الرباط ونواكشوط نحو شراكة استراتيجية تاريخية في الطاقة والبنية التحتية    ستيني يجهز على زوجته    مجلس الحكومة يصادق على تعيينات جديدة في مناصب عليا    طنجة المتوسط يعزز ريادته في المتوسط ويتخطى حاجز 10 ملايين حاوية خلال سنة 2024    مؤجل الدورة 17.. الرجاء الرياضي يتعادل مع ضيفه اتحاد طنجة (1-1)    البرلمان الأوروبي يدين الجزائر ويطالب بالإفراج عن بوعلام صنصال    شركة "باليراريا" تطلق أول خط بحري كهربائي بين إسبانيا والمغرب    الحسيمة.. حملة للتبرع بالدم دعما للمخزون الاقليمي    ترويج مؤهلات جهة طنجة في معرض "فيتور 2025" بمدريد    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    توقيف شرطي بسبب شبهة تحرش    حادثة سير مروعة تسفر عن وفاة 3 أشخاص (صور)    "الباطرونا" ترفض "الابتزاز" بالإضراب.. والسكوري يقبل معالجة القضايا الخلافية    النهضة التنموية للصحراء تستأثر باهتمام برلمان مجموعة وسط إفريقيا    الحكومة تكشف حصيلة "مخالفات السوق" وتطمئن المغاربة بشأن التموين في رمضان    بايتاس : الشائعات حول التلقيح تزيد من تفشي داء الحصبة    أمن فاس يُطيح بمحامي مزور    إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب.. وزارة الصحة تواصل تنفيذ التزاماتها بخصوص تثمين وتحفيز الموارد البشرية    فيلم "إميليا بيريز" يتصدر السباق نحو الأوسكار ب13 ترشيحا    مجلس النواب يعقد جلسته العمومية    المغرب يستعد لاستضافة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 وسط أجواء احتفالية    الجزائر تسلم 36 مغربيا عبر معبر "زوج بغال" بينهم شباب من الناظور    المغرب يتألق في اليونسكو خلال مشاركته باليوم العالمي للثقافة الإفريقية    حركة "حماس" تنشر أهم النقاط التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    هناء الإدريسي تطرح "مكملة بالنية" من ألحان رضوان الديري -فيديو-    مصرع طفل مغربي في هجوم نفذه أفغاني بألمانيا    الدوحة..انطلاق النسخة الرابعة لمهرجان (كتارا) لآلة العود بمشاركة مغربية    لحجمري: عطاء الراحل عباس الجراري واضح في العلم والتأصيل الثقافي    تفشي فيروس الحصبة يطلق مطالبة بإعلان "الطوارئ الصحية" في المغرب    هل فبركت المخابرات الجزائرية عملية اختطاف السائح الإسباني؟    مانشستر سيتي يتعاقد مع المصري عمر مرموش حتى 2029    أغلبها بالشمال.. السلطات تنشر حصيلة إحباط عمليات الهجرة نحو أوروبا    مدارس طنجة تتعافى من بوحمرون وسط دعوات بالإقبال على التلقيح    المغرب يلغي الساعة الإضافية في هذا التاريخ    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    تعرف على فيروس داء الحصبة "بوحمرون" الذي ينتشر في المغرب    أبطال أوروبا.. فوز مثير ل"PSG" واستعراض الريال وانهيار البايرن وعبور الإنتر    دوري لبنان لكرة القدم يحاول التخلص من مخلفات الحرب    ريال مدريد يجني 1,5 ملايير يورو    ترامب يعيد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية    أخطار صحية بالجملة تتربص بالمشتغلين في الفترة الليلية    إوجين يُونيسكُو ومسرح اللاّمَعقُول هل كان كاتباً عبثيّاً حقّاً ؟    بوروسيا دورتموند يتخلى عن خدمات مدربه نوري شاهين    مشروع الميناء الجاف "Agadir Atlantic Hub" بجماعة الدراركة يعزز التنمية الاقتصادية في جهة سوس ماسة    هذا ما تتميز به غرينلاند التي يرغب ترامب في شرائها    مؤسسة بلجيكية تطالب السلطات الإسبانية باعتقال ضابط إسرائيلي متهم بارتكاب جرائم حرب    احتجاجات تحجب التواصل الاجتماعي في جنوب السودان    إسرائيل تقتل فلسطينيين غرب جنين    باريس سان جيرمان ينعش آماله في أبطال أوروبا بعد ريمونتدا مثيرة في شباك مانشستر سيتي    الأشعري يدعو إلى "المصالحة اللغوية" عند التنصيب عضواً بالأكاديمية    منظمة التجارة العالمية تسلط الضوء على تطور صناعة الطيران في المغرب    حادثة مروعة بمسنانة: مصرع شاب وإيقاف سائق سيارة حاول الفرار    نحن وترامب: (2) تبادل التاريخ ووثائق اعتماد …المستقبل    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة حول الصراعات والحروب في العالم لسنة 2011 لم تذكر دولة فلسطين
نشر في التجديد يوم 05 - 03 - 2012

صنفت دراسة حول الصراعات والحروب، المغرب من بين دول العالم التي تشهد صراعات أقل خطورة وتعيش استقرارا، وأجمعت أربع تحديات وصراعات تواجه المغرب منذ سنوات، يتعلق الأمر بالصراع مع "البوليساريو" في الجنوب والصراع مع إسبانيا حول سبتة ومليلية وجزر الخالدات وتهديد الإرهاب، وأفادت أن المغرب شهد ما أسمته الدراسة صراعا جديدا السنة الماضية هو الصراع مع حركة 20 فبراير التي خرجت إلى الوجود بعد هبوب رياح التغيير. وقدمت الدراسة التي أصدرها معهد "هالدلبرج" الألماني حول الصراعات الدولية، المغرب الذي شهد استفتاء على الدستور وانتخابات أفرزت فوز الإسلاميين وعرف بداية تحقيق مطالب الشباب في محاربة الفساد والمفسدين، -قدمته- على أنه من الدول التي تأثرت إيجابا بالربيع العربي، ووضعته في خانة 145 دولة في العالم التي لديها "أزمة عنيفة" نتيجة الصراعات والجبهات المفتوحة!
وأوضحت المعطيات المستخلصة من الدراسة، أن سنة 2011 شهدت أكبر عدد من الحروب منذ الحرب العالمية الثانية سنة 1945 بحوالي 20 حربا، بعد أن سجلت سنة 2010 نشوب ستة حروب فقط. وتجاهلت الدراسة وجود دولة فلسطين وكشفت "ثقوبا" على مستوى التناول الموضوعي لأطراف الصراع في أفغانستان والعراق، وبدا واضحا تجاهلها "إرهاب" إسرائيل واحتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق وغزوها أفغانستان.
"التجديد" تنشر ملفا حول ما ورد في الدراسة الألمانية التي صدرت مؤخرا حول "النزاعات، والأزمات غير العنيفة والعنيفة والحروب المحدودة والحروب" من معطيات وخلاصات، وترصد أهم البيانات التي تهم المغرب على وجه الخصوص.
***
ارتفعت نسبة الصراعات التي اندلعت في العالم بشكل "قياسي" خلال السنة الماضية، حيث سجل المعهد الألماني المهتم بدراسة الصراعات نشوب حوالي 388 صراعا في مناطق مختلفة من القارات الخمس، مقارنة مع عدد الصراعات المسجلة سنة 2010 التي لم تتجاوز 370 صراع. حيث اندلعت 20 حربا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، بينها 6 حروب أكثر عنفا في المنطقة العربية، ونشبت 18 حروب محدودة، إضافة إلى حوالي 148 صراع صنف على أنه "أزمات عنيفة"، فضلا عن حدوث 202 صراعات دون تسجيل عنف في الوسائل، ناتجة عن اختلاف في وجهات النظر بين الأنظمة الحاكمة وقوى من المجتمع.
معطيات عامة
وأوضح المعهد الألماني الذي أعرب في دراسته عن قلقه البالغ من تصاعد حدة الصراعات خلال السنة الماضية، أن ثلاث صراعات داخلية جديدة شهدها العالم تطورت إلى حروب فيما يسمى "الربيع العربي"، و أن 11 صراعا كانت موجودة في السنوات السابقة تطورت إلى حروب هي الأخرى، فيما تحولت ست أزمات عنيفة إلى حروب أكثر عنفا.
وقام المعهد من خلال دراسته، بتوزيع الصراعات إلى خمس أصناف، الأول أطلق عليه "النزاعات" أي صراع سياسي يقاد بدون اللجوء إلى أي من وسائل العنف، وسجلت الدراسة أن العالم شهد حوالي 115 نزاع بارتفاع بنحو 20 نزاعا مقارنة مع سنة 2010، الثاني "أزمة بغير عنف" عندما يكون أحد الأطراف مهددا بالعنف، وانخفض هذا النوع من الصراع من 108 سنة 2010 إلى حوالي 87 أزمة سنة 2011. الثالث، سمته الدراسة ب "أزمة فيها عنف" وارتفعت من 139 سنة 2010 إلى حوالي 148 السنة الماضية، أما الصنف الرابع، "حرب محدودة" انخفض معدلها من 22 حربا سجلتها سنة 2010 إلى 18 فقط السنة الماضية، ثم خامسا، الحروب التي بلغت عشرين مقارنة مع ستة حروب فقط اندلعت السنة ما قبل الماضية.
وأفادت الدراسة، أن العالم شهد ثلاث حروب جديدة "محدودة" وقعت واحدة في تونس واثنين في السودان نتيجة انقسامها، وأضافت أن ست صراعات تطورت من أزمة غير عنيفة إلى حروب محدودة، كما هو الشأن في صراع موريتانيا مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإيران مع الأكراد، والتايلاند مع كمبوديا حول الحدود، وميانمار مع ولاية كايشن وجمهورية الكونغو وكولومبيا مع عصابات التجارة في المخدرات، أما التسع الحروب المتبقية فقد تواجدت منذ السنة ما قبل الماضية، يتعلق الأمر بحرب الجزائر على القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي تنشط في المنطقة المغاربية والساحل، وحرب الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وحرب الهند مع جماعة "تاكساليت" ثم حرب باكستان مع حركة طالبان، إضافة إلى حرب التايلاند على جماعات إسلامية متفرقة والحرب المندلعة في أوغندا، وحرب كولومبيا مع منظمة "فارك" والمكسيك مع مجموعات مسلحة على حدودها، ثم حرب روسيا على محاربين إسلاميين في داغستان.
الربيع العربي
وبناء على التغيرات "الضخمة" –على حد وصف الدراسة- التي شهدتها المنطقة العربية بعد اندلاع الثورة البوعزيزية، كشفت المعطيات الرقمية التي يمكن استخلاصها، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت ارتفاعا في عدد النزاعات (بلغت 15 نزاعا) وفي عدد الأزمات التي رافقها عنف ( بلغت 28 أزمة) وفي عدد الحروب (بلغت ثمانية)، فيما سجلت الدراسة الألمانية، انخفاض الأزمات بدون عنف بأكثر من النصف وبدرجة واحدة فيما يخص الحروب المحدودة.
هذه الأرقام المقدمة من طرف المعهد ، دعمت اندهاش الدراسة من الانفجار وتصاعد الصراعات العنيفة وأعمال العنف المكثفة خلال مدة قصيرة في المنطقة العربية، خاصة في سوريا وليبيا، وأكدت الدراسة، أن منطقة أوروبا وآسيا و أوقيانيا والأمريكيتين لم تشهد تحولا ملحوظا في عدد الصراعات الموجود فيها مقارنة مع دول الربيع العربي ودول جنوب الصحراء.
من جهة أخرى، كشفت الدراسة التي صدرت مؤخرا، أن حوالي 13 منطقة عربية تشهد صراعا قويا، وأزيد من 28 منطقة تتميز بصراع متوسط الخطورة، فيما تعرف 21 منطقة صراعا أقل خطورة. وشددت على أن العالم العربي يحتل المرتبة الأولى من حيث شدة الصراعات التي يشهدها متبوعا بالدول الإفريقية بحوالي 12 صراعا، تليها المنطقة الآسيوية بثمان حروب قوية، ثم المنطقة الأمريكية بأربع حروب قوية، وأخيرا القارة الأوروبية بصراع شديد فقط.
ومن حيث إجمالي عدد الصراعات التي تشهدها دول القارات الخمس في العالم، فإن العالم العربي تحتل المرتبة الرابعة ب 62 صراع متقدمة على الأمريكيتين التي سجلت أقل معدل بحوالي 46 صراعا فقط، فيما حلت آسيا وأوقيانيا في المرتبة الأولى ب 124 صراعا، متبوعة بدول جنوب الصحراء بحوالي 91 صراعا، ثم القارة الأوروبية ب 65 صراع.
المغرب "المستقر" أقل خطورة
قدمت الدراسة بيانات خاصة بجل دول العالم التي تشهد صراعات أو نزاعات أو حروب، انطلاقا من معطيات حول طبيعة الصراع والسنة التي سجل فيها. والملاحظ أن عددا من الصراعات المسجلة في المنطقة العربية سجلت قبل سنة 2011 وأحيانا بسنوات طويلة، كما هو الحال بالنسبة للمغرب في صراعه مع "البوليساريو"، الذي بدأ منذ سنة 1975.
وصنفت الدراسة المغرب من بين الدول التي تأثرت بالربيع العربي، وخلف لديها "أزمة عنيفة"، أي أن المغرب من بين 145 دول عبر العالم التي تشهد "أزمة عنيفة" حسب الدراسة. تجلت في صراع الحكومة مع حركة 20 فبراير التي تأسست من أجل محاربة الفساد والاستبداد، كما سجلت الدراسة، أن المغرب الذي شهد انتخابات أفرزت فوز الإسلاميين وبداية تحقيق مطالب الفبراريين بمحاربة الفساد والمفسدين، تتميز تحدياته وصراعاته بأقل خطورة، حيث صنف بين الدرجة الأولى والثالثة، وهي في مجملها درجات أقل خطورة، مقارنة مع الدرجة الرابعة والخامسة. كما وضعته الدراسة من ضمن دول العالم التي تشهد استقرارا.
وباستثناء ليبيا وسوريا واليمن التي تشهد حروبا، فإن معظم الدول العربية الأخرى تشهد "أزمة عنيفة" نتيجة تجاذب داخلي، وفقا للدراسة.
تغذية الصراع !!
توقفت الدراسة التي أعلنت أن سنة 2011 سجلت أعلى عدد من الحروب في العالم على مدى الستين عاما الماضية منذ سنة 1945، عند الأسباب و العناصر التي تغذي الصراع حول العالم، ومن أهمها صراع النظام ضد إيديولوجية معينة، نتيجة اختلاف المواقف والرؤى، ثم الصراعات التي تنشب من أجل نزعات انفصالية، والصراعات التي تهدف إلى الوصول والسيطرة على الموارد الطبيعية، ثم صراعات من أجل المطالبة بإسقاط النظام وتغيير البنية السياسية والاقتصادية والثقافية للدولة كما حصل مع الثورات العربية.
وإلى جانب ذلك، أبرزت الدراسة الألمانية أن تثبيت الحدود ومحاربة الاحتلال والمطالبة بالحكم الذاتي والتعدي على أراضي الدول المجاورة والتدخل الأجنبي في الدول –خاصة تحت مظلة النيتو- كلها أسباب أخرى لتغذية الصراع والنزاع.
وتسعى الدول من أجل تجاوز الصراعات الدائرة في العالم، إلى سلك طريق المفاوضات وإبرام اتفاقيات، تؤكد الدراسة، والاعتماد على محكمة العدل الدولية، وتدخل المنظمات الدولية من بينها مجلس الأمن.
وقدمت الدراسة أسماء الدول التي تقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمهمات فوق أراضيها، وهي قبرص والسودان والصومال وبوروندي والكونغو وغينيا بيساو والتشاد، إلى جانب الكوت ديفوار وهايتي وتيمور الشرقية والهند وباكستان وسوريا وإسرائيل ولبنان.
*******
المغرب: تحدي الإرهاب و20 فبراير وصراع على جبهات في الشمال والجنوب
قدمت الدراسة طبيعة الصراعات التي شهدتها كل دولة على حدة السنة الماضية، وأشارت إلى أن هناك خمس تحديات أمام المغرب على شكل صراع مع طرف آخر، وقالت الدراسة "إن هذه الصراعات لا تشكل خطورة كبيرة أو تهديدا حقيقيا على المغرب"، إذ لم تتجاوز في أكثرها خطورة الدرجة الثالثة، علما أن الدراسة صنفت درجات الخطورة من الدرجة الخامسة الأقوى إلى الدرجة الأولى الأقل.
أولا، يواجه المغرب خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، منذ تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003، رغم ذلك فإن المغرب من بين الدول المغاربية التي لا يشكل إرهاب القاعدة تهديدا وخطرا كبيرا على أراضيه ومواطنيه (الدرجة 3). ثانيا، استمرار الصراع مع شباب 20 فبراير المطالب بإسقاط الفساد والاستبداد، وهو الصراع الجديد المسجل سنة 2011. ثالثا، الصراع مع "البوليساريو" الذي بدأ منذ سنة 1975، رابعا، صراع المغرب مع إسبانيا حول سبتة ومليلية المحتلتين منذ سنة 1956. وأخيرا، الصراع مع الجارة الشمالية أيضا حول جزر الخالدات منذ سنة 2002، حسب الدراسة.
واستعرضت الدراسة مستجدات صراع المغرب مع "البوليساريو" واعتبرته متوسط الخطورة بعد أن سلك مسار المفاوضات، وأعلن المعهد أن الصراع مستمر بين المرتزقة وبعض الساكنة الصحراوية من جهة والحكومة المغربية من جهة أخرى. وأشارت الدراسة إلى فشل جولات المفاوضات غير الرسمية في "مانهاست" بنيويورك السنة الماضية، بدءا من جولة 21 يناير انتهاء مع آخر جولة في يوليوز الماضي. كما أوردت الدراسة، المصادمات "العنيفة" وأعمال العنف والنهب التي وقعت في الداخلة ووادي الذهب ولكويرة في 26 فبراير، والتي خلفت قتيلين و50 مصابا، مؤكدة على أن الانفصاليين هم من حرضوا وقاموا بأعمال عنف، وتحدثت عن أعمال العنف التي شهدتها الأقاليم الجنوبية بعد مباراة كرة القدم، والتي خلفت قتلى في صفوف قوى الأمن. دول الربيع العربي.. الصراعات الداخلية جديد سنة 2011
على ما يبدوا، وبناء على طبيعة الصراعات وسياقات نشوبها في جل الدول العربية، فإن صراع الأنظمة مع المعارضة والنزاع الداخلي الطائفي أحيانا يشكل أحد عناوين الصراع لغالبية هذه الدول خلال السنة الماضية.
مصر مثلا، تؤكد الدراسة أنها تعاني من صراع المسلمين والأقباط منذ سنة 1952 من أجل السيطرة الداخلية، إلى جانب نشوب صراع بين "الصعايدة" والنظام المصري منذ سنة 2004، وصراع بين النظام والجماعات الإسلامية الذي بدأ مساره منذ سنة 1992، واستمرت حدة الصراع خلال السنة الماضية وما يزال في تصاعد تؤكد الدراسة. لكن سيطرة حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي على مجمل مقاعد مجلس الشعب والشورى مطلع هذه السنة، من شأنه أن يغير من موازين القوى داخل جمهورية مصر العربية، ومن المفترض أن يضع حدا نهائيا لمسار طويل من القمع والمطاردة والنفي والتشتيت الذي طال الإسلاميين تحت مظلة حكم مبارد ومن سبقوه.
وفضلا عن ذلك، أكدت الدراسة، أن مصر تشهد صراع النظام مع مجموعات المعارضة الأخرى -لم يتم تسميتها- منذ سنة 1958، وأبرزت الصراع مع السودان حول مسألة الحدود الذي بدأ منذ سنة 1958.
وبعيدا عن نموذج مصر الذي يتميز -وفقا لما أوردته الدراسة- بأربع صراعات داخلية ناتجة عن تفاعلات المجتمع بين مكوناته، وفي سياق القمع الذي مارسه النظام على معارضيه. وضعت الدراسة تونس التي شهدت أولى ثورات الحرية والكرامة، من بين الدول التي تشهد هي الأخرى صراعا داخليا قويا بين قوى المعارضة العلمانية والحكومة الإسلامية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة. وأفادت الدراسة، أن التجاذب بين الطرفين بلغ مرحلة "الصراع" لأن الطرفين يختلفان في الرؤى والمنطلقات ويسعى كل طرف إلى بسط نفوذه وأفكاره، وأشارت الدراسة الألمانية التي صدرت مؤخرا، أن صراعا جديدا طفا إلى السطح السنة الماضية في تونس، وهو تهديد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وأعلنت الدراسة، أن ليبيا التي تحررت السنة الماضية من النظام الديكتاتوري للعقيد القدافي بعد حرب دامت شهور، تعيش صراعا محتدما بين المجلس الوطني الانتقالي والمعارضة، وأفادت أن الصراع شديد الخطورة ومن شأنه أن يتحول إلى "أزمة" في أي وقت.
كما كشفت الدراسة التي أصدرها معهد دراسات الصراعات بألمانيا، أن العراق الذي تتجاذبه صراعات قوية منذ الاحتلال الأمريكي سنة 2003، خاصة مع الأكراد وبين السنة والشيعة ومع إيران والكويت حول الحدود، شهد السنة الماضية بروز صراع جديد بين الحكومة والمعارضة في الداخل، غداه رياح التعبير التي هبت من دول "الربيع العربي". ونفس السيناريو حصل مع اليمن، تقول الدراسة، حيث اشتد الصراع بين نظام صالح الذي طاله احتجاجات رافضة لحكمه وقوى المعارضة، فضلا عن الصراعات القديمة الأخرى سواء بين الحوثيين والقوات القبلية وبين النظام والحوثيين من جهة، وبين القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين من جهة أخرى، إضافة إلى الصراع جنوب البلاد.
كما أوضحت الدراسة نماذج لنشوب صراع بين النظام والمعارضة في دول أخرى بفعل الربيع العربي كما هو الشأن بالنسبة لسوريا والبحرين والسعودية والكويت والمغرب (مع 20 فبراير).
الدراسة لم تعترف بوجود فلسطين وتجاهلت حرب
أمريكا على العراق وأفغانستان!
في تناول غير موضوعي ومثير للاستغراب، لم تقدم الدراسة معطيات خاصة حول فلسطين، وصنفت الفلسطينيين على أنهم مجموعات تنشب بينها صراعات داخل "إسرائيل". كما لم تذكر الدراسة استمرار غزو العراق والحرب على أفغانستان، ومعاناة الدولتين في صراعها من أجل طرد المحتل.
وأجمعت دراسة المعهد الألماني، الصراعات التي يشهدها أو يحتضنها الكيان الصهيوني في صراع بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة فتح منذ سنة 1994، وصراع حماس في قطاع غزة مع مجموعات سلفية منذ 2007، وصراع "إسرائيل" مع حزب الله ولبنان، وتعرضها لتهديدات الفلسطينيين. في حين لم يتم إدراج دولة فلسطين في قائمة دول العالم التي تشهد صراعات وحروب.
من جهة أخرى، قدمت الدراسة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من صراعها المستمر مع كوبا حول معتقل غوانتانامو منذ سنة 1960، وصراعها مع النظام الكوبي حول الحدود، إلى جانب صراعها مع المكسيك حول أمن حدودها ومع نظام فنزويلا. هذا دون أن تقدم إشارة إلى حرب أو صراع أو نزاع تشهده أمريكا في الشرق الأوسط وفي أفغانستان.
واكتفت عند تقديم المعطيات الخاصة بأفغانستان التي ما تزال تعاني من غزوها منذ 2001 وتواجد الجيش الأمريكي الذي ارتكب جريمة أخرى بحرقه المصحف الشريف مؤخرا، بتأكيد صراع النظام الأفغاني مع حركة طالبان وتهديدات الإرهابيين فقط، كما لم توضح بيانات العراق تعرضها للغزو والاحتلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.