دخل أصحاب الطاكسيات الصغيرة بمراكش في إضراب عن العمل زوال يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد سحب رجال الأمن لما يقارب 150 رخصة سياقة بسبب عدم التزامهم بارتداء الزي الموحد، كما عرفت ساحة باب دكالة وقفة احتجاجية قام بها عدد كبير من هؤلاء تضامنا مع زملائهم الذين فقدوا رخصهم، وكان حوار قد فتح بين السلطات المحلية بالولاية وممثلين عن أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة أغلق بابه بعد بروز اختلاف حاد في وجهات النظر حول بذلة الشتاء قبل أن يتلقى مسؤولون عن هذا القطاع وعودا بإعادة فتحه والجلوس إلى طاولة الحوار يوم الاثنين، مما أدى إلى تعليق الإضراب يوم السبت مؤقتا، خاصة بعد إرجاع الرخص إلى أصحابها. وقال متحدث باسم نقابة الاتحاد المغربي للشغل في تصريح لالتجديد أن أسباب هذا الإضراب تعود بالأساس إلى محاولة فرض لباس موحد خاص بفصل الشتاء عبارة عن معطف يلبس فوق القميص الأزرق المفروض منذ ماي الأخير، وأضاف أن رائحة صفقة كبيرة ومشبوهة تطبخ في الخفاء من أجل بيع هذا اللباس الجديد الذي قد يصل ثمنه إلى 500 درهم. كما أضاف أن المضايقات التي يتعرض لها أصحاب الطاكسيات أثناء عملهم هي فوق الاحتمال، مما يجعلهم أمام عدد متزايد من الغرامات الموجهة ضدهم، خاصة وأنهم يضطرون في بعض الأحيان، ولأسباب إنسانية أن يتوقفوا في أماكن ممنوعة لحمل حالات خاصة مثل المرضى والمسنين والعجزة. وفي حديث مع بعض أصحاب الطاكسيات رفض أكثرهم فرض لباس موحد جملة وتفصيلا، وقالوا إنه ضريبة إضافية تنضاف على كاهل هذا العامل البسيط، علما أن لباس سائق الطاكسي معرض دوما للأوساخ بسب طبيعة المهنة، مما سيضطر السائقين إلى اقتناء أكثر من واحد، وهذا بالنسبة لهم مكلف جدا. يذكر أن قرارا عامليا حمل رقم 235 من ولاية مراكش مؤرخ بتاريخ 23 ماي الماضي حول تنظيم مهنة سياقة سيارات الأجرة ألزم سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة الخضوع لعملية التنقيط يوميا مع الحفاظ على نظافة السيارة وصيانتها، وارتداء زي موحد محدد في فصل الصيف (من فاتح ماي إلى متم شتنبر) من قميص أزرق سماوي وسروال أزرق قاتم، على أن يزيد عنه معطف بلون السروال في فصل الشتاء (من فاتح أكتوبر إلى متم شهر أبريل). كما أضاف نفس القرار ضرورة احترام شروط النظافة، وحمل شارة صدرية وأخرى داخل السيارة للتعريف بالسائق، وعدم التدخين أثناء السياقة، وعدم استعمال شرائط الموسيقى وغيرها أثناء ركوب الزبناء، وعدم إلصاق صور أو رسوم كيفما كان نوعها داخل السيارة أو خارجها، واحترام التعريفة المتداولة من طرف سيارات الأجرة من الصنف الأول (سيارة الأجرة الكبيرة) واستعمال العداد من طرف الصنف الثاني (سيارات الأجرة الصغيرة). وهذه كلها إجراءات اعتبرها مسؤول أمني من باب تنظيم المهنة وإعطاء السائق منظرا مستحبا يستحسنه الزبناء من المغاربة والسياح الأجانب، خاصة وأن مدينة مراكش تعتبر قطبا سياحيا عالميا. كما أنها إجراءات استجاب لها كل العاملين في هذا القطاع، لكن مع مرور الوقت اتضح أن أمر الالتزام بالزي الموحد المكون من قميص وسروال فقط أصبح فوق الطاقة، أما إذا أضيف له أمر المعطف الجديد المراد فرضه فالمشكل سيزيد استفحالا.. لهذا يقترح البعض حلولا معقولة.. عبد الغني بلوط