سجل عدد السياح الوافدين على المغرب، ارتفاعا بلغت نسبته تسعة في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، إذ وصل عدد السياح الذين زاروا المغرب، إلى حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح، خلال النصف الأول من السنة الجارية.السياح الفرنسيين يتصدرون القائمة ب37 .1 مليون سائح حسب الإحصائيات الأخيرة، التي نشرتها وزارة السياحة ومرصد السياحة. في هذا السياق أكد محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، في اتصال هاتفي مع "المغربية" أن هذه النسبة المحققة تعود بالأساس، إلى قدرة القطاع السياحي الوطني على الصمود أكثر من بلدان أخرى، كالجارة الشمالية إسبانيا، التي تراجع فيها عدد السياح بنسبة عشرة في المائة، مقارنة مع السنوات الماضية. وقال بوسعيد "مقارنة مع بلدان أخرى، ما زال عدد الوافدين على المغرب، في تصاعد ما بين تسعة وعشرة في المائة منذ بداية السنة، في الوقت الذي تقول فيه التقديرات الدولية للسياحة، إن السياحة الدولية ستعرف تراجعا بين ستة إلى ثمانية في المائة"، وأضاف "هذه النسبة مهمة جدا، رغم أن تأثير الأزمة المالية العالمية يبقى أكبر على العائدات، حيث أن الأزمة غيرت من سلوكيات السياح". وحسب إحصائيات وزارة السياحة ومرصد السياحة، فإن السياح الفرنسيين، يتصدرون القائمة ب37 .1 مليون سائح بارتفاع نسبته تسعة في المائة، متبوعين بالسياح الإسبان (714 ألفا، أي زائد 19 في المائة)، والبلجيكيين (184 ألفا، زائد 19 في المائة)، والألمان (176 ألفا، زائد 8 في المائة)، والهولنديين (163 ألفا، زائد 15 في المائة)، والبريطانيين، (154 ألفا، ناقص 13 في المائة)، والإيطاليين (130 ألفا، زائد 10 في المائة). وأوضح بوسعيد أن الأزمة المالية العالمية، ساهمت في انخفاض ليالي المبيت من عائدات السياحة، إذ أن السياح الأوروبيين أصبحوا يختارون الوجهات القريبة، ويفضلون قضاء فترات قصيرة ويخفضون من مصاريفهم، وبالنسبة إلى عائدات السياحة على المغرب، أوضح بوسعيد أن بداية السنة، عرفت زيادة في المداخيل وصلت إلى 25 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية، إلا أن هذا الرقم تراجع إلى أربعة في المائة خلال شهر يونيو، وأضاف قائلا "نحن متفائلون بخصوص قطاع السياحة، ومن الممكن أن نحقق ارتفاعا في العائدات في الثلث الأخير من هذه السنة". ولم ينعكس ارتفاع عدد الوفود السياحية بشكل إيجابي على ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي، حيث عرفت انخفاضا بنسبة ثلاثة في المائة، لتبلغ حوالي سبعة ملايين وثمانمائة ألف ليلة مبيت، خلال النصف الأول من السنة الجارية، في حين بلغت نسبة ملء الفنادق41 في المائة عوض 45 في المائة، خلال السنة الماضية. وحسب وزارة السياحة، فإن ليالي المبيت عرفت، بعد انخفاض بنسبة سبعة في المائة، خلال النصف الأول من السنة الجارية، تحسنا طفيفا خلال الفصل الثاني (0.4 في المائة). ويعزى هذا التطور الإيجابي، على الخصوص، إلى الأداء الجيد، الذي سجله السياح المقيمون، الذين ارتفعت ليالي مبيتهم إلى ثمانية في المائة، مقابل تراجع طفيف بنسبة واحد في المائة لغير المقيمين. ويعتبر انخفاض ليالي المبيت، الذي سجل في نهاية يونيو الماضي، نتيجة للمؤهلات البارزة، التي تحظى بها مختلف الوجهات السياحية. ففي الوقت الذي عرفت فيه وجهات أكاديرفاسالصويرة ووجدة-السعيدية ارتفاعا في عدد ليالي المبيت، سجلت الوجهات الأخرى انخفاضا، ويتعلق الأمر بمراكش (ناقص5 في المائة) والدار البيضاء (ناقص 2 في المائة) وطنجة (ناقص7 في المائة). وبهذا الخصوص أوضح بوسعيد أن هناك سببين رئسيين لتراجع عدد الوافدين على مدينتي مراكش والدارالبيضاء، السبب الأول بالنسبة إلى الأخيرة هو تراجع سياحة الأعمال، لأن الشركات تعاني الأزمة المالية العالمية، وهذا ينطبق حسب بوسعيد على أغلب المدن الصناعية والتجارية الكبرى، وقال المتحدث: "مع ذلك مدينة الدارالبيضاء بقيت صامدة، ولم تسجل تراجعا كبيرا"، والسبب الثاني يعود إلى تغيير نموذج السياحة في بعض المدن كمراكش، إذ تعرف طاقة إيوائية جديدة، وسجلت زيادة ثلاثة آلاف وخمسمائة سرير جديد خلال هذه السنة. من جهتها، سجلت السوق الألمانية والإسبانية والعربية ارتفاعات، بلغت على التوالي اثنين في المائة وواحد في المائة وثلاثة في المائة. وسجل السياح المقيمون، الذين يمثلون 20 في المائة من مجموع ليالي المبيت، ارتفاعا بنسبة ستة في المائة، نهاية يونيو الماضي، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.