استقبل جلالة الملك محمد السادس بمقر إقامته بنيويورك أول أمس الأربعاء، على هامش أشغال الدورة 58 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمدارسة العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية ومسألة استمرار إغلاق الحدود، وسبل تفعيل اتحاد المغرب العربي. ويأتي اللقاء الذي جمع جلالة الملك بالرئيس الجزائري، وهو الأول من نوعه منذ تولي جلالته سدة الحكم سنة 1999 باستثناء بعض اللقاءات العابرة، تتويجا للقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي الثلاثاء الماضي، الذي أكد فيه جورج بوش أن حل قضية الصحراء المغربية لا يمكن أن يفرض على المغرب من الخارج، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها الأممالمتحدة لن يفرضا تسوية لملف الصحراء، ثم اللقاء الذي جمع في وقت لاحق بين الرئيس جورج بوش وعبد العزيز بوتفليقة. وحضر هذا الاستقبال عن الجانب المغربي محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وعن الجانب الجزائري عبد العزيز بلخادم وزير الدولة ووزير الخارجية، وعبد القادر مساهل وزير الشؤون الإفريقية والمغاربية، وعبد اللطيف رحال المستشار الديبلوماسي للرئيس الجزائري، وعبد الله بعلي السفير الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة. وتأمل الأوساط السياسية، خاصة بمنطقة المغرب العربي، أن يكون استقبال جلالة الملك للرئيس الجزائري بداية نحو التوصل إلى حل عادل ومقبول لمشكلة الصحراء، خاصة وأن أوساطا دولية أصبحت هي الأخرى، إلى جانب المغرب، تدعو إلى اعتماد الحوار كأسلوب لحل القضايا العالقة بين المغرب والجزائر بما في ذلك قضية الصحراء المغربية. وفي هذا الإطار أوردت مصادر صحافية مطلعة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومعها مجلس الأمن، وخاصة في ما يتعلق بفرنسا وروسيا، يدركون جيدا حجم قضية الصحراء المغربية ضمن الاهتمامات الوطنية، ويدركون مع ذلك أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بوحدة المغرب الترابية. وكانت جريدة الشرق الأوسط قد أشارت في عدد أمس أن اللقاء/ القمة الذي جمع جلالة الملك أول أمس بالرئيس الجزائري تناول بالإضافة إلى القضية المحورية التي هي قضية الصحراء، عددا من القضايا الأخرى كمسألة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنة 1994 إثر هجوم استهدف فندق أطلس أسني بمراكش، ومسألة تفعيل وتنشيط اتحاد المغرب العربي الذي يشكو جمودا بفعل الموقف الجزائري السلبي من الوحدة الترابية للمغرب، وملف الإرهاب. وكان جلالة الملك قد أكد في خطابه الثلاثاء الماضي أمام الجمعية العامة أن جهود التسوية التي بذلت قد أبانت أنه لا سبيل لطي هذا الملف نهائيا (ملف الصحراء) إلا بالعمل على إيجاد حل سياسي واقعي ونهائي طبقا للمبادىء الديمقراطية وفي إطار احترام سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية وفق ما اقترحته الأممالمتحدة ذاتها في يونيو .2001 وأكد جلالته أن المغرب، حرصا منه على ضمان علاقات حسن الجوار بمنطقة المغرب العربي، قد عمد إلى تهدئة التوتر المفتعل على حدوده بالعمل الصادق على إيجاد حل توافقي لقضية الصحراء المغربية. عبد الرحمان الخالدي