شرعي وغير مقبول، وفيه مس خطير بحرمة المقابر والمقدسات وتكريس للاضطهاد الديني من خلال منع أعمال الصيانة والنظافة للمقابر والمقدسات الإسلامية. وأكد المهندس عدنان الحسيني مدير الأوقاف الإسلامية من جانبه أنه ليس من صلاحيات بلدية القدس إصدار مثل هذه الأوامر من الهدم، وأن ما تقوم به دائرة الأوقاف في المقبرة اليوسفية هو أعمال صيانة داخلية " داخل المقبرة" مثل أعمال نظافة وتقليم للأشجار، وإن هذه الأعمال ليست بحاجة إلى ترخيص. وأضاف:" هذا موضوع ديني بحت يخص دائرة الأوقاف ولا يجوز لبلدية القدس التدخل فيه بحال من الأحوال" . مشيرا إلى أن "هذه المقبرة تدار منذ مئات السنين من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية، مثلها كباقي مقابر المسلمين في مدينة القدس". فلسطين- عوض الرجوب-التجديد