استدعت وزارة الخارجية الجزائرية أول أمس الإثنين سفير المملكة المغربية بالجزائر محمد سعيد بن ريان بسبب ما أسمته احتجاجا على الحملة الإعلامية والجمعوية والسياسية المغربية على الموقف الجزائري الداعم لانفصاليي البوليزاريو، وعلى العودة المغربية بين الحين والآخر للمطالبة بالأراضي المغربية التي ما تزال الجزائر محتلة لها، دون أن يذكر البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية طبيعة هذه الأقاليم التي يطالب بها المغرب. وأفادت جريدة الخبر، التي أوردت النبأ، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية في بيان أصدرته خارجية الجزائر في الموضوع، أن الوزارة أعطت أوامر للسفير الجزائري في الرباط بوعلام بسايح للقيام بنفس الإجراءات لدى السلطات المغربية لمعرفة موقفها من هذه الأخبار. ويأتي استدعاء السفير المغربي تعبيرا عن مستوى التصدع في العلاقات المغربية الجزائرية، التي من المنتظر أن تزداد حدة خلال الشهور القليلة القادمة، ما لم تغير الجزائر موقفها المعادي لوحدة المغرب الترابية، وتدخل في حوار مباشر وصريح حول الصحراء المغربية من أجل التوصل إلى حل يرضي كل الأطراف المعنية، استجابة للطلب المغربي ولطلب الأممالمتحدة، ولدعوة وليام برونز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط خلال زيارته الأخيرة للمغرب والجزائر. وكان استدعاء السفير المغربي بالجزائر أول أمس من طرف الخارجية الجزائرية مباشرة في اليوم الموالي لرسالة التهنئة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى التاسعة والأربعين لاندلاع ثورة التحرير في نونبر 4591، والتي أكد خلالها جلالته رغبة المغرب في إقامة علاقات متينة مع الجزائر بما يعزز وحدة اتحاد المغرب العربي. وانتقدت الخبرالجزائرية التصريح الأخير الذي بثته قناة الجزيرة في إطار برنامج زيارة خاصة الذي استضاف الأسبوع الماضي الأستاذ عبد الهادي بوطالب، وزير خارجية سابق ومستشار الملك الحسن الثاني، الذي أكد أن للمغرب مطالب ترابية بالجزائر، لم يرد الملك محمد الخامس رحمه الله أن يثيرها خلال حرب التحرير حتى لا يطعن الثورة الجزائرية من الخلف. جدير بالذكر أنه في الوقت الذي يطالب فيه المغرب بعقد لقاءات مباشرة مع الجزائر لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بشكل ثنائي، على اعتبار أن المشكلة هي مشكلة مغربية جزائرية، تلوح الجزائر بين الحين والآخر إلى أنها ليست طرفا في الموضوع، وأنه بإمكانها القيام بوساطة بين محميتها البوليزاريو وبين المغرب. في الوقت الذي تؤكد فيه كل التحاليل السياسية والمعطيات التاريخية أن الجزائر لا ترغب على الإطلاق في حل هذا النزاع المفتعل، على خلفية أنه إذا ما تمت تصفية مشكلة الصحراء، وتم الاعتراف بمغربيتها بشكل نهائي، فإن المغرب سرعان ما يطالب باسترجاع الأراضي المغربية التي ما تزال تحت قبضة الجزائر بما في ذلك أراضي تندوف. عبد الرحمان الخالدي