اتهم الرئيس التركي عبد الله جول الحكومة السورية، أمس، باستخدام القمع والعنف ضد شعبها، وقال إن الموقف هناك وصل إلى «نقطة اللاعودة». وقال جول في كلمة أمام مؤسسة «ويلتون بارك» البريطانية التي تعنى بالسياسة الخارجية: «بذلنا جهودا هائلة في السر والعلن لاقناع الزعامة السورية بقيادة الانتقال الديمقراطي». وأضاف «ورغم كل هذا يواصل نظام البعث استخدام القمع والعنف ضد شعبه. العنف يولد العنف. والآن وصلت سوريا للاسف الى نقطة اللاعودة». من جهتها، اعتبرت صحيفة «ذي ايكونوميست» البريطانية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح أكثر عزلة ودموية. وأكدت الصحيفة نفاد الوقت المتاح للأسد لإصلاح الأوضاع في بلاده وإنقاذها، وتوقعت أن يلقى الأسد مصير العقيد الليبي معمر القذافي. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين كانوا يظنون أن الأسد سيكون أكثر حرصًا على التفاوض للخروج من هذا المأزق إلا أنه فعل العكس تمامًا، وظهر هذا واضحًا بعد وساطة جامعة الدول العربية حيث زادت شراسة ودموية قوات الأمن التابعة للأسد في التعامل مع المحتجين، بدلاً من الانخراط في إجراء مفاوضات جادة مع المعارضة المطالبة بالديمقراطية. وقالت الصحيفة البريطانية، في عدد الأحد الماضي: «الأسد يبدو الآن أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على القضاء على هذه المعارضة، ونتيجة لذلك اتخذت الجامعة العربية خطوة دراماتيكية بتعليق عضوية سوريا، وقد خاطر الأسد بهذا وسوف ينتهي به الأمر وسيحدث له مثلما حدث لمعمر القذافي في ليبيا». يشار إلى أن منشقين عن الجيش السوري توعدوا بشن المزيد من الهجمات على أهداف النظام السوري، نافين مخاوف من تزايد الصراعات الأهلية، ومصرين على أن حكام البلاد «لا يفهمون غير لغة القوة». وصرح قائد الجيش السوري الحر العقيد المنشق رياض الأسعد أن انهيار خطة الجامعة العربية لتحقيق المصالحة في سوريا قد شجع قواته على مواصلة الهجوم. وأضاف الأسعد أن الانشقاقات عن جيش النظام تضاعفت بعد أن بدأ باب الدبلوماسية العربية ينغلق. واستطرد: «لقد أمهلنا النظام بعض الوقت ليستجيب لخطة السلام العربية، لكنه بدلاً من ذلك كثف قمعه ومن ثم فقد اضطررنا لتبني نفس الأساليب ولنوضح له أننا نستطيع إصابته في مقتل وفي أماكن لا يتوقعها، والجيش السوري الحر الآن لديه عشرات آلاف الأفراد». في سياق ذي صلة، اعتبر وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أنَّ «إسرائيل» تتوقع حدوث تصدعات في هياكل السلطة السورية وسط اضطرابات عنيفة متزايدة، وأنّ هناك علامات على أنّ الرئيس بشار الأسد قد لا يبقَى في السلطة طويلاً. وقال باراك لمنتدى هاليفاكس الأمني في منطقة كندا المطلة على المحيط الاطلسي: «إنَّ أعضاء أجهزة الأمن والقوات المسلحة والجهاز الحكومي في سوريا بدأوا يقيمون مستقبل الأسد ويُرتّبون كيفية التحفظ في رهاناتهم». وأضاف: «نتيجةً لذلك أعتقد أننا نتوقع لأول مرّة ظهور بعض التصدعات في الدعم الذي يحظى به داخل دائرته»، مشيرًا إلى أنه من المهم أنّ الملك عبد الله عاهل الأردن دعَا الأسد للتنحِّي وأن الجامعة العربية علقت عضوية سوريا هذا الشهر. كما أوضح أنّ «هذه إشارة حقيقية بوجود تسارع في اتجاه نهاية هذا النظام» الذي يواجه ضغوطًا متزايدة من أجل إنهاء الحملة الأمنية، وفق ما ذكرت «رويترز». وعلى الأرض، لا تزال الأذرع الأمنية للنظام السوري تواصل قتلها للمتظاهرين السلميين في إصرار يائس لكبح جماح الغضب الشعبي المناهض لحكم الأسد، فقد قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات الموالية للرئيس بشار الاسد قتلت 23 مدنيا وخمسة منشقين عن الجيش، أول أمس. وقالت الجماعة التي يرأسها المعارض المنفي رامي عبد الرحمن إن من بين القتلى أربعة أطفال سقطوا برصاص الجيش قرب مدرسة في منطقة الحولة في وسط سوريا وصبي عمره 12 عاما قتل اثناء احتجاج في مدينة دير الزور في شرق البلاد. وقتل اربعة منشقين من الجيش عندما اقتحمت قوات مزرعة كانوا يختبئون فيها قرب مدينة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن. وقتلت القوات ايضا ستة قرويين في المزرعة. وقالت الجماعة إن منشقا خامسا قتل في القصير قرب الحدود اللبنانية.