قال وزير الخارجية والتعاون المغربي السيد محمد بن عيسى حول العلاقات المغربية الجزائرية" إن التواصل قائم، لكن ما ينقصه هو أن نبذل جهودا للتغلب على الصعاب التي تعترض تطوير اتحاد المغرب العربي". أعرب السيد محمد بنعيسى في تصريحات أدلى بها لجريدة الحياة اللندية يوم أول أمس عن أمله في التغلب على المشاكل التي تعترض سبل تفعيل اتحاد المغرب العربي معترفا في الوقت نفسه بوجود مشاكل "قائمة ومزمنة يجب تناولها بكل موضوعية وشجاعة حتى نفسح المجال أمام تطور طبيعي وفعلي لاتحاد المغرب العربي" وتأتي تصريحات السيد وزير الخارجية المغربي في وقت تعرف فيه المنطقة المغاربية اتصالات مكثفة في أفق الاستعداد للقمة المغاربية المقبلة بالجزائر ليوم 2 يناير 2003 على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي. وكان وزير الخارجية المغربي قد استقبل في غضون الأسبوع الماضي من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وسلمه رسالة خطية من الملك محمد السادس كما تناولت المناقشات التي دارت بينهما وضعية اتحاد المغربي العربي والشرق الأوسط. وفي نفس السياق كان الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري قد سلم رسالة مماثلة إلى الرئيس الموريطاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع في وقت سابق. وفي إطار التحركات التي تعرفها المنطقة المغاربية، واستعدادا لانطلاقة المحادثات بين زعماء الدول المغاربية في يوم 2 يناير 2003 كما تقرر، احتضنت تونس العاصمة في 17 دجنبر الماضي اشغال اللجنة المشتركة الجزائرية التونسية في دورتها 13 بمشاركة رئيس الحكومة الجزائرية علي بن فليس والوزير الأول التونسي محمد الغنوشي، وعددا من الخبراء من كلا البلدين. وفي السياق ذاته أشرف وزير الشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساحل في وقت سابق على انطلاق اعمال لجنة المتابعة الجزائرية الليبية في طرابلس، وكان مساحل قد ترأس في بداية رمضان الماضي مع نظيره الموريطاني اللجنة المشتركة التحضرية بين البلدين لتعزيز العلاقات بينهما، وهي العلاقات التي عرفت أزمة منذ سنة 2000 على إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اغضبت الحكومة الموريطانية وقررت على إثرها مقاطعة القمة المغاربية، التي كان مقررا عقدها بالجزائر في يونيو الماضي. وحسب رأي يعض المحللين السياسيين فإن العلاقات المغربية الجزائرية عرفت في الآونة الأخيرة انفرجا طفيفا وتحسنا ملحوظا ذهبت بعض الآراء في ذلك إلى أن هذا الانفراج مرده إلى استحكام البعد التضامني بين الشعبين المغربي والجزائري، وارتفاع ذلك إلى ما فوق الحسابات السياسية. ومما يدل على أن بداية انفراج في تاريخ العلاقة المغربية الجزائرية أصبحت ملامحها تتضح وتطفو إلى السطح فتح الحدود المغربية الجزائرية بشكل استثنائي، لتسهيل عملية مرور المساعدات الجزائرية للمغرب إثر الفيضانات التي ضربت العديد من المناطق المغربية أخيرا. وفضلا عن قرار الرئيس فتح الحدود المغربية الجزائرية ولو بشكل استثنائي، وهي الحدود المغلقة منذ 1994 تأكيد الرئيس الجزائري أخيرا في برقية بعث بها إلى الملك محمد السادس حرص بلده علىتعزيزالعلاقات المغربية الجزائرية" وعلى " الانطلاق بها نحو آفاق أرحب في كنف التضامن" والتعاون والتكافل". وأعرب عن رغبته في إعادة النشاط والحيوية لاتحاد المغرب العربي. رغبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في تحسين العلاقات المغربية الجزائرية وتفعيل اتحاد المغرب العربي تعترضها عدة عراقيل، على قائمتها الموقف الجزائري من الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي طالما دعمت به جبهة البوليزاريو الانفصالية، بدعوى مساندة الشعوب في تقرير المصير. وجاء تصريح وزيرالخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى لجريدة الحياة اللندية ردا على الموقف الجزائري وقال إن مشاكل قائمة ومزمنة يجب أن نتناولها بكل موضوعية وشجاعة، حتى نفسح المجال أمام تطور طبيعي وفعلي لاتحاد المغرب العربي" مؤكدا بأن المغرب" لم يعارض أبدا تفعيل الاتحاد..وإنما يرى أن يكون التفعيل وفق معطيات الواقع". فهل ستكون القمة المغاربية المقبلة ليوم 2 يناير 2003 بالجزائر في مستوى التعامل الإيجابي والفعال مع كل القضايا المغاربية العالقة، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، أم سيكون مآلها الفشل كما فشلت القمة الأخيرة، التي كان مقررا تنظيمها في 21و22 يونيو الماضي بالجزائر، بسبب سلوكات جزائرية معادية للمغرب، دفعت بهذا الأخير إلى إلغاء مشاركته، وبالتالي إلغاء لقاء القمة؟. عبد الرحمان الخالدي