قال المفكر الإسلامي محمد طلابي أنه لا أحد اليوم يستطيع لي عنق «السنن التاريخية في التغيير»، وأن التحول إلى الديمقراطية والخضوع إلى إرادة الشعوب قادم لا محالة سواء طال الزمن أو قصر ، مشيرا أنه يمكن التمييز بين «سنن الفرص» في مقابل «سنن التهديدات» وأنه وجب التفكير جيدا في كيفية استغلال هذه الفرص، سواء بحشد الهمم أو حشد العقول، من أجل نهضة جديدة في العالم العربي والإسلامي. وأضاف طلابي في محاضرة حول «مستقبل العالم العربي والإسلامي في ظل التحولات الجارية» ألقاها أول أمس السبت خلال الملتقى النسائي الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح بمدينة البيضاء أن النهضة في العالم العربي والإسلامي هددتها دائما ما سماها «أربع تاءات» هي «الغزاة، والطغاة، والغلاة والشتات» وأنها بدأت في الانحسار مع بداية الربيع العربي المتمثل في ما سماه «أربع هجرات» هي « الهجرة إلى الله أو الصحوة الدينية، والهجرة إلى الحرية أو الصحوة الديمقراطية، وهجرة الحضارة من الغرب إلى الشرق» مشيرا أن تعميق هذه الصحوة الدينية وهذه الصحوة الديمقراطية وبناء الدولة العابرة للقارات (التكتلات الإقليمية) تعد الرافعات الكبرى لتحقيق النهضة الكبرى. وقال إن العودة إلى الدين في العالم وانحسار العلمانية، محتجا باستطلاعات رأي في أمريكا تقول نسبتها الكبيرة بقبول السلام في المجتمع وأن للدين وظيفة، يعتبر رسالة احتجاج على الفلسفة المادية. وأوضح طلابي أن الغزاة خططوا دائما لتفتيت العالم الإسلامي، موضحا أن أمريكا قسمت العالم إلى 3 دوائر هي دائرة التحجيم وتشمل دول الاتحاد الأوروبي، ودائرة التقليم وتشمل دول جنوب شرق آسيا، ودائرة التدمير وتشمل العالم الإسلامي. أما تهديد الطغاة فيتجلى في الاستبداد السياسي وإلغاء إرادة الشعوب فيصيرون حلفاء للغزاة بل يكرسون التبعية وأحيانا العمالة. أما «الغلاة» فينشرون الفكر المغالي سواء الداخلي أو الخارجي بشقيه الإسلامي والعلماني مما لا يساعد في تحقيق أي نهضة، وأضاف أن مليار و500 مليون مسلم في 56 إقليم إسلامي تعتبر لاشيء في ميزان بناء الحضارات، معتبرا أنه لا يمكن بناء حضارة بأقل من 100 مليون نسبة كعتبة. واعتبر طلابي أن المقاومة لها «رأس عسكري» في البلاد التي دخلتها دبابات الغزاة، كما وقع في أفغانستان وقطاع غزة، و»رأس مدني» في باقي البلدان التي لم تدخلها دبابات الغزاة، وأن استعمال القوة في هذه البلدان لمحاولة التغيير خطأ استراتيجي. وقال طلابي إن تونس ومصر (ثوار ليبيا اضطروا إلى حمل السلاح)أعطتا النموذج في التحولات الجارية في العالم العربي والإسلامي، حيث التغيير تحقق بالرأس المدني، كما أن المغرب سار في ربيعه الديمقراطي بتدرج واضح تجلى بداية في «نزاهة الانتخابات» ورفع اليد عنها، وما عليه إلا أن يواصل الطريق في الانتخابات الجماعية ، مشيدا بين التحالف الذي وقع بين الحركة الإسلامية والتيار الشيوعي المغربي في الحكومة الجديدة معتبرا أنه قمة النضج السياسي وهو ما وقع أيضا بين المرزوقي والغنوشي في تونس. وتوقع طلابي أن تصبح الصين والهند ثالث ثورة في العالم سنة 2030 بسبب تحكمها في «سنن فرص التغيير، و بعد أن توقع انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب شيخوخة المجتمعات الأوروبية وتناقص عدد السكان دعا طلابي إلى بناء تحالف جديد بين الإسلام والغرب في حوض البحر الأبيض المتوسط من أجل بناء حضارة جديدة.