في خطوة استفزازية من شأنها تصعيد التدهور في العلاقات الفرنسية الإسرائيلية الذي فجرته دعوة رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون يهود فرنسا إلى الهجرة فوراً إلى إسرائيل، أقام شارون مساء أمس حفل استقبال حافل لحوالي 200 يهودي فرنسي وصلوا إلى الكيان الصهيوني مهاجرين من بلدهم الأصلي. وعلى الرغم من الحرص على الإشادة بدور الرئيس الفرنسي جاك شيراك في محاربة ما أسماه معاداة السامية في فرنسا، فإن إصرار شارون على مشاركته شخصياً إلى جانب كبار المسؤولين الصهاينة وزعماء المعارضة في استقبال المهاجرين الجدد في مطار بن غوريون، من شأنه أن يفجر غضب الحكومة الفرنسية التي كانت ردت على تصريحات شارون الأولى وأعلنته شخصاً غير مرغوب فيه في فرنسا. وقد أشاد رئيس الوزراء الصهيوني بالجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمحاربة معاداة السامية، وقال شارون في خطاب ترحيبي ألقاه في مطار بن غوريون في ضاحية تل أبيب شهدنا خلال السنوات الأخيرة تصعيدا في معاداة السامية ونشعر بالاحترام الكبير للاهتمام الذي يبديه جاك شيراك وحكومته لمحاربة هذا الأمر، وأضاف: آمل بأن تحذو دول أخرى حذوه، وتابع: لا بد من التمييز بين محاربة معاداة السامية من جهة وتشجيع الهجرة (إلى إسرائيل) من جهة ثانية، يجب أن يأتي اليهود ويستقروا هنا لأن هذا هو وطنهم، لا من أجل الهرب من معاداة السامية. وتتناقض التحية الحارة التي وجهها شارون إلى شيراك مع تصريحاته التي أثارت في 18 من الشهر الجاري جدلا حادا بين البلدين. وكان شارون دعا يهود فرنسا إلى الهجرة فورا إلى اسرائيل، وقال أدعو كل اليهود إلى الهجرة لإسرائيل لكن الأمر ملح للغاية بالنسبة إلى يهود فرنسا الذين يجب عليهم أن يتحركوا فورا. حضر الاستقبال أيضا في مطار بن غوريون وزراء آخرون وزعيم المعارضة العمالية شيمون بيريز وصلاي ميريدور رئيس الوكالة اليهودية، الهيئة شبه الحكومية المكلفة شؤون الهجرة.