سجل قطاع السياحة أزيد من 9.34 مليون سائح خلال السنة الماضية، بزيادة بلغت 1 في المائة مقارنة مع سنة 2010، وأكد كمال بنسودة رئيس مرصد السياحة، تحقيق هذه النتائج بالرغم من الظرفية الاقتصادية العالمية، وأضاف في ندوة صحفية حول حصيلة السنة الماضية أول أمس، أن المداخيل الإجمالية ارتفعت بنسبة 4 في المائة مقارنة مع سنة 2010، لتصل إلى 59 مليار درهم. وأرجع المتحدث، هذه النتائج إلى التواصل وإنعاش المستثمرين في مجموع الأسواق السياحية سواء على الصعيد الوطني أو على مستوى الأسواق الأجنبية. وأوضح رئيس المرصد، أن سنة 2011 انطلقت بارتفاع معدل الاستقبال بخمس نقط خلال الشهرين الأولين قبل أن يتراجع هذا المعدل في نهاية دجنبر بثلاث نقاط، وأشار أن أزيد من نصف السياح الأجانب الذين وصلوا إلى مطار مراكش المنارة اختاروا الفنادق المصنفة بنسبة 58 في المائة، فيما لجأ 27 في المائة إلى بيوت الإيواء الأخرى. وبعد أن أبرز المتحدث، أن القطاع يعرف تحولات عميقة في أنظمة التوزيع في هذه الظرفية الاقتصادية الصعبة، أفاد بنسودة أن كبار المنعشين السياحيين الأوروبيين سجلوا في الموسم الماضي تراجعا في رقم المعاملات في وجهة المغرب بنسبة 28 في المائة، ونسبة 40 في المائة في وجهة تونس، و42 في المائة بالنسبة لمصر، مؤكدا أن تصاعد دور الشبكة العنكبوتية كان له تأثير هيكلي على استراتيجية تسويق وجهة المغرب. وتعليقا على الحصيلة التي قدمها المرصد الوطني للسياحة، أكد سعد بلغازي محلل اقتصادي، أن الحصيلة منطقية لأن الطلب الموجه إلى المغرب هو من الدول الأوروبية بدرجة أولى، وبعدها الدول العربية، ثم الدول الأمريكية فالدول الأسيوية. وأضاف في تصريح ل"التجديد"، أن هذه الدول عاشت أزمة مالية مما فرض عليها أن تواجه العجز في ماليتها بالتقليص من الطلب الخارجي، وقال المتحدث، أن الأحداث التي شهدتها بعض الدول المنافسة مثل مصر وتونس ساهمت في توجيه الطلب نحو المغرب، لأنه يحظى باستقرار سياسي واجتماعي نسبي بخلاف هذه الدول، يضيف المتحدث. وأفاد بلغازي، أن المجهودات التي يقوم بها المغرب من خلال الاستثمار في قطاعات مهمة كالنقل والخدمات وقطاع التكوين من شأنه أن يعطي ثمرات في المستقبل، وأبرز أن دول الخليج ستنافس المغرب في المدى المتوسط لأنها مصدر طلب سياحي ومحط إنتاج سياحي في نفس الوقت. ويذهب خبراء، إلى التأكيد على أن الدول التي تسير في الاتجاه الصحيح نحو الانتقال الديمقراطي سوف تستفيد من عائدات سياحية مهمة وستكون المفضلة لدى السياح الأجانب، وهو ما ذهبت إليه دراسة أعدها مركز الحالة والبحوث الاجتماعية والاقتصادية لفائدة شبكة تقارير الحالة على إيقاع الربيع العربي مؤخرا، حيث أكدت أن العائدات السياحية ونسبة مساهمتها في الناتج المحلي يمكن أن تعرف تراجعا خطيرا في حال فشل مسار الانتقال الديمقراطي في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط الإحدى عشر. يذكر، أن وزير السياحة لحسن حداد، أكد خلال نفس اللقاء على أن قطاع السياحة بالمغرب تمكن من تحقيق نتائج "مرضية" في السنة الماضية، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي شهدتها العديد من الأسواق الأوروبية? مبرزا الأهمية القصوى التي يكتسيها قطاع السياحة المغربية الذي يمثل حوالي 9 في المائة من الناتج الوطني الخام. وأضاف حداد أن السياحة المغربية ستواصل نموها في 2012? التي ستكون سنة غنية بالفرص? داعيا إلى بذل مزيد من الجهود والتعبئة من أجل المحافظة على هذه النتائج وتطويرها من خلال مساهمة جميع المعنيين والمتدخلين في القطاع.