كشف آخر مقياس متخصص في تذاكر السفر عبر الطائرة، تراجع نسبة التذاكر المقتناة بالنسبة إلى وجهة مراكش ب29 في المائة على مدى سنة، وذكر موقع «غو فواياج ريلاكس نيوز» «Go Voyages-Relaxnews» الذي يشرف على المقياس العالمي أن سعر التذكرة استقر في 214 أورو كمعدل، (حوالي 2400 درهم لتذكرة ذهاب وإياب). المقياس الجديد يأتي ليؤكد الأرقام التي تم الكشف عنها في أكثر من مناسبة وتفيد بتراجع إقبال السياح الأجانب على وجهة مراكش خصوصا وباقي الوجهات المغربية بشكل عام، وهو العزوف الذي تم تسجيله منذ بداية السنة الجارية، وكرسه إحجام السياح الأجانب عن التوجه إلى بعض البلدان العربية، وضمنها المغرب، بسبب موجة الاحتجاجات التي تشهدها، فضلا عن أحداث مقهى «أركانة» الإرهابي الذي تسبب في إحداث رجة في القطاع السياحي الوطني مع إقدام عدد من وكالات الأسفار العالمية على إلغاء رحلاتها التي كانت مقررة سلفا. وحسب الأرقام الخاصة بنمو القطاع فقد تراجعت ليالي المبيت بالمؤسسات الفندقية خلال النصف الأول من السنة الجارية بنسبة 2 في المائة، وتعود أسباب ذلك بالأساس حسب مذكرة إحصائية صادرة عن المرصد الوطني للسياحة إلى تراجع ليالي مبيت السياح الأجانب بنسبة 6.1 في المائة، والتي استدركت بالنتائج الإيجابية المحققة من قبل السياح المغاربة، الذين ارتفعت مبيتاتهم خلال الستة أشهر الأولى من السنة بنسبة 13.2 في المائة. وتعود أسباب تراجع ليالي مبيت السياح غير المقيمين خلال النصف الأول من السنة، تضيف مذكرة المرصد الوطني للسياحة، إلى انخفاض تلك المسجلة من قبل الوافدين الفرنسيين بنسبة 10 في المائة، والإسبان بنسبة 30 في المائة، مقابل نمو تلك المسجلة من قبل السياح البريطانيين بنسبة 7 في المائة، والألمانيين ب 10 في المائة، والبلجيكيين ب 15 في المائة، والعرب بنسبة 7 في المائة. وانعكس هذا التراجع على مختلف الوجهات السياحية الرئيسية، التي سجلت انخفاضا ملحوظا في نتائجها الفصلية، باستثناء مدينة أكادير التي حققت نموا بنسبة 4 في المائة، خاصة مدينة مراكش، التي واصلت منحاها التنازلي، حيث تراجعت ليالي المبيت المسجلة بها بنسبة 5 في المائة، والأمر ذاته بوجهة فاس، التي انخفضت نتائجها ب 15 في المائة، وورزازات ب9 في المائة، والدار البيضاء ب3 في المائة، والرباط ب2 في المائة. وعلى غرار سنوات الأزمة السابقة، وجد القطاع السياحي ضالته مجددا في السياحة الداخلية، التي استطاعت إنقاذ ماء وجهه خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة، إذ ساهمت هذه الأخيرة في ضمان استقرار ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء المصنفة بفضل تحقيقها نموا بنسبة 14.4 في المائة. وتطورت عائدات السياحة الوطنية بنسبة 9.1 في المائة مقارنة بالنصف الأول من السنة الماضية، إلى 24.7 مليار درهم مقابل 22.6 مليار درهم خلال الستة أشهر من السنة الماضية بنمو قيمته 2.06 مليار درهم، ونفقاتها بنسبة 11.2 في المائة إلى 4.5 مليارات درهم مقابل 4.06 مليارات درهم سنة قبل ذلك، الأمر الذي أهل عائدات السياحة الوطنية إلى تحقيق فائض مالي خلال النصف الأول من السنة بقيمة 20.17 مليار درهم بنمو نسبته 8.7 في المائة مقارنة بسنة 2010. وبهدف مرافقة تطور السياحة الداخلية بكيفية مستدامة، توجه المكتب الوطني المغربي للسياحة نحو إعداد خريطة طريق جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل تحفيز طلب السوق الداخلي، ارتكز في وضع أسسها على دراسة ميدانية معمقة، بغية فهم سلوك السائح المغربي وتصنيف السوق السياحي بشكل جيد، خلصت نتائجها إلى «أن السياحة الداخلية تشكل السوق السياحي الثاني من حيث الأهمية في المغرب، إذ تمثل حوالي 20 في المائة من ليالي المبيت وتسجل معدل نمو سنويا بنسبة 5 في المائة، كما تمثل سوقا أولويا أمام عدم تأثرها بالتداعيات الاقتصادية والظرفية العالمية».