توقف أكثر من 800 مهني من أصحاب التاكسيات الصغيرة بمراكش عن العمل زوال يوم ، لمدة أربع ساعات، كفت فيها عجلات سيارات الأجرة عن الدوران بالمدينة، كما حضر بعض المعاقين الوقفة الاحتجاجية تضامنا مع المضربين، واصطفت السيارات، في منظر غير مسبوق، أمام مقر ولاية مدينة مراكش على طول مئات من الأمتار، احتجاجا على محاولة فرض تطبيق قرار عاملي يحمل رقم 575 الذي يوجب على أصحاب التاكسيات الصغيرة إزالة حامل الأمتعة من فوق سياراتهم، ووضع مستطيل مضيء بديل عنه، الشيء الذي اعتبره المهنيون ضربة أخرى تريد أن تقضي على القطاع في مدينة مراكش. وقد فتح حوار بين السلطات المحلية بالولاية وممثلين عن أصحاب سيارة الأجرة الصغيرة، أغلق بابه بعد بروز اختلاف حاد في وجهات النظر حول هذه النقطة. وقال متحدث باسم نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في تصريح لالتجديد، إن أسباب هذه الوقفة الاحتجاجية تعود بالأساس إلى محاولة فرض إزالة حامل الأمتعة، بعد فرض الزي الموحد على أصحاب التاكسيات، واعتبر أن الوضع شاذ بالمدينة، لم تعرفه أي مدينة أخرى كأكادير مثلا، بحجة الحفاظ على جمالية المدينة. وأضاف المسؤول نفسه أن هذا الحامل للأمتعة يعتبر أساسيا في المساهمة في الدخل اليومي للسائق، حيث يمكن أصحاب التاكسيات من حمل القادمين من الأسواق والمعاقين والجنود والسواح المحملين بالأمتعة، وإزالته فيه ضرر كذلك على هؤلاء، وسيجعلهم يبحثون عن وسيلة نقل أخرى، ستكون أكثر كلفة وأقل راحة. واستغرب المتحدث باسم النقابة عدم التفات السلطات الإدارية لمطالب أصحاب التاكسيات المتمثلة في تسهيل ظروف العمل والاهتمام بالجانب الصحي والضمان الاجتماعي، كما تساءل كيف أنه في الوقت الذي تعرف المدينة تزايدا مستمرا لعدد سيارات الأجرة وعدد أفراد الساكنة وعدد السواح الوافدين، يسجل تراجع في عدد من محطات الوقوف في المدينة، ومما زاد من حدة المشاكل إغلاق ساحة جامع الفنا، الذي كان له الأثر البالغ في تقليص موارد الطاكسيات المالية، وأصبح المواطنون والسواح محرومين من خدمات الطاكسي. وذكر بعض أصحاب التاكسيات الصغيرة مشاكل أخرى تتعلق بالتعسفات والتجاوزات والشطط في استعمال السلطة، وأخرى متعلقة بالتنقيط اليومي، حيث قال أحدهم إنه لا يعقل أن يبقى تنقيط 1800 سيارة أجرة بالطريقة اليدوية نفسها، التي كان فيها عدد السيارات ,200 مضيفا أن ذلك من شأنه أن يضيع للسائق وقتا ثمينا، قد يصل إلى30 دقيقة، واقترح توزيع أماكن التنقيط في المدينة، وأشار صاحب التاكسي إلى غياب علامات المرور في بعض الأماكن وإلى الحالة المتردية لبعض الشوارع. وأشار مسؤول نقابي آخر إلى مشكلة أخرى، وهي أنه بعد انتهاء مدة العقد مع شركة فياط، أقدمت الإدارة على عقد اتفاقية مع شركة هونداي، وهي سيارة باهظة الثمن، وستكون مصاريفها أكثر من مداخيلها، واقترح أن يسمح لسائقي الأجرة، كما هو الحال في مدن أخرى، استخدام بدل السيارات الجديدة سيارات مستعملة بمواصفات خاصة توفر شروط الأمان والسلامة. وختم المسؤول النقابي تصريحه بالقول إن باب الحوار مازال مفتوحا، كما أن نقابته ستعمل على تصعيد مواقفها في حالة عدم الاستجابة لمطالبها، وذلك عبر خوض إضرابات متتالية في مدد متصاعدة. عبد الغني بلوط