اشتبك فلسطينيون، أول أمس، مع قوات الاحتلال الصهيوني في باحة المسجد الأقصى التي تشهد في الأيام الأخيرة توتراً متصاعداً بسبب العدوان المتكرر من إرهابيين يهود. وألقى فلسطينيون حجارة وأحذية باتجاه رجال شرطة الاحتلال تذرعوا بمرافقة سياح لتدنيس المسجد الأقصى. وقالت الناطقة باسم جيش الاحتلال لوبا السمري، في بيان، إن “أحد رجال الشرطة أصيب إصابة طفيفة في رأسه وتم علاجه في المكان”. وتحدثت عن اعتقال ثلاثة شبان للاشتباه في قيامهم برشق الحجارة. وكانت شرطة الاحتلال أعلنت، أول أمس، أنها رفعت حالة التأهب في المسجد في أعقاب دعوات للدفاع عن المسجد رداً على دعوات من جماعات يهودية إرهابية لاقتحام المسجد. وكشفت “مؤسسة الأقصى” أن المسجد تعرض في 2011 لنحو 150 اعتداء تراوحت ما بين انتهاك عيني ملموس ومخططات تهدده وتصريحات تدعو للمساس به أو لتقاسمه. وأوضح تقرير للمؤسسة أن نحو 5 آلاف من المستوطنين والجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام المنصرم ترافقت اقتحاماتهم مع تأدية شعائر وصلوات دينية يهودية داخل الحرم القدسي. وبرز تصعيد في وتيرة اقتحامات مخابرات الاحتلال ومشاركة سياسيين وشخصيات رسمية، فيما اقتحم الأقصى نحو 200 ألف سائح أجنبي لم يخل وجودهم من مظاهر انتهاك حرمة المكان المقدس من بينها دخولهم إليه بلباس فاضح بخلاف تعليمات الوقف الإسلامي والتبول على الحائط. وفي المقابل، شهد المسجد حملات من التشديد والوجود العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين إليه. وذكرت المؤسسة أن الاحتلال حرم نحو 7 .3 مليون فلسطيني من الضفة والقطاع من بلوغ القدس والمسجد الأقصى. كما يشير التقرير التوثيقي السنوي أن 2011 شهد حملة حفريات وتفريغات ترابية وإنشاء أنفاق طويلة ومتشابكة أسفل ومحيط المسجد الأقصى من جميع الجهات تصل أطوالها مجتمعة نحو 3000م، يتخللها كنس يهودية ومراكز تهويدية. واتسعت ظاهرة اعتداء صهاينة على الرهبان المسيحيين في القدس وإهانتهم، إلى جانب الاعتداءات على المسلمين والمسيحيين المعروفة باسم “جباية الثمن”. وذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أن الرهبان والمواطنين المسيحيين المقدسيين، وخصوصاً الذين يسكنون في الأحياء الاستيطانية، يشعرون بتزايد الهجمات ضدهم. وأشارت الى أن الرهبان من جميع الطوائف المسيحية في البلدة القديمة، وخصوصاً الرهبان الأرمن الذين يمرون في الحي اليهودي بالبلدة القديمة، يؤكدون أنهم يتعرضون إلى اعتداءات إهانات يومية من جانب يهود “يبصقون عليهم”. ونقلت الصحيفة عن كاهن كبير قوله إنه “يكاد يكون مستحيلاً العبور من باب الخليل من دون التعرّض لذلك”. وأضافت أن “ظاهرة إهانة الكهنة والبصق عليهم واسعة جداً إلى درجة أن قسماً من الكهنة يتحاشون المرور من مناطق معينة في البلدة القديمة”. إلى ذلك، اعتقل جيش الاحتلال، فجر أول أمس، اثنين من الأسرى المحررين بموجب صفقة التبادل من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية ليرتفع عدد المعتقلين من محرري الصفقة إلى خمسة بينهم امرأة. واعتبرت حركة “حماس” إعادة الاحتلال اعتقال أسرى محررين بموجب صفقة تبادل المعتقلين التي جرت بين الجانبين قبل شهور بأنه “بمثابة إعلان حرب”. وقال عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل، في بيان، إن إعادة اعتقال أسرى محررين “يمثل ضربة موجهة لاتفاقية التبادل التي تم إبرامها بوساطة مصرية وبشهادة الصليب الأحمر الذي باشر عملية التبادل ويعكس غدراً صهيونياً واضحاً ونقضاً للاتفاقية”. وأضاف “كما يمثل هذا التصرف الصهيوني استفزازاً لحركة “حماس” وللشعب الفلسطيني كله بكل قواه المقاومة كما يمثل تحدياً للوسيط المصري راعي الاتفاقية وفي المحصلة فهو إعلان حرب جديدة على الشعب الفلسطيني”.