أكد محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن العلاقات المغربية الجزائرية هي عمود أساسي في معادلة تفعيل التعاون والشراكة داخل اتحاد المغرب العربي . وأوضح بن عيسى في حوار أجرته معه قناة"أبوظبي" الفضائية وبثته مساء أول أمس ضمن برنامج " مقابلة خاصة"أن للمغرب والجزائر ما يكفي من زخم تاريخي ومصالح مشتركة تحتم عليهما أن يتعاونا و يتواصلا فيما بينهما موضحا أنه ينبغي تحديد مستوى ومواضيع هذا التواصل. وذكر بأن العلاقات بين البلدين طبيعية وبأن التواصل والحوار بينهما قائم إلا أن هذه العلاقات ليست في المستوى الذي كنا نريده معربا عن أمله في أن تصبح هذه العلاقات قائمة على أسس شراكة تتمتع بالديناميكية اللازمة التي تفرضها الظروف الإقليمية والدولية وأن تصب في اتجاه تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي. وأضاف "بن عيسى" أن المغرب يريد لهذه العلاقات أن تتطور إلى شراكة بينية ثنائية بين المغرب والجزائر. واعتبر من جهة أخرى أن دول اتحاد المغرب العربي التي اجتمع أمس (الجمعة) وزراء خارجيتها بالجزائر العاصمة تحدوها الرغبة في التوصل إلى زرع دينامية جديدة في الإتحاد بما في ذلك عقد القمة التي لم تنعقد في يونيو الماضي. وأعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن أمله في أن يكون هذا اللقاء مناسبة لبث ومناقشة القضايا الحقيقية بشجاعة وصبر وواقعية وموضوعية " وأن يكون لقاء خير ومصارحة لأنه في نهاية المطاف لا يمكن أن نقبل بهذا الوضع والعالم حولنا يتكثل خاصة وأن بلدان المغرب العربي لها كل المقومات التاريخية والحضارية والبشرية والإقتصادية والجيوسياسية والثقاقية التي تجعل من اتحاد المغرب العربي كيانا حقيقيا يمكنه أن يطور نفسه ويسهم في تحقيق الرخاء والتقدم لشعوب هذه المنطقة والإسهام في التعاون مع دول أخرى. وكان قد عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن أمله في أن تشكل أشغال الدورة ال 20 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي محطة أخرى على طريق التشييد وإعادة النظر في كل قضايانا. وقال "بن عيسى" في تصريح صحفي لدى وصوله إلى الجزائر العاصمة لتمثيل المغرب في هذه الدورة نحن نتطلع إلى أن يكون هذا الاجتماع محطة أخرى على طريق تشييد وإعادة النظر في كل قضايانا وتأهيل اتحاد المغرب العربي ليكون كما تريده شعوبه مؤسسة لها وزنها وتعكس حقيقة القيمة التى يتمتع بها اتحاد المغرب العربي. ويشار إلى أن المغرب أكد خلال اجتماع لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي أن الخطوة الصحيحة لن تنجز إلا بحل جميع الخلافات وأن "مغربنا العربي لن يتجسد إلا إذا خلقنا تشابكا حقيقيا وعمليا للمصالح بين دولنا في مختلف المجالات ". وقال رئيس الوفد المغربي السفير مدير الشؤون العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون "محمد أزروال" في كلمة بالمناسبة إنه" كلما أتينا إلى اجتماع مغاربي إلا ونحمل معنا آمالا قوية بأننا سنخطو الخطوة الصحيحة وسنضع أقدامنا على الطريق السليم الذي سيؤدي بنا نحو الهدف الذي ننشده جميعا "معربا عن الأمل في أن "تتحقق آمالنا هذه المرة ويحالفنا التوفيق لنكون على موعد مع التاريخ" . وأكد "أزروال أن تشابك المصالح يتطلب جهودا مضنية وتضحيات ذاتية حقيقية وتغليب فكر الجماعة والتجمع وأنه قد لا يكون في مقدور اتحادنا أن يقلع نحو المستقبل الواعد بدون دمج المصالح القطرية في المصلحة الجماعية وجعلها تتكامل وتشكل رافدا يصب في المصلحة الشمولية وبدون تدعيم وتعميق ثقافة التقارب والتلاحم والتضامن . وتابع السيد أزروال أنه إذا حالفنا التوفيق وانطلق البناء المغاربي الجاد فمن الضروري أن نوفر كل المستلزمات والآليات لذلك لضبط المسيرة بشكل يضمن لها السير التلقائي نحو بلوغ الهدف المنشود. وأكد المشاركون في أشغل الدورة ال 40 للجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي على ضرورة تفعيل آليات الاتحاد بما يخدم مصالح شعوب المنطقة . وأكد "لحبيب بولعراس" الأمين العام لاتحاد المغرب العربي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال لجنة المتابعة على أن " نجاح هذه الدورة هو نجاح للاتحاد ككل ويتطلب مقام ذلك البحث القيم لكل القضايا المصيرية المطروحة التى تتعلق بمستقبل شعوب المنطقة ". وأشار فى هذا الإطار إلى أن هذا العمل يحتاج الى رؤية جديدة كون أن" بلداننا أمام تحدي ولا بد من مواجهة جماعية لكل اشكال المطروحة مؤكدا على ضرورة توحيد الجهود والأعمال وإيجاد منظومة قانونية لترجمة الأهداف المشتركة" . ودعا إلى ضرورة قبول مراجعة قانون العمل الذى تم السير عليه معتبرا أن الاجتماعات التى عقدتها اللجنة سابقا كانت بمثابة إنارة حيث حفزت الجهود وقدمت اقتراحات وأعمال كثيرة كما دعا الى المضي إلى الأمام ودفع المنظومة الاتحادية لكي تكون كيانا مؤشرا في مسار بلدان الاتحاد . عبد الغني بوضرة + و.م.ع