هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة دول حلف شمال الأطلسي(الناتو) ومسألتي استراتيجية الحلف تجاه أفغانستان وتوسيع العضويةوالمطالبة بتعيين منسق تنمية دولي لشؤون أفغانستان
نشر في أسيف يوم 11 - 03 - 2008

"إن منظمة حلف شمال الأطلسي ملتزمة بمساعدة الشعب الأفغاني على تحقيق الأمن الكامل والرخاء الاقتصادي والتقدم السياسي، وبإبقاء الحلف قوة وثيقة الصلة بالأمن والسلام في العالم"،هذه المبادئ تشكل محورا استراتيجيا في المحادثات التي جرت بين الرئيس بوش والأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر خلال اجتماع عقداه في البيت الأبيض.وقال بوش إنه يتطلع إلى حضور قمة منظمة حلف شمال الأطلسي لسنة 2008 لضمان أن الحلف سيواصل
المحافظة على مكانته "كمنظمة ذات صلة هادفة إلى إحلال الأمن والسلام في العالم." وسيحضر القمة العشرين لحلف الناتو المزمع عقدها في بوخارست برومانيا أكثر من 60 بلدا والعديد من المنظمات الدولية.وكرر الرئيس بوش التأكيد خلال لقائه مع دي هوب شيفر في البيت الأبيض على التزام أميركا المتواصل بمهمة منظمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.وقال أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي الذي عاد مؤخرا من زيارة قام بها لأفغانستان التقى خلالها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن الحلف موجود هنا (في أفغانستان) لدعم الرئيس كرزاى والشعب الأفغاني "للقيام بالعمل الطويل والشاق". وأضاف أن دول منظمة حلف شمال الأطلسي ال26 موجودة أيضا هناك لمحاربة الإرهاب و"سننتصر لا محالة".كما بحث الزعيمان في قضية توسيع عضوية منظمة حلف شمال الأطلسي. ومن الجدير بالذكر أن هناك ثلاث دول على قائمة الدول المرشحة للانضمام إلى عضوية المنظمة هي ألبانيا، كرواتيا ومقدونيا. وتتم عملية إضافة الأعضاء الجدد من خلال قرار يتخذه الحلف بالإجماع.وقال دي هوب شيفر إن تذكرة الانضمام للحلف لم يتم دمغها بعد بالنسبة لقبول أي بلد وإنه ينبغي مواصلة جهود الإصلاح خلال الأسابيع القليلة التي تسبق القمة.كما تناولت مباحثات الرئيس بوش ورئيس منظمة حلف شمال الأطلسي دور المنظمة في البلقان، ولاسيما في كوسوفو التي أعلنت استقلالها حديثا، والتي توجد فيها قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي قوامها 16 ألف جندي. وتتضمن المواضيع الأخرى المطروحة للبحث أمام القمة الدفاع ضد الهجمات الصاروخية والالكترونية، وأمن الطاقة، وبعثة الناتو للتدريب في العراق.كما ألقى دى هوب شيفر أيضا خطابا في مؤسسة بروكينغز في واشنطن قال فيه إنه يسعى إلى تعزيز الوئام عبر المحيط الأطلسي. وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الناتو لا تستطيع تحمل ثمن مناقشة ما وصفه بأنه "لعبة اللوم" بشكل علني فيما يتعلق بمستوى الدعم الذي تقدمه الدول في أفغانستان. كما تنبأ أيضا بأن المزيد من الدول سوف تضاعف المساعدات التي تقدمها لتلك الدولة في غضون أسابيع.وقال دي هوب شيفر إنه يتعين على الدول الأعضاء في الناتو أن تبني على النجاحات الراهنة التي تحققت وتحاول العثور على أفضل السبل للمضي قدما سوية. وأوضح أمين عام الناتو في خطابه الذي جاء بعنوان "أفغانستان والناتو: إقامة تحالف صالح للقرن الحادي والعشرين" أن على الحلف أن يقدر بشكل أفضل القضايا التي على المحك في أفغانستان مثل-: أمن أوروبا، والولايات المتحدة وأفغانستان؛ بالإضافة إلى العلاقات المتطورة التي تربط دول الناتو بدول آسيا.وأضاف أنه طالما أن منظمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لن تتاح لطالبان الفرصة لغزو البلد والاستيلاء عليها ثانية أو تلعب دور المستضيف لتنظيم القاعدة. وقال المسؤول إنه على قناعة بأن وجود القوات التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي سيهمّش حركة طالبان بدرجة كافية "لإعطاء أفغانستان المتنفس الذي تحتاج إليه".وتابع دي هوب شيفر حديثه قائلا إن الوضع في أفغانستان ليس قاتما بالقدر الذي يبدو عليه، ولاسيما إذا وضعنا في الاعتبار أنها لم تخرج إلا في الآونة الأخيرة من عقود من النزاعات والحروب. وأشار إلى أنه تحقق تقدم ملحوظ، بما في ذلك زيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية، وتحسين الاقتصاد، وتدني إنتاج المخدرات، وعودة اللاجئين بالملايين، وزيادة عدد المصارف والهواتف الخلوية.وأكد أن غالبية الأفغان يريدون بقاء قوات الناتو وإنجاز مهمتها لمساعدة البلد على الوقوف على قدميه والاعتماد على نفسه.وشدد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي على أن الحلف ليس وحيدا في دعمه لأفغانستان؛ حيث أن هناك 14 دولة أخرى تساهم بجنود في قوة حفظ الأمن الدولية منها أستراليا، نيوزيلندا وسنغافورة. وقال إن هذا يدل على أن البلدان حول العالم تتقاسم بعض المصالح الأمنية المشتركة وإن منظمة حلف شمال الأطلسي تمثل "آلية ممتازة" لترجمتها إلى عملية عسكرية واحدة.وقال دي هوب شيفر إنه مع توفر قدر أكبر من الأمن، تأتي تنمية أقوى، وذلك يعني أنه يجب على المجتمع الدولي أن يزيد عدد وفاعلية فرق إعادة التعمير الإقليمية ويجب على الوكالات الدولية أن تساعد الحكومة في المجهودات التي تبذلها لمكافحة المخدرات. وأضاف أن من الضروري تعين مبعوث قوي تابع للأمم المتحدة لتنسيق جهود التنمية العامة في أفغانستان، لأن منظمة حلف شمال الأطلسي هي تحالف عسكري وليست لجنة تنمية.ثم اختتم حديثه قائلا إنه لا يمكن التمييز بين أعمال التنمية والعمليات القتالية؛ فبناء المدارس وتمكين النساء وتوفير وظائف بديلة لمزارعي الأفيون، كل ذلك ينطوي على نفس المجازفة بالنسبة لعمال التنمية وجنود الميدان على حد سواء.وفي نفس الإطار،قدم كيرت فولكر وهو كبير مساعدي وزيرة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا، نظرة عامة على ما سيتم بحثه في قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في بوخارست،عبر كلمته التي ألقاها في 29 فبراير الماضي في مركز العلاقات عبر الأطلسي التابع لكلية الدراسات الدولية العليا في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن،حيث أكد على "تشكيل الولايات المتحدة وأوروبا، كمجموعة دول على ضفتي الأطلسي، مجتمعاً ديمقراطياً واحداً حقاً يرتكز إلى قيم الديمقراطية واقتصاد السوق وسيادة القانون وحقوق الإنسان المشتركة. ويتعين علينا العمل معاً لأننا نشاهد نفس التحديات في العالم، سواء كانت التطرف المستخدم للعنف الذي يهاجم المجتمعات على شكل الإرهاب، أو التهديدات الأمنية والأزمات، كتلك القائمة حالياً في دار فور أو دعم جهود (أمين عام الأمم المتحدة السابق) كوفي عنان في كينيا". وأنهم ينظرون" إلى الأمور بطريقة متشابهة جداً، سواء تعلق الأمر بالعراق أو إيران أو أفغانستان أو لبنان مع قوات اليونيفل أو القضايا الإسرائيلية-الفلسطينية. ونحن نتأثر بالتحديات بنفس الطريقة. وعلينا أن نعالج هذه التحديات سوية".و"قد أصبحنا نفعل ذلك بشكل أفضل بكثير مما كنا نفعل في 2003-2004. وأعتقد أن ذلك كان أدنى مستوى من العمل معاً في جهودنا كمجوعة دول على ضفتي الأطلسي. أما الآن، فعندما ينظر المرء إلى الوضع، أعتقد أنه سيتمكن من تحديد كيفية تشاور الولايات المتحدة وأوروبا معاً وتحديد إطار تعاوننا ومواقفنا المشتركة، في كل قضية من القضايا التي ذكرتها وفي قضايا أخرى كثيرة... وفي حين أنه ستكون هناك دوماً بعض الاختلافات بالطبع، ستكون هناك دوماً بعض الفوارق التكيتيكية، إلا أنني أشعر أننا متفقون في الرأي إلى حد بعيد ونعمل معا بشكل ممتاز. وقد كان ذلك أمراً بذلنا جهوداً كبيرة للتعافي وتحقيقه بعد 2003 و 2004 ،ولا يعني ذلك أننا نعمل مع الائتلافات فقط، وإنما نعمل أيضاً مع مؤسسات كالاتحاد الأوروبي وكمنظمة حلف شمال الأطلسي".واعتقد "أن نجاح هذا في المستقبل يستلزم أمرين. فنحن بحاجة إلى أن يكون هناك التزام أميركي مستمر بالعمل معاً ضمن عائلة ديمقراطية أكبر من الدول وضمن مجموعة أكبر تحاول حل المشاكل معا. ويتعين علينا أن ندعم ونعزز التزام الولايات المتحدة، وهو أمر ندفع عجلته حالياً وأنا واثق أنه سيستمر. كما أننا بحاجة إلى مساهمة الحلفاء والشركاء الأوروبيين بشكل كبير في حل المشاكل التي نعالجها معا. والمسألة هنا هي مسألة موارد وقدرات بقدر ما هي مسألة سياسية. ولعل الأجزاء التي يتعين التركيز عليها هي الانخراط السياسي، علاوة على المساهمات التي تقدمها (الولايات المتحدة) والانخراط في مجال القدرات بالإضافة إلى إسهامات أوروبا السياسية.وهناك أمر آخر أعتقد أنه يستحق عدم إغفاله هو السياق الذي يتم فيه التفكير بالأمن في القرن الحادي والعشرين. إن تكليف منظمة حلف شمال الأطلسي منصوص عليه في البند الخامس من اتفاقية ناتو، وهي المادة الخاصة بالدفاع المشترك عن أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي. وتلك حقيقة مهمة وملزمة في المستقبل أيضا. ذلك أن مجرد كون الحرب الباردة قد انتهت وكوننا لم نعد نواجه تلك المجابهة مع ما كان آنذاك الاتحاد السوفياتي أو مع روسيا اليوم، لا يعني أن التحديات الأمنية قد اختفت. وكل ما يعنيه هو أنها تغيرت. وقد أصبحت أكثر تعقيداً من عدة نواح. وما زال الرخاء الذي تتمتع به المجتمعات الأوروبية اليوم، والرخاء الذي تنعم به الولايات المتحدة اليوم، يعتمدان على قدرتا على توفير الأمن لشعوبنا. ويتطلب ذلك استثماراً متعمداً في الأمن كي يتم تحقيق ذلك".واعتقد كذلك" أن المجال الذي يتطلب منا بعض العمل، ضمن أمور أخرى في ناتو، هو الربط بين الإحساس بالرخاء الذي نتمتع به والحاجة المستمرة إلى الاستثمار في الأمن أثناء معالجتنا أمر التحديات التي نواجهها.ومن الأمور المتصلة بذلك، وقد كان ذلك صحيحاً إبان الحرب الباردة وكان الجميع يدركونه، هو أن أمن أوروبا وأمن الولايات المتحدة مرتبطان معا. وهو أنه لا يمكن تحقيق الأمن على المدى الطويل في أوروبا وحدها أو في الولايات المتحدة وحدها، بل يتعين أن يكون فيهما معا. وقد كان ذلك أحد الدروس المستقاة من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وما بعد الحرب الباردة إبان حروب البلقان، وما زال صحيحاً اليوم. فحتى في وجه التهديدات والتحديات المختلفة جداً، ما زال أمن الولايات المتحدة وأمن أوروبا مترابطين، وعلينا أن ننظر إلى الأمور ونتعامل معها من هذا المنظور.فما هي بعض هذه التغيرات التي يتعين على حلف شمال الأطلسي التفاعل معها؟ إنه منظمة قديمة، سيكون قد مضى على تأسيسه في العام القادم 60 سنة، لديها مهمة قديمة، هي توفير الدفاع المشترك عن أعضائها، ولكن في بيئة مختلفة جدا. إن التهديدات مختلفة. ونحن نتكلم اليوم عن الإرهاب وعن انتشار أسلحة الدمار الشامل وعن أنظمة الدفاع الصاروخية، ونتكلم عن الدول الفاشلة والأزمات الإقليمية، وما عليكم إلا التفكير بأفغانستان. وقد اختلفت الجغرافيا. ففي حين كانت جغرافية الحرب الباردة معروفة جداً نجد أن جغرافية التهديدات التي يتعين على ناتو مواجهتها غير محدودة. ذلك أنه يمكن أن تنبثق التهديدات والتحديات من أي مكان لتؤثر على الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا، ويتعين علينا بالتالي معالجة هذه التحديات بدون حدود جغرافية. وهذا بالذات هو النقاش القديم الذي دار في أواخر التسعينات من القرن الماضي وأوائل القرن الحادي والعشرين حول منطقة العمليات عندما كانت منظمة حلف شمال الأطلسي تتداول في موضوع البوسنة وكوسوفو، وما يعتبر خارج منطقة المهمات.وقد قررت منظمة حلف شمال الأطلسي بشكل أساسي في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في ريكيافيك في ماي 2002، أنه لم يعد يوجد ما هو خارج منطقة العمليات لأن طبيعة التحديات تتغير".ورغم أنه يعتقد أن هناك اختلافاً في الملاحظة والإدراك من نواح كثيرة بين الولايات المتحدة وأوروبا حول بعض هذه التحديات" إلا أنني واثق تماماً أننا مجموعة واحدة ونتأثر بهذه التحديات بنفس الطرق، ومن الضروري بالتالي أن نظل مخلصين لبعضنا بعضا".ومن ناحية الاستثمار في القدرات،ذكر بعض الأرقام "اعتقد أن ميزانية الدفاع الأميركية تشكل حوالى 4 بالمائة من مجمل الناتج المحلي. وأعتقد أن معدل ما تنفقه دول منظمة حلف شمال الأطلسي، بدون الولايات المتحدة، يبلغ حوالى 1,3 أو 1,4 بالمائة من الناتج القومي المحلي. فهناك تباين إذن في الطريقة التي تتعامل بها مجتمعاتنا مع الاستثمار في الدفاع وأعتقد أن ذلك أحد الأمور التي سيكون علينا معالجتها في المستقبل.وعليه، فإنه مع التغيرات التي حدثت في بيئة التهديدات، ما زال الرخاء الذي تنعم به المجتمعات الأوروبية اليوم والرخاء الذي تنعم به الولايات المتحدة اليوم، يعتمدان على قدرتنا على توفير الأمن لشعوبنا. ويتطلب ذلك استثماراً مقصوداً في الأمن كي يتم تحقيق ذلك.ولم تظل منظمة حلف شمال الأطلسي في مكانها لا تراوحه. وعندما نفكر في القمة الوشيكة في بوخارست يجب علينا أن نسترج┌ في ذاكرتنا ما حدث في مؤتمرات القمة الأخرى التي سبق وعقدناها في ريغا وإسطمبول وبراغ ومدريد، وهو أن ناتو بدأ يتكيف مع بيئة أمنية جديدة منذ فترة.ففي سنة 1995، قبل فصل الصيف، كان حلف شمال الأطلسي يضم 16 عضوا، ولم يكن لديه شركاء، إذ لم تكن لدينا "الشراكة من أجل السلام". لم يكن هناك أي شركاء، وكان هناك 16 عضواً، ولم يكن
الحلف قد قام بأي عملية عسكرية. كان هناك الكثير من التخطيط الدفاعي، والكثير من المناورات والتدريبات، ولكن ناتو لم يكن يخرج عن نطاق ذلك فقط.أما في سنة 2006، فكانت منظمة حلف شمال الأطلسي قد أصبحت تضم 26 عضواً، ولديها 20 شريكاً في أوراسيا، وسبعة في شمال إفريقيا، حوار حوض البحر الأبيض المتوسط، وأربعة في منطقة الخليج، وكانت قد أصبحت تقوم بست عمليات في نفس الوقت في أفغانستان والبوسنة وكوسوفو وعملية المسعى النشط التي هي عبارة عن عمليات بحرية في البحر الأبيض المتوسط لمكافحة الإرهاب، وكنا أيضاً ننقل قوات الاتحاد الإفريقي من خلال جسر جوي إلى دار فور ونوصل الإغاثة الإنسانية إلى باكستان في أعقاب الزلزال. وهكذا كان هناك حلف ناتو مختلفاً جذرياً عما كان يقوم به في سنة 1995. كان منخرطاً في العمليات في منطقة جغرافية متباينة ويعمل مع شركاء.ويمكن للمرء أن يستخلص بعض الأمور من هذه الحقائق وحدها أيضا، فحلف ناتو يقوم بكل هذه الأنواع من الأمور يحتاج إلى متطلبات مختلفة جداً عن متطلبات ناتو في سنة 1995. يتعين أن تكون لديه قوات وقدرات قادرة على الانتشار، وعلى دعم نفسها عن بعد، وأن تقوم بمجموعة كبيرة من المهمات من إقامة جسر جوي وحفظ السلام والقيام بالإغاثة الإنسانية إلى العمليات العسكرية في أفغانستان وإلى العمليات البحرية. إنه بحاجة إلى أمور كثيرة مختلفة كي يتمكن من القيام بمهماته. ويشكل إدراك كون المتطلبات ليست عسكرية فقط جزءاً من ذلك، أن هناك طيفاً من التعاون العسكري/المدني والانخراط الضروريين للنجاح في التغلب على هذه التحديات.وتشكل أفغانستان، هنا أيضاً، مثالاً ممتازاً على ذلك. فالأمن والتنمية يسيران يداً بيد. ذلك أنه يمكن أن تكون العمليات العسكرية ناجحة، إلا أنه لا يمكن تحقيق استدامتها ما لم يكن هناك تنمية وجهود مدنية تقف خلفها. ومن ناحية أخرى، لا يمكن حتى مجرد انطلاق العمليات المدنية والتنموية بدون إرساء الأمن. وعليه، فإن الاعتماد متبادل بينهما ويتعين علينا أن ننظر إليهما كوحدة واحدة متكاملة أثناء اضطلاع ناتو بهذه الأدوار في المستقبل ويتعين عليه العمل مع مؤسسات أخرى مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات الموجودة على الأرض في أفغانستان كي يتحقق النجاح.وعليه فقد كان هناك الكثير من إعادة النظر والتفكير وتغيير حلف شمال الأطلسي. وهذا يقودني الآن إلى قمة بوخارست لأن هدف القمة هو أخذ ما وصنا إليه حتى الآن والتقدم به إلى حد أكبر، في كل مجال من هذه المجالات.وأبرز الأمور التي سيتم بحثها في بوخارست، على ما أعتقد، أفغانستان والتوسعة، مما يعني توجيه الدعوات وربما خطة عمل خاصة بالعضوية، والدفاع الصاروخي، وأعتقد أنه سيكون علينا أن نظل مركزين على كوسوفو، وعلى بعض قضايا القدرات لتعزيز قدرات ناتو".وتناول باختصار كلاً من هذه القضايا كقضية على جدول أعمال المؤتمر، قبل الإدلاء بملاحظات ختامية،"بالنسبة لأفغانستان، تشكل أفغانستان كما سبق وقلت مثالاً ممتازاً على الدور الذي يتعين على حلف شمال الأطلسي أن يلعبه بنجاح في البيئة الأمنية التي نجد أنفسنا فيها الآن. ويتوقف رخاء مجتمعاتنا وأمن مجتمعاتنا، بشكل أساسي، على ما نقوم به في أفغانستان. وعلينا أن نتذكر أن مؤامرة مهاجمة البرجين التوأمين في نيويورك حيكت في الأراضي الأفغانية، وكانت معقدة لأنها حيكت هناك، إلا أننا واجهنا بعد ذلك خلايا في ألمانيا ثم أشخاصاً وصلوا إلى الولايات المتحدة وعملوا داخل الولايات المتحدة لتنفيذ هجوم. فهناك إذن بعدُ هو دولة فاشلة أو دولة استولى عليها عنصر إرهابي للأمن في أفغانستان. إلا أن هناك أبعاداً أخرى أيضا.فأفغانستان هي أكبر مصدر منفرد للأفيون الذي يصل إلى أوروبا ويؤثر على حياة الشباب في أوروبا في كل يوم، ويفرض ثمناً على المجتمعات الأوروبية التي يتعين عليها معالجة أمر مشاكل إدمان المخدرات وما يرتبط بإدمان المخدرات من مشاكل، كالقضايا الصحية وقضايا الجرائم.ولدينا ظاهرة التطرف المستخدم للعنف. وقد سبق وأشرتُ إلى هذا. وهي تشكل لنا في المجتمعات الديمقراطية مشكلة خطيرة علينا التفكير بها، إذ إن ّ لدينا متطرفين يستخدمون العنف في العالم، يستخدمون العنف عمداً لمهاجمة المجتمعات، لمهاجمة المدنيين، ويجدون مناخاً تجري فيه حرب أفكار. فهناك نقاش حول ما إذا كان على المجتمعات المعتدلة أن تهب وتمنع حدوث مثل هذا الأمر، المعتدلين في المجتمع، أو أن هناك ما يبرر بعض هذا. وأنا أعتقد أنه من الضروري أن تقول أوروبا وأن تقول الولايات المتحدة وأن يقول أولئك المؤمنون بالحضارة، كلا. إنه عنف وهجمات متعمدان على المدنيين، بمن فيهم النساء وبمن فيهم الأطفال وبمن فيهم المسنون، وهو عنف دون تمييز في الواقع. وعندما يفكر المرء بالأمر يجد أن العدد الرئيسي من ضحايا هجمات المتطرفين المستخدمة للعنف كان مسلمين زهق أرواحَهم مسلمون آخرون في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى. إن هذه أمور فظيعة. ويشكل هذا بالتالي تحدياً على المدى الطويل بالنسبة لنا.ويتعين علينا مساعدة غالبية الشعب الأفغاني، الغالبية الساحقة التي تريد تشييد مجتمع، والتي تريد أن نساعدها على القيام بذلك، والتي شكلت حكومة من خلال انتخابات حرة نزيهة، ولديها دستور يرتكز إلى اجتماع اللويا جيرغا، والتي تقيم في الحقيقة أسس نظام حكم لأول مرة منذ الغزو السوفياتي. إن هذا تحدياً رئيسياً مهماً بالنسبة لنا لما له من عواقب عالمية. والنقطة الثانية هي أنه مهم بالنسبة لأبناء أفغانستان، لأن الأمر سيكون صعباً جداً عليهم بدون المساعدة التي نستطيع تقديمها لهم. فهم يواجهون متطرفين عاقدي العزم ومسلحين يحاولون استعادة السيطرة على البلد، وهم يعتمدون على مساعدتنا للحيلولة دون حدوث ذلك.واعتقد كيرت فولكر" أننا حققنا الكثير من التقدم في أفغانستان. وعندما ينظر المرء إلى مقاييس كالرعاية الصحية، التي كان يحصل عليها 8 بالمئة من السكان في سنة 2001، يجد أنها أصبحت متوفرة ل65 بالمائة منهم. والتعليم، كان هناك 900 ألف حدث في المدارس في سنة 2001، وهناك اليوم أكثر من خمسة ملايين من التلاميذ. أما الإناث، فلم يشكلن أي نسبة في سنة 2001 في المدارس لأن ذلك كان غير مشروع، أما اليوم فهناك أكثر من المليون ونصف المليون تلميذة. والبنية التحتية، 50 كيلومتراً من الطرق المعبدة في سنة 2001، وأكثر من 4 آلاف كيلومتر اليوم. وهناك الكثير من المقاييس التي تظهر التقدم والتنمية اللذين حققناهما في أفغانستان.ولكن الحقيقة هي أن التحديات ما زالت خطيرة جدا وأعظم مما تستطيع جهودنا المشتركة معالجة أمره في الوقت الحاضر. ويتعين علينا القيام بالمزيد وبشكل أفضل، كما يتعين علينا أن نغير بعض أساليبنا.وأعتقد أننا تعلمنا الكثير في مجال محاربة التمرد في أفغانستان كما أعتقد أننا شاهدنا بعض التقدم في الجزء الشرقي من البلد، وأعتقد أنه يتعين علينا أن نواصل تجديد وإصلاح استراتيجيتنا الخاصة بمحاربة التمرد لكي نضمن قدرتنا على زيادة فعاليتنا في جميع أنحاء البلد". وأضاف" أن منظمة حلف شمال الأطلسي لن تجتمع وحدها، فقد دعونا الرئيس (حامد) كرزاي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لاستضافة اجتماع أكبر في بوخارست حيث سيتمكن المجتمع العالمي المنخرط في أفغانستان من الاجتماع ومناقشة سبل المضي قدماً في مواجهة هذه القضايا حاسمة الأهمية".وحول موضوع توسعة حلف شمال الأطلسي" أعتقد أن هذا مجال حقق فيه حلف شمال الأطلسي نجاحاً باهرا. فقد أصبح لدينا اليوم ├كثر من 100 مليون نسمة يعيشون من بحر البلطيق إلى البحر الأسود في مجتمعات ديمقراطية حرة واقتصادات سوق مزدهرة، وقد أصبحوا أعضاء آمنين في ناتو ومندمجين كأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع أوروبا حرة موحدة غير مجزأة. وذلك إنجاز هائل. وقد كانت توسعة ناتو في طليعة كل هذا. ولكنه ليس الشيء الوحيد. فتوسعة الاتحاد الأوروبي كانت حاسمة الأهمية هي أيضا. ولكن توسعة ناتو مضت قدما وأحدث ذلك فرقاً هائلاً بالنسبة لدول وشعوب أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية.كما أن ذلك جعل ناتو أفضل. وأنا أعرف أن الأمر كان موضع نقاش في 1997-1998 عندما جرت مداولات التصديق (على العضوية)، هل سيضعف ناتو ضم دول ليست بمثل ثروة وليست بمثل تطور الدول القديمة في ناتو وقواتها المسلحة ليست بمثل قوة الدول الأعضاء في ناتو في سنة 1996. أثار ذلك نقاشاً وكان سؤالاً مخلصاً، ولكنني أقول بثقة الآن أن ناتو أصبح أفضل. لقد أصبح حلف ناتو أقوى نتيجة وجود دول مثل بولندا والجمهورية التشيكية ورومانيا وبلغاريا كأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي. فقد جلبت هذه الدول معها قدرات وعزيمة سياسية، وجلبت التزاماً بنفس القيم والمبادئ التي طالما آمنت بها منظمة حلف شمال الأطلسي، وأعتقد أن ناتو أصبح ينظر أكثر إلى الخارج، وأصبح منخرطاً أكثر في العمليات، وأصبح مناسباً أكثر للمستقبل الآن مقارنة بما كان عليه نتيجة للتوسعة التي تمت في سنة 1997 وسنة 2002 .وبالتالي فإننا ننظر إلى المستقبل ونرى أن مهمة تشييد أوروبا غير مجزأة وحرة ويعمها السلام لم تنته بعد. فما زالت هناك منطقة البلقان، ما زالت هناك أوكرانيا وما زالت هناك جورجيا وما زالت هناك بيلاروسيا- دكتاتورية، ونحن نقول إن علينا أن نواصل تشييد وتعزيز مجتمعات قوية في أوروبا.وقد استخدمنا في هذا المجال أداة هي "خطة العمل الخاصة بالعضوية" لمساعدة دول كألبانيا وكرواتيا ومقدونيا على تعزيز إصلاحاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتحقيق إمكانية عمل تجهيزاتها وقواتها مع الدول الأخرى والمشاركة في عمليات مع الآخرين، في أفغانستان مثلا، حيث تشارك الدول الثلاث حاليا، كي نعزز قدراتها وتمكنها من العمل بشكل فعال كعضو في حلف شمال الأطلسي.أما الفكرة الكامنة وراء "خطة العمل الخاصة بالعضوية"، التي استحدثت هي أيضاً في قمة واشنطن في سنة 1999، فهي أننا لم نكن مستعدين لتوجيه الدعوة إلى هذه الدول في ذلك الوقت ولكننا لا نريد مجرد تكتيف يدينا وقول لا، وإنما نريد التواصل معها ومساعدتها. وكانت خطة العمل الخاصة بالعضوية هي أداة حلف شمال الأطلسي لمساعدة الدول والقول إننا نريد لكم النجاح، فدعونا نتوصل إلى طرق تمكنكم من ذلك، كي نصبح قادرين في وقت لاحق على اتخاذ قرار إيجابي بشأن العضوية لا يمكننا اتخاذه اليوم. وقد كان ذلك أصل الفكرة وأعتقد أنها نجحت.ومنظمة حلف شمال الأطلسي منظمة قائمة على الإجماع. وهي تتخذ قراراتها بموافقة جميع الأعضاء ال26 على دعوة عضو إضافي. وأنا واثق جداً من أنه سيتم توجيه دعوات جديدة في بوخارست. ونحن نود رؤية أكبر عدد ممكن من الدول يحقق النجاح، وندأب حالياً على العمل للمساعدة في تحقيق ذلك، إلا أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في هذا البلد حول الدول التي سندعمها. وذلك قرار لا يمكن لأحد اتخاذه سوى الرئيس، والحلف ككل يتخذ القرار بشأن ما إذا كنا سندعم ثلاث دول أو دولتين أو دولة واحدة، أو أي قرار آخر يتعلق بمزيد من التوسعة.وهناك دولتان أخريان أعربتا عن رغبتهما في الانضمام إلى عضوية ناتو، وقد كتبتا إلى الأمين العام وقالتا إنهما ترغبان المشاركة في "خطة العمل الخاصة بالعضوية" وهما أوكرانيا وجورجيا.وموقفنا المرتكز إلى مبدأ، حول ما إذا كان سيتم اتخاذ قرار في بوخارست يوافق على خطة العمل الخاصة بالعضوية أم لا، هذا القرار أو الموقف ينبغي أن يكون أنه يتعين علينا أن نكون قادرين على دعم الشعوب ودعم الدول التي تريد أن تشيد مجتمعات متينة وديمقراطية وآمنة وعلى العمل معاً لتعزيز الأمن في دول الجوار وفي العالم. وبالتالي، فإننا نعتقد بشدة أن على ناتو أن يصدر إشارة إيجابية كتلك".وحول موضوع حلف شمال الأطلسي وكوسوفو والأمن،فقد ذكر كبير مساعدي وزيرة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا، بأنه لن يتحدث عن كوسوفو بإسهاب "ولكنني أريد فقط التأكيد على أن لدى ناتو مهمة خاصة في كوسوفو هي إدارة عملية قوات أمن كوسوفو (كفور)، للمحافظة على الأمن في كوسوفو وعلى حرية التنقل، وحماية الأقليات والمؤسسات الدينية داخل كوسوفو. تلك هي مهمة كفور هناك. وهي تبذل الكثير من الجهد للقيام بذلك.وأعتقد أن 90 بالمائة أو أكثر من 80 بالمائة من القوات في كوسوفو هي قوات أوروبية. وليس لدى الولايات المتحدة هناك سوى 1700 جندي. ولكن
الدور الموكل إلى قوات أمن كوسوفو، وهي عملية تابعة لناتو، مهم جداً في كوسوفو في وقت نشاهد فيه كوسوفو تقيم استقلالها. ومنظمة حلف شمال الأطلسي ملتزمة بمواصلة العمل حتى تحقق ذلك وإنجاز مهمتها.وحول موضوع الدفاع الصاروخي في أوروبا أكد أنه" أمر أعرف أنه أثار الكثير من النقاش داخل أوروبا. وأنا أنظر إلى الأمر على النحو التالي: تنص المادة الخامسة في معاهدة ناتو أساساً على أنه يفترض في ناتو حماية أراضيه وشعوبه من التهديدات. ولدينا التزام بالدفاع المشترك. وهي لا تنص على أننا سنحمي أنفسنا من كل شيء سوى الصواريخ. بل تنص على أنه ينبغي علينا القيام بهذا. ومع نشوء التهديدات الصاروخية التي يمكنها ضرب أراضي التحالف ومراكزه السكانية، ما على المرء سوى تصور ما سيسببه ضرب صاروخ ما لمدينة أوروبية. سيكون ذلك مدمرا.وعليه، فإن الحصول على نظام دفاعي يمكنه تدمير صاروخ في الجو كي لا يمكن حدوث مثل ذلك الخراب هو خطوة لافتة تكنولوجياً، ولكنها أيضاً خطوة سياسية لافتة لأنه يعني أن ناتو يؤدي وظيفته في مجال الدفاع المشترك.ونحن نتحدث هنا عن عدد محدود جداً من الصواريخ المعترضة. إننا نتحدث عن صواريخ معترضة لا تحمل رؤوساً حربية. إنها أدوات قتالية لتدمير الصواريخ القادمة. ولكنها تشكل، في رأيي، إسهاماً مهماً لأمن ناتو عموما.وأود التطرق الآن إلى حفنة من القضايا. وإحدى هذه القضايا هي أننا أثناء تطويرنا القوات القادرة على الانتشار ودعم نفسها في أماكن بعيدة، اكتشفنا أيضاً ثغرات في غاية الأهمية تظهر ما لا نملك الكفاية منه. وكان أحد هذه الأمور، خطوط الإمدادات الجوية، الجسور الجوية الاستراتيجية، وهي بالغة الكلفة ولم يكن بمقدور عدد كاف من الدول نقل قواتها بنفسها من وإلى ساحة العمليات، فقمنا لذلك بإطلاق مبادرة في قمة ريغا في سنة 2006 لتشكيل ائتلاف من الدول شاركت فيه الولايات المتحدة لشراء بعض طائرات سي-17 لكي نتمكن من توفير خطوط الإمدادات الجوية.وما زالت هذه العملية جارية. وهي تبدو متواضعة، 3 أو 4 طائرات. ولكنها باهظة الثمن وتفوق ما يمكن لدولة واحدة القيام به بمفردها. وبالتالي فإننا نوجد، من خلال توحيد مواردنا، القدرة على إقامة الجسور الجوية التي سيمكنها عندئذ دعم عمليات ناتو أو دعم عمليات يتزعمها الاتحاد الأوروبي أو دعم احتياجات دولة ما منخرطة في عملية في مكان ما، على أساس كونها ساهمت في الثمن وتملك الآن حصة في ساعات النقل التي تقوم بها تلك الطائرات.كما ظهرت ثغرات أخرى أيضاً وعلينا أن نردم تلك الفجوات تدريجا. ولعل الطائرات المروحية من أهم الفجوات التي سنحددها. والمقصود بذلك هو القدرة على تسيير خطوط الإمدادات الجوية التكتيكية في ساحة العمليات مثل أفغانستان بحيث تكون المروحيات مجهزة بالإجراءات الوقائية الضرورية، وحيث نكون قد نشرنا فرق صيانة وعمليات لوجستية تستطيع المحافظة على قدرة المروحيات على الطيران. وهذا أمر مكلف جداً وصعب جدا، ولا يوجد لدينا ما يكفي من فرق الصيانة والعمليات اللوجستية كما لا يوجد لدينا بشكل عام كحلف عدد كاف من الطائرات المروحية، ومن الضروري بالتالي أن ننفق أكثر على ذلك. وهذا أمر يعكف الحلف على العمل عليه ونعتقد أننا سنحقق بعض التقدم فيه في بوخارست.وأمر آخر أردت الإشارة إليه هو قوات العمليات الخاصة. ولم يكن حلف شمال الأطلسي، حتى بدء العمليات في أفغانستان، قد حاول حقاً التنسيق بين قوات العمليات الخاصة التابعة للحلفاء. وقد بدأنا القيام بذلك ونجد أن التنسيق مثمر جداً ومفيد جدا، ولذا شكلنا خلية في أوروبا تعرف باسم شايب، تقوم فيها قوات العمليات الخاصة بالتنسيق مع بعضها بعضاً، ونعمل حالياً على تحقيق ذلك على الأرض أيضاً، كي تعمل الفرق المنشورة في أفغانستان مع بعضها بعضا. أما الثغرة الأخيرة فتتعلق بالقدرات. ورغم أنني أستطيع التحدث عن قوات كثيرة أخرى، سأشير الآن إلى قوة الرد التابعة لناتو. تم تشكيل قوة الرد التابعة لناتو نتيجة قرار تم اتخاذه في قمة براغ في سنة 2002 لإعطاء ناتو قدرة جاهزة ومعروفة وممارسة على النشر. وكان كل ذلك قبل تشكيلها عملية استجداء. كان ما يحدث هو أنه عندما تظهر أزمة، نضطر إلى الذهاب إلى الدول لنعرف أيها تستطيع التطوع من تلك غير المستخدمة في ذلك الوقت في عملية أخرى. وكان ذلك يجعل من الصعب جداً على حلف ناتو أن يعرف ما هو متوفر وما يمكن القيام به حقاً بسرعة. وهكذا تم تشكيل قوة الرد لمنح ناتو تلك القدرة.وشكلت كقوة كبيرة. فقد تم تحديدها على أنها قوة قوامها 25 ألف عنصر تملك طائفة كاملة من القدرات، البرية والبحرية والجوية والاتصالات والنقل والمواصلات. وما حدث بعد ذلك هو أن حلف ناتو أصبح منخرطاً اليوم إلى حد أكبر في عمليات جارية حاليا. ولم يعد الأمر تخطيطاً لحدث طارئ بل أصبح القيام بما هو حقيقة واقعة. وأصبحت مساندة العمليات الحقيقية ودعم مناورات قوات الرد والإبقاء عليهما أمراً في غاية الصعوبة من حيث ضخامة عدد القوات وضخامة نفقات الأجهزة ومن ناحية شغل قوات يمكن نشرها لولا ذلك في العمليات اليوم.وهكذا درسنا ما يمكننا القيام به لتنقيح فكرة قوة الرد. وأعتقد أن أبسط توضيح هو القول إننا بحاجة إلى قطع يمكن نشرها. يجب أن تتوفر لدى المرء قطع من قوة الرد يمكنها الانتشار بدون نشرها جميعاً في نفس الوقت، ويجب أن تكون تواريخ الجهوزية مختلفة بحيث لا يكون كل شيء على نفس المستوى العالي من الجهوزية في نفس الوقت، وإنما يمكن تمديد ذلك على امتداد فترة من الزمن. وهذه طريقة يمكن للدول المساهمة في القوات من خلالها تدبر أمر التكاليف".و"أود اختتام كلمتي ببعض الملاحظات. والملاحظة الأولى تتعلق بروسيا.... أريد التأكيد على أننا نريد العمل مع روسيا. إننا نعتقد أن لدى ناتو وروسيا الكثير من المصالح الأمنية المشتركة وأنه ينبغي علينا أن نكون قادرين على معالجتها معا.لقد تم تأسيس مجلس ناتو-روسيا في سنة 2002 خلال اجتماع قمة ناتو-روسيا. وأعتقد أننا لم نستكشف تماماً بعد إمكانيات مجلس ناتو-روسيا، وأنه ينبغي علينا القيام بذلك.إننا نود العمل معاً على (برنامج) الدفاع الصاروخي. فالصواريخ قادرة لا على ضرب أراضي ناتو فقط وإنما الأراضي الروسية أيضا. ونحن نرغب في العمل معاً في مجال الأمن في البلقان. وأعتقد أن ذلك يتوقف على كوسوفو مستقلة وعملية قوات كفور تحافظ على الأمن هناك. إلا أنه ينبغي علينا التطلع إلى المستقبل.ونحن راغبون في العمل معاً بشأن مستقبل معاهدة القوات التقليدية-أوروبا ونشعر بخيبة الأمل لأن روسيا اختارت تعليق تطبيق الاتفاقية، ولكننا نريد العمل معاً أيضاً للتغلب على ذلك التعليق كي نصل إلى نقطة لا نطبق فيها المعاهدة الحالية فقط وإنما أيضاً نقطة نكون قادرين فيها على إقرار معاهدة الأسلحة التقليدية-أوروبا المعدلة وما زلنا ننظر إليها على أنها إجراء هام خاص بالقوات التقليدية لأمن واستقرار أوروبا، وفي مجالات كثيرة أخرى أيضا.وهناك أمر آخر أردت التطرق إليه هو علاقات ناتو-الاتحاد الأوروبي لأننا نعتقد أنه من المهم جداً كون ناتو والاتحاد الأوروبي قادرين على العمل معا. ونحن نتواجد في الكثير من الأحيان في نفس الأمكنة محاولين المساهمة في نفس الحلول، سواء كان ذلك في كوسوفو أو البوسنة أو أفغانستان أو دار فور. ولناتو ميزة يتفوق بها مقارنة بالاتحاد الأوروبي من الناحية العسكرية إلا أنه بحاجة إلى اكتساب بعض الارتباط والقدرات للامتداد إلى الطيف المدني. وللاتحاد الأوروبي ميزة يتفوق بها مقارنة بناتو في الجانب المدني، ولكنه يعكف أيضاً على تطوير قدرات عسكرية، خاصة للقيام بعملات في أماكن لا يشارك فيها حلف ناتو، ونحن نشاهد ذلك حالياً في تشاد، على سبيل المثال. وبالتالي فإن ما نود رؤيته هو تمكن ناتو والاتحاد الأوروبي من العمل معاً بطريقة انسيابية إلى حد أكبر كمؤسستين في جميع المجالات المدنية/العسكرية لمعالجة إدارة الأزمات في الأماكن التي نحتاج إلى ذلك فيها.وبالتالي فإننا نأمل التمكن من مشاهدة تقدم بمرور الوقت. إلا أنه يتعين علينا أن نوضح أن موقف الولايات المتحدة على الأقل هو أننا نرغب في رؤية ناتو والاتحاد الأوروبي قادرين على العمل بشكل جيد معاً وندعم سياسة أمنية ودفاعية أوروبية يمكن التنسيق بينها وبين ناتو ويمكنها الاعتماد على القدرات الأوروبية للقيام بالأمور في الأماكن التي لا يتواجد فيها ناتو.ونقطة أخيرة، بعد قولي كل هذا عن التطورات السابقة في ناتو والسياق الذي نعمل فيه وما نتطلع إليه في قمة بوخارست، فإن كل الأمور رهن في النهاية بالإرادة السياسية؛ بأن علينا أن نريد ذلك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.