قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تدمير وتجريف لمقبرة إسلامية تاريخية ضخمة في مدينة القدسالمحتلة، دفن فيها عشرات من العلماء والتابعين، بدعوى بناء ما يسمى مركز الكرامة الإنساني أو "متحف التسامح في المدينة". وقالت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 1948، إن شركة إسرائيلية قامت بأعمال حفريات واسعة على أرض مقبرة مأمن الله التاريخية "ماميلا"، حيث تم جرف مساحة واسعة من أرض المقبرة، وإخفاء القبور عن طريق جرافة كبيرة، وتم أيضا نصب خيمتين كبيرتين، تساعدان على أعمال الحفر. واعتبرت المؤسسة في بيان عاجل، أرسل إلى وكالة "قدس برس" نسخة منه، ما حصل "انتهاكاً صارخاً لحرمة المقبرة الإسلامية التاريخية"، ورأت فيه "استفزازاً واستصغاراً بمشاعر ملايين المسلمين، إذ تُعتبر مقبرة مأمن الله مقبرة تاريخية كبيرة دفن فيها عشرات من العلماء والتابعين والصالحين"، كما جاء في البيان. وطالبت المؤسسة السلطات الإسرائيلية بالتوقف فوراً عن أعمال الحفريات، وانتهاك حرمة الأموات على أرض مقبرة مأمن الله، مؤكدة أنها ستقوم بتحرك شعبي وجماهيري واسع لإيقاف هذه الحفريات والانتهاك الحاصل بأسرع وقت ممكن. وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن مقبرة (مأمن الله) تعتبر من المعالم العريقة في مدينة القدس، ويحتوي ترابها على رفات العديد من العلماء والصالحين، ممن سكنوا مدينة القدس، وقدموا الخدمات والعلم والهداية لأهلها. كما تعتبر مقبرة (مأمن الله) التي يسميها البعض "ماميلا"، بمعنى ماء من الله ،أو بركة من الله، والتي تقع غربي مدينة القدس القديمة، على بعد كيلومترين من باب الخليل، من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وتقدر مساحتها بمائتي دونم. من جانبه أدان الشيخ يوسف جمعة سلامة، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، قيام سلطات الاحتلال بإزالة وهدم القبور التاريخية القديمة في مقبرة "مأمن الله". وطالب في بيان تلقت "قدس برس" نسخة منه، بوقف هذه الأعمال، بشكل فوري، مؤكداً أن "إزالة القبور حرام شرعاً، وأن هذه الأعمال تهدف إلى طمس الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، التي تمتاز بها مدينة القدس". وفي سياق متصل، أدان وزير الأوقاف تصريحات المرشح لزعامة حزب "الليكود" الإسرائيلي موشيه فايغلين، الخاصة ببناء الهيكل المزعوم، مكان المسجد الأقصى المبارك، في حال انتخابه رئيساً للحكومة الإسرائيلية. وأكد الوزير سلامة على عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية، مستهجناً هذه التصريحات التي قال إنها تؤدي إلى إحداث حالة من الاستفزاز والغليان في الشارع العربي والإسلامي، معرباً عن قلقه الشديد من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الدينية، والمعالم التاريخية، والأملاك الوقفية في فلسطين، وخاصة في مدينة القدسالمحتلة والحرم القدسي المبارك. واعتبر الشيخ سلامة أن هذه الاعتداءات، تأتي ضمن مخطط إسرائيلي، يهدف للسيطرة واستفزاز مشاعر المسلمين عامة، مناشداً رابطة العالم الإسلامي ولجنة القدس ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، الضغط على إسرائيل لوقف ما تتعرض له فلسطين من انتهاكات خطيرة.