يسعى المسلم في أداء صلاته أن يكون من المفلحين( قد أفلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، وقد تبين لنا في الحلقة الأولى حرص الرسول الكريم والصحابة رضوان الله عليهم على الخشوع في صلاتهم، وأن الثواب مرتبط بما عقله المسلم من صلاته، فكيف يتحصل هذا الخشوع في صلاتنا؟ وما الذي يجب على المسلم صرفه حتى يتأتى له ذلك؟ وهناك العديد من الأمور التي يجب على المسلم مراعاتها؛ لكي تحقق له تمام الخشوع ومنها: 1. إزالة ما يشغل المصلي من مكان الصلاة، فعن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدود إلى سهوة فكان النبي صلى الله عليه سلم يصلي إليه فقال: أخريه عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي، فأخرته فجعلته وسائد، كما يشمل هذا الأمر اتخاذ السترة أمام المصلي فعن رسول الله صلى الله عليه سلم أنه قال: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته، ولا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه فإذا حضر الطعام بدأ به، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه سلم : لا صلاة بحضرة الطعام. 2. أن لا يصلي خلف النائم والمتحدث: قال النبي صلى الله عليه سلم: ولا تصلوا خلف النائم والمتحدث، ويدخل في هذا الأمر الاحتراز من الصلاة في أماكن الضوضاء، ومرور الناس، ومجالس اللغو واللغط، وتجنب الصلاة فترة مغالبة النعاس، ويجاهد المصلي التثاؤب، لقوله صلى الله عليه سلم: التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع. 3. مراعاة الآداب الظاهرة للصلاة: -ومنها وضع اليد اليمنى على اليسرى، وهذا من هدي رسول الله صلى الله عليه سلم حيث يقول: إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة، قال ابن حجر في الفتح: قال العلماء الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع. -ومنها النظر إلى موضع السجود، لما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض. - ومنها عدم التشويش بالقراءة على الآخرين، كما أمر بذلك الحبيب صلى الله عليه سلم حيث قال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة . - ومنها ترك الالتفات في الصلاة، لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: لا يزال الله عز وجل مقبلاً على العبد وهو في صلاته مالم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه. - ومنها الطمأنينة في الصلاة، ولقد كان صلى الله عليه سلم يطمئن في صلاته حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه سلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها. 4. أن تصلي صلاة مودع. 5. أن تتدبر آيات القرآن وغيرها من أذكار الصلاة و تسبح عند التسبيح وتتعوذ إذا مررت بتعوذ، متيقنا أن تعلم أن الله تعالى يجيبك في كل مناجاتك. 6. تنويع السور والأذكار والأدعية في الصلاة. 7. غلق مداخل الشيطان وصد وسوست