قال مسؤول كبير في حلف شمال الاطلسي (ناتو) أن الحلف تطور من تحالف يركز على تهديد واحد الى تحالف على اساس شراكة امنية بين الدول الاعضاء ال28 وبقية دول العالم وذلك بفضل التدخل العسكري في ليبيا. وقال سفير الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الاطلسي ايفو دالدر في مؤتمر صحفي حول (سياسة الولاياتالمتحدة في حلف شمال الاطلسي) كجزء من برنامج "امريكا والناتو لصناع الرأي" من الشرق الاوسط الذي عقد في مقر الحلف الليلة الماضية ان "عملية ليبيا كانت نتيجة منطقية نظرا للحاجة الى شراكات مع البلدان في جميع انحاء العالم". واضاف "ان الناتو لم يكن ليتدخل في ليبيا لولا طلب جامعة الدول العربية ذلك من مجلس الامن الدولي" موضحا ان الناتو تدخل لتوافر القاعدة القانونية السليمة للتدخل. واكد دالدر ردا على سؤال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان حلف الناتو يعد مصدرا للاستقرار في عالم مليء بالمفاجآت اذ يمكنه ذلك عن طريق الاستعداد للازمات" مشيرا الى انه "لم يكن احد يعتقد ان الناتو سيقوم بعملية عسكرية في ليبيا بموجب تفويض من الاممالمتحدة وبناء على طلب من جامعة الدول العربية بعد مرور اربعة اشهر من القمة التي عقدها الحلف في لشبونة عام 2010 ". واعتمد الناتو في قمة لشبونة مفهوما استراتيجيا جديدا لخطة التحالف لمدة عشر سنوات بعد انتهاء العمل بالخطة لسابقة التي اعتمدت في قمة واشنطن عام 1999 . وشاركت دولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن والمغرب في عملية ليبيا بالاضافة الى دعمها لها ما منح الناتو ثقة كبيرة في أن ما يقوم به صحيحا تماما. واسهم لبنان ايضا في العملية نظرا لكونه رئيسا لمجلس الامن التابع للامم المتحدة في ذلك الوقت واصدر القرار 1973 الذي شكل الاساس القانوني للتدخل العسكري في ليبيا وطالب بوقف اطلاق نار فوري واجاز للمجتمع الدولي انشاء منطقة حظر طيران واستخدام جميع الوسائل الضرورية لحماية المدنيين. وشدد دالدر على اهمية العمل معا من اجل حل المشاكل اذ تعد هذه الشراكة القائمة على الطلب من الدول خصوصا الدول العربية. واشار الى انه "يتم التركيز الآن على انهاء الحلف لعملية ليبيا والوفاء بتكليف مجلس الامن بالاضافة الى حماية المدنيين". واوضح انه "لا يوجد دور للناتو في سوريا وان الاوضاع تختلف من بلد لآخر وان بدء الناتو لعملية ليبيا جاء من ثلاثة معايير وهي الحاجة الى وجود ضرورة واضحة والدعم الاقليمي والقاعدة السليمة من الناحية القانونية بالنسبة لنا للعمل". وذكر انه بالنسبة لقضية سوريا "اوضحت المعارضة عدم رعبتها في التدخل الاجنبي او الدعم ونتيجة لذلك ليس لدى الحلف اي مصلحة في ان يتخذ اي اجراء في سوريا". يذكر ان الرئيس باراك اوباما عين دالدر في منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الاطلسي في مايو عام 2009 وكان مدير الشؤون الاوروبية لموظفي مجلس الامن الوطني التابع للرئيس كلينتون من عام 1995 الى 1997 حيث كان مسؤولا عن تنسيق السياسة الامريكية تجاه البوسنة.