قدمت القناة التلفزيونية التونسية الخاصة «نسمة تي.في» يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2011، اعتذارها للشعب التونسي عن بثها الجمعة الماضية، فيلما للرسوم المتحركة، تضمن مشاهدة تجسد الذات الإلهية، مما أثار احتجاجات واستنكار عارم من طرف الشارع التونسي خاصة الإسلاميين منه. وقال مدير عام القناة ، نبيل القروي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء التونسية الرسمية، «أعتذر للشعب التونسي على تمرير مشهد تجسيد الذات الإلهية في الفيلم الكرتوني الفرنسي الإيراني «برسيبوليس» على قناة نسمة»، معتبرا أن ذلك يمثل «غلطة لن تتكرر». وأضاف القروي أن المسؤول عن خلية المشاهدة بالقناة لم يذكر في تقريره عن الفيلم أنه يتضمن مشهدا فيه «تجسيد للذات الإلهية، الشيء الذي لا أسمح به تماما باعتباري مسلما يحترم المقدسات الدينية ولا أسمح لنفسي بمشاهدة لقطة مماثلة مع عائلتي». كما شهدت عدة مدن تونسية بداية الأسبوع مظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بإغلاق القناة، فيما قررت النيابة العامة فتح تحقيق قضائي مع إدارة القناة، إثر تلقيها شكايات من عشرات من المحامين والمواطنين حول هذه القضية، وفي السياق ذاته، عبرت العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية عن «استنكارها وإدانتها» لإقدام القناة على بث هذا الفيلم. ودعت وزارة الشؤون الدينية التونسية، في بيان لها، وسائل الإعلام العمومية والخاصة في تونس إلى «احترام العقائد والمقدسات الدينية والالتزام بمبادئ السلم الاجتماعية لتيسير عملية الانتقال الديمقراطي» في البلاد، داعية إلى»نبذ العنف واحترام ثقافة الاختلاف والتوافق».