صف الشيخان سماحة الدكتور الشيخ عكرمة صبري – مفتي القدس والديار الفلسطينية – والشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – أنّ ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية من أعمال حفريات على أرض مقبرة " مأمن الله " في القدس لبناء ما تسميه ب " مركز التسامح "، بأنه جريمة بشعة ترتكبها المؤسسة الإسرائيلية بحق المسلمين بانتهاكها الصارخ لحرمة الأ موات ، واعتبر الشيخان الأمر فضيحة كبرى للمؤسسة الإسرائيلية بفعلتها هذه ، في حين طالب الشيخ رائد صلاح سفراء الدول العربية والاسلامية في البلاد الى العمل لإنقاذ ما تبقى من مقبرة مأمن الله في القدس . جاء ذلك خلال جولة ميدانية عقدها سوية الشيخان عكرمة وصلاح برفقة وفد من أهالي القدس ومؤسسة الاقصى صباح يوم الاربعاء 28-12-2005 ، تضمن مؤتمرا صحفيا على أرض مقبرة مأمن الله , وقال الشيخ عكرمة صبري خلال المؤتمر الصحفي : " مقبرة مأمن الله مساحتها 200 دونم وهي أكبر وأقدم مقبرة اسلامية في القدس فيها قبور من الصحابة الكرام والتابعين والشهداء والعلماء ، وأنّ هذه المقبرة لها حرمتها ولا يجوز الاعتداء عليها ، ومع الأسف فقد تعرضت هذه المقبرة لاعتداءات اسرائيلية منذ عام 1948 من إقامة الفنادق والشوارع ومدّ شبكة المجاري من أرض المقبرة ، والاعتداء الأخير على المقبرة هو البدء ببناء متحف التسامح ،فأي تسامح هذا ان يبنى ويعتدى على حرمة أموات المسلمين ومقابرهم " . أما الشيخ رائد صلاح فقال : " نرفض هذا الاعتداء على مقبرة مأمن الله ، ونعتبر إقامة ما يسمونه " متحف التسامح " مشروع عدواني ، وما تقوم به المؤسسة الاسرائيلية اليوم على مقبرة مأمن الله هو من أكبر الفضائح والجرائم للمؤسسة الاسرائيلية التي تسمح لنفسها ان تواصل بكل وقاحة حفر مقبرة اسلامية تاريخية تضم قبور الصحابة لتبني ما تسمية متحف التسامح ، وهذا اسم وقح فلا يقبل ان يبنى مركز تسامح على حساب عظام المسلمين من الصحابة الكرام ، انه مركز فضيحة كبرى للمؤسسة الاسرائيلية واعتداء ظالم بقوة السلاح على مقدسات القدس الشريف ، واعتداء بشع على حرمة الاموات ومشاعر الاحياء من المسلمين " . وحذر الشيخ رائد صلاح من أساليب المؤسسة الاسرائيلية بالتزوير والتي أبقت على مساحة ثمن مساحة المقبرة وهي مساحة 19 دونم من أصل 200 دونم هي المساحة الكاملة لأرض المقبرة وكأنها بذلك تحافظ على المقبرة . واستنكر الشيخ صلاح وضع حجر الاساس العام الماضي بمشاركة حاكم ولاية كالفورنيا الامريكية ارنولند شفرتسنجر الممثل السابق وقال الشيخ صلاح :" ان ارنولند بفعلته هذه فإنه يدوس على تاريخنا وحرمة أمواتنا " ، وأشار الشيخ رائد صلاح ان البناء الذي سيقام على أرض المقبرة سيقتطع لايقل عن 20 دونم يحتوي بناية تحت مسمى " مركز الكرامة الانساني" وبتكلفة 200 مليون دولار أمريكي وقال الشيخ صلاح :" أي كرامة انسانية تقام على حقوق المسلمين ومقدساتهم وعلى حساب أوقافهم ومشاعرهم ، ونؤكد انه تمّ نبش قبور للمسلمين خلال الحفريات الاخيرة التي تجريها سل طة الاثار على أرض مقبرة مأمن الله " . ووجه الشيخ رائد صلاح خلال المؤتمر الصحفي نداء لسفراء الدول العربية والاسلامية في البلاد لزيارة مقبرة مأمن الله للوقوف على حجم الجريمة الاسرائيلية بحق مقابر المسلمين ، والعمل على إنقاذ ما تبقى من مقبرة مأمن الله " . كما وحذر الشيخ من محاولة القائمين على بناء ما يسمى " مركز التسامح " من تضليل الرأي العام من خلال بث اكاذيب ان ما يقومون به كان بالتنسيق مع الأوقاف أو جهات إسلامية أو مؤسسات اسلامية واصفا هذه المحاولات بأنها أساليب وقحة وكاذبة . وأكد الشيخ رائد صلاح خلال المؤتمر الصحفي أن القاضي أحمد ناطور – رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس- كان قد أصدر مرسوما قضائيا وقع من جميع القضاة الشرعيين في البلاد يُثَبتُ قدسية المقدسات الإسلامية ، ويمنع ويُحرم التصرف بأي وقف أو مقبرة إسلامية في البلاد ، وتضمن المرسوم القضائي تأكيداً على حرمة مقابر المسلمين . وأكد الشيخ رائد صلاح في ختام حديثه على استمرار الجهود بكل الوسائل المشروعة لإيقاف الاعتداء الحاصل على مقبرة مأمن الله . وكان الشيخان عكرمة صبري والشيخ رائد صلاح والوفد المرافق حاولوا الدخول الى موقع الحفريات والأعمال الانشائية على أرض المقبرة حيث سيبنى ما يسمى ب مركز التسامح الاّ انّ ضباط الامن والحراس في المكان منعوا الجميع بالقوة من دخول المكان وأغلقوا جميع الابواب ، مع التذكير ان الموقع محاط كله بجدار حديدي عال من جميع الجهات لتغطية والتستر على حقيقة الجريمة الحاصلة . هذا وفي ختام الجولة قام الجميع بجولة تفقدية لما تبقى من مقبرة مأمن الله وقرأوا الفاتحة على أرواح أموات المسلمين ، وخلال الجولة شوهد آثار الانتهاكات الاسرائيلية على أرض المقبرة حيث وجد آثار زجاجات الخمر التي يشربها اليهود بالقرب من قبور المسلمين وقال الشيخ رائد صلاح معلقا : اعتاد اليهود شرب الخمر في هذا المكان خلال ما يسمونه " عيد الفصح " . مؤسسة الأقصى ترفض الاستمرار بانتهاك مقبرة مأمن الله وتستهجن سياسة الإغراء لبيع المقدسات وحرصاً من مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية للحفاظ على حرمة مقبرة مأمن الله في القدس ولإيقاف أعمال الحفريات الإسرائيلية على أرض المقبرة عقدت مؤسسة الأقصى نهاية الاسبوع الماضي اجتماعاً مع القائمين على مشروع الحفريات طمعاً من مؤسسة الأقصى بثنيهم عن أعمال الحفريات من خلال العرض المفصل والصريح لحرمة انتهاك حرمة الأموات ونبش مقابر المسلمين ، وبناءا على الجلسة المذكورة أرسلت رسالة إلى القائمين على مشروع الحفريات جاء فيها : " إنه ليؤسفنا جداً أن الجلسة التي عقدت مع طرفكم كانت سلبية جداً وإننا نستنكر ونرفض الاستمرار بحفر مقبرة إسلامية تاريخية وهي مقبرة مأمن الله ، ونؤكد أنّ أعمالكم هذه تعدّ اعتداءاً صارخا على حقوقنا الدينية وانتهاكا سافرا لحرمة الأموات وتنفيذا لسياسة الاضطهاد الديني والتمييز القومي البغيض، كما ونؤكد لكم أننا سنبقى ندافع عن حرمة مقبرة مأمن الله بجميع الوسائل القانونية والشعبية المشروعة" . وكانت مؤسسة الأقصى قد حذرت من أساليب القائمين على أعمال الحفريات في محاولة بيع المقدسات الاسلامية بأساليب رخيصة مستهجنة وقالت : " مؤسسة الأقصى ترى من الضروري أن تؤكد أن هؤلاء القائمين على مشروع أعمال الحفريات على أرض مقبرة مأمن الله حاولوا أن يغروا المشاركين في الجلسة المذكورة من مؤسسة الأقصى بعروض رخيصة ظناً منهم أن يبيعوا مقدساتنا بثمن بخس ولكن الأمر قوبل بالرفض التام والمباشر من قبل مؤسسة الأقصى ، ومن جهتها فان مؤسسة الأقصى تستهجن جرأة هؤلاء القائمين على أعمال الحفريات من عرض مثل هذه العروض مهما كانت ، ولهذا فإننا نحذر من هذه الأساليب المستهجنة ونصرّ مرة تلو مرة على مواصلتنا واستمرارنا في أعمالنا وجهودنا لإيقاف الانتهاك الحاصل لمقبرة مأمن الله بكل الوسائل القانونية والشعبية المشروعة " .