انتهت يوم الخميس 14 نونبر الجاري زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بن عيسى لبروكسيل.وذكرت ممثلية المغرب لدى المجموعات الأوروبية في بلاغ لها أن المسؤولين الأوربيين عبروا عن كامل استعدادهم للتعاون مع حكومة صاحب الجلالة الجديدة. كما أتاحت محادثات بن عيسى الفرصة لاستعراض مجمل جوانب التعاون المغربي الأوروبي وذلك في أفق انعقاد الدورة الثالثة لمجلس الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي المقررة يوم 25 فبراير 2003 في بروكسيل. وعبر الجانبان عن الأمل في أن تصل المفاوضات الفلاحية الجارية حاليا إلى نهايتها قبل 31 دجنبر القادم كما اتفقا من جانب آخر على أن يتم التعامل مع قضية الهجرة بطريقة شمولية وواقعية وموضوعية. وبخصوص مسلسل الاندماج الجهوي والمعروف باسم "مسلسل أكادير" أطلع بن عيسى مخاطبيه الأوروبيين أنه من المتوقع أن يتم التوقيع قريبا على اتفاقية أكادير بالمغرب بعد أن يكون خبراء البلدان الأربع الأعضاء "المغرب وتونس ومصر والأردن" قد وضعوا اللمسات الأخيرة على الترتيبات التقنية . وشدد على أن هذا الاتفاق الذي يبقى مفتوحا في وجه جميع البلدان العربية المنضوية في المسلسل الأورومتوسطي يعكس التزام هذه البلدان بالمساهمة بشكل بناء في بلورة شراكة أورومتوسطية. وخلص بلاغ ممثلية المغرب إلى أن بن عيسى جدد من جانب آخر التعبير عن إرادة المغرب الصادقة في إقامة علاقات متميزة مع إسبانيا تكون مبنية على الاحترام المتبادل وعلى حوار صريح وصادق وبناء وذلك من خلال تبني منظور جديد وإيجابي يسير في اتجاه التطور الذي يشهده المغرب اليوم على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي تصريح للصحافة جدد بن عيسى التأكيد على رغبة المغرب في إقامة علاقات صداقة وحسن جوار والتعاون مع إسبانيا" على أساس واضح صريح وموضوعي وعلى أساس معالجة القضايا العالقة بكل موضوعية وعمق ودون شروط أو حدود"وأكد السيد بن عيسى أنه أبلغ بكل صراحة هذا الموقف إلى المسؤولين الأوروبيين الذين عبروا من جهتهم عن الأمل من خلال إثارة هذه القضية ذات الطابع الثنائي بين البلدين في أن يتمكن المغرب وإسبانيا من تجاوز خلافاتهما . وأشار السيد بن عيسى إلى أن الاتصالات بين البلدين ليست منقطعة .مؤكدا أنه لا يوجد مع ذلك أي موضوع قيد التفاوض حاليا . ومن جهة أخرى أشار بن عيسى إلى أن المغرب بصدد التحضير لزيارة لإسبانيا ردا على الزيارة التي قامت بها آنا بلاثيو وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية للرباط. و من جهته صرح كريس باتن المفوض الأوربي في العلاقات الخارجية أول أمس أن هناك ملفات أخرى للتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي تستدعي المزيد من المشاورات خاصة الشق الفلاحي الذي يأمل الطرف الأوروبي إنهاءه قبل متم السنة الجارية وكذا التعاون القضائي والهجرة السرية. وبخصوص الهجرة السرية أكد المتحدث باسم باتن أنه من المقرر أن يتم في أواخر نونبر الجاري وضع اللمسات الأخيرة على برنامج للتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة السرية والذي خصص له غلاف مالي قدره 40 مليون أورو. وأوضح أن هذا البرنامج سيمكن المغرب من ضمان "مراقبة أفضل " لحدوده مشيرا إلى قرب انطلاق المناقشات الثنائية حول إعادة قبول المهاجرين غير الشرعيين. يذكر أن الناطق باسم رومانو برودي قد صرح في بداية الأسبوع الماضي أن هناك مواضيع كثيرة يمكن التباحث حولها مع المغرب الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي " بلدا صديقا وجارا". وقال في هذا الخصوص أن الوضع في المغرب العربي وغير ذلك من المواضيع السياسية والاقتصادية بما فيها" موضوع الصيد البحري" ستكون على مائدة هذه المحادثات. وكان محمد بن عيسى قد أجرى مباحثات مع رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي تمحورت حسب ممثلية اللمغرب لدى المجموعات الأوربية حول الشراكة الأورومتوسطية بالإضافة إلى مختلف المواضيع الدولية خصوصا الوضع بالشرق الأوسط وإفريقيا والتطورات الأخيرة التي عرفتها القضية العراقية. ويشار إلى أن كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا صرحت قبل اللقاء أن مباحثات بنعيسى و سولانا سوف تكون مناسبة لتقييم مستوى الشراكة بين المغرب و الاتحاد الأوروبي و التي تهدف من جملة ما تهدف إليه إلى إقامة منقطة للتبادل الحر بين المغرب و الاتحاد الأوروبي في أفق 2010 . وتجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية توقعت يوم الثلاثاء الماضي أن يتم في المستقبل القريب التوقيع على اتفاقية في شكل تبادل رسائل بين المغرب والاتحاد الأوروبي حول تصدير 757 168 طنا من الطماطم المغربية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي برسم موسم 2002 -2003 . وكان بلاغ للمفوضية أشار إلى أن إقرار هذه الاتفاقية المؤقتة يأتي في انتظار إتمام المفاوضات الشاملة حول الامتيازات المتبادلة التي تنص عليها اتفاقية الشراكة الأورو متوسطية. ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه الاتفاقية التي تغطي المرحلة الممتدة من فاتح أكتوبر إلى 31 مايو 2003 في ضمان استمرارية تزويد أسواق الاتحاد الأوروبي بالطماطم القادمة من المغرب لكن دون أن يؤدي ذلك حسب المنظور الاتحادي إلى إحداث "اضطرابات في أسواق الاتحاد". عبد الغني بوضرة