شرعت مصالح الأمن الوطني بالرباط منذ أول أمس الإثنين في شن حملة في صفوف سائقي الأجرة الصغيرة الملتحين، منتزعة منهم أوراق السياقة (رخصة السياقة والورقة الرمادية) والتأمين، وذكر أحد هؤلاء ل التجديد أن ما يقارب 40 زميلا له في المهنة في المدينة انتزعت أوراقهم دون أن تقدم لهم تبريرات قانونية لذلك، وأضاف السائق الذي طلب عدم ذكر اسمه أن شرطيا أوقفه في شارع محمد الخامس وأخذ منه أوراقه دون أي مخالفة، وأنه لم يوضح له أسباب ذلك مكتفيا بإحالته على دائرة الشرطة، حيث سيجد أوراقه والإجابة على أسئلته. وذكر السائق أنه عند ذهابه إلى مركز الشرطة أخبره مسؤول هناك أن هذا الإجراء له علاقة بأحداث16 ماي بالدرالبيضاء وتداعياتها وما خلفته من ظروف عصيبة وحساسة في المغرب، وأضاف أن مسؤولين كبار في قيادة الأمن الوطني لاحظوا خلال تجولهم بالعاصمة أن عددا كبيرا من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة ملتحون، وهو ما لم يعجبهم، وأصدروا أوامر بنزع أوراقهم وإلزامهم بحلق لحاهم إذا أرادوا الاستمرار في العمل، وهو ما أكده المصدر السابق ل التجديد، إذ وقَّع في نهاية لقائه في دائرة الأمن على التزام يتعهد فيه بحلق لحيته، وقد استعاد أوراقه، وقيل له في ما يشبه التهديد إنه إذا امتنع عن الحلق فلن يصادق على أوراقه إبان التفتيش اليومي الذي تقوم به مصالح الأمن في موقعين مخصصيين لذلك في الرباط: نقطة تفتيش في حي المحيط قبالة مقبرة الشهداء، وأخرى في حي يعقوب المنصور بشارع المجد. وفي تبرير لإجراء فرض حلق اللحي على السائقين، أوضح مصدرنا أن المسؤول الذي قابله في دائرة الشرطة وهو من رتبة عميد أخبره أن سائق سيارة الأجرة يعتبر وجها للبلاد لدى السائح الأجنبي الذي يزور المغرب، وقد تنفره اللحية من ركوب الطاكسي، وحول ما إذا كان سينفذ ما طلب منه قال السائق ألا خيار أمامه إذا أراد الاستمرار في كسب قوت يومه. محمد بنكاسم