كشفت جريدة ألجريا أنترفاس الجزائرية على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء عن أن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، جدد دعوته للمغرب من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين وإعادة تنشيط مؤسسات اتحاد المغرب العربي، بعد عقود من التوتر بسبب الخلاف المزمن حول الموقف من قضية الصحراء المغربية، الذي أثر سلبا على مردوديته، وجعله كيانا مشلولا، لا يستجيب على الإطلاق للغرض من تأسيسه. واختار الرئيس الجزائري موعدا لتقديم دعوته للملك، يوما قبل الوقت المحدد للاحتفالات بعيد العرش، وبالضبط يوم أول أمس الثلاثاء 29 يوليوز. ومما جاء في رسالته، كما كشفت عن ذلك وكالة (ا ف ب)، تعبيره عنإرادته الدائمة للعمل معا على توحيد الصفوف وترسيخ علاقات التعاون والتكامل بين بلدينا. مضيفا ما زلت متمسكا بإعادة إطلاق الاتحاد المغربي خيارنا الاستراتيجي المشترك الذي يبقى اهتمامنا الأكبر وأملنا مع قادة دول مغربنا العربي الكبير. ولم يشر بوتفليقة، في رسالته التي بعثها إلى جلالة الملك إلى الصحراء المغربية، على الرغم من علمه التام بأن أولى الخطوات العملية في طريق تطبيع العلاقة بين المغرب والجزائر هو مراجعة هذه الأخيرة لموقفها الداعم باستمرار لانفصاليي البوليزاريو، على حساب الوحدة الترابية للمملكة. ولئن أشار الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى أنه يرغب في ضم الصفوف وتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، فإن المغرب من جهته طالما أكد استعداده ودعوته الجزائر إلى مناقشة القضايا العالقة بكل وضوح وشفافية من أجل تجاوز سلبيات الماضي والتطلع إلى مستقبل يعيش فيه البلدان معا في سلام واستقرار كما جاء في رسالة الرئيس الجزائري، وهذا لن يتأتى إلا بتجاوز أسلوب المجاملات، وترجمة الأماني إلى مواقف عملية، تبدأ بالإفراج الفوري للأسرى المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، في خرق سافر لأبسط الحقوق الشرعية والدولية. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن في غضون الأسبوع ما قبل الماضي عن أن بلاده مستعدة لإعادة النظر في أسس علاقاتها مع المغرب، على أن يضع هذا الأخير في الوقت نفسه جانبا بعض المسائل لتبت فيها الأممالمتحدة، وذلك في إشارة مباشرة إلى مسألة الصحراء المغربية. وأكد بعد عشاء أقيم في الجزائر العاصمة على شرف زيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرف لبلاده أن الجزائر مستعدة لبناء المغرب العربي الكبير بما يضمن مصلحة الجميع، مطالبا في الوقت نفسه من مشرف أن ينقل رسالة سلام إلى المملكة المغربية التي زارها في 17 و18 من يوليوز الجاري. ومن جهة ثانية، يأتي عرض الرئيس بوتفليقة متزامنا من ناحية أولى مع مهلة انتهاء ولاية بعثة المينورسو بالصحراء المغربية اليوم الخميس 31 يوليوز، في انتظار تمديد جديد لها. ومن ناحية ثانية مع عدم تمكن خبراء مجلس الأمن الدولي، الذين اجتمعوا مساء الإثنين الماضي للمرة الثالثة على التوالي بمقر الأممالمتحدة، من التوصل إلى اتفاق حول مشروع القرار المتعلق بالصحراء المغربية من أجل تسوية النزاع المفتعل بها، حيث ما يزال الاحتفاظ بالفقرات الأكثر إثارة للخلاف في المشروع والتي ترمي إلى فرض المقترح الأخير لبيكر من خلال مطالبة الأطراف بتنفيذها معرقلا التوصل إلى أي توافق. ومن ناحية ثالثة باتفاق عدد من المندوبين بمجلس الأمن مع التعديلات الفرنسية الرامية إلى تشجيع الأطراف على التفاوض من أجل التوصل إلى حل مقبول. عبد الرحمان الخالدي