بعد مسيرة 7 أبريل 2002 التاريخية، رتفعت بعض الأصوات المأجورة متحدثة عن خطر معاداة السامية واليهود بالمغرب، وارتفاع هاته الأصوات يأتي في محاولة لصرف الأنظار عن الخطر الصهيوني الحقيقي.فهل يوجد بالمغرب بالفعل معاداة لليهود المغاربة؟ وإن وجدت فهل هي موقف سياسي أم موقف ديني؟ وما الفرق بين الموقفين؟ ولماذا لا ترتفع هذه الأصوات عندما يذبح المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؟ ولماذا يرفع هذا السيف المسلول في كل مرة يزداد فيها التقتيل والتنكيل الصهيوني بالمستضعفين الفلسطينيين؟ محاولة من "التجديد" في تقريب وجهات نظر الفاعلين في المجتمع السياسي المغربي، التقطنا مجموعة من التصريحات لتسليط مزيد من الضوء على هذه القضية. عبد الباري الزمزمي :اللاسامية شعار مرفوع من قبل الأذناب والعملاء هذا الطرح لم يعد له فائدة في هذه الأيام، بل وبعد احتلال اليهود لفلسطين، الفرق بين اليهود والصهيونية ما النتيجة؟ ما نراه اليوم في فلسطين من جرائم فظيعة لم تر البشرية مثلها، حتى الأجانب الذين هم ليسوا بعرب ولا مسلمين يستنكرون تلك الجرائم والفظائع القاسية التي لم يعرف الناس مثيلا لها حتى في الحروب، ونحن نعرف أنه منذ مدة غير بعيدة كان الإعلام العربي يسمى دولة اليهود بالكيان الصهيوني، وهذه متداولة في الإعلام العربي. وفي السنوات الأخيرة غابت هذه الصفة وحل محلها "إسرائيل" كأنها دولة معترف بها، ولها حقوقها. ونحن نرى الواقع بدون الرجوع إلى النظريات: الفرق بين اليهودية والصهيونية، الواقع الآن أن اليهود الذين هم في فلسطين كلهم مجرمون، لأن المجرم شارون وصل إلى الحكم بأصواتهم أكثر من 70%، إذن كل ما يرتكبه شارون ينوب عنهم فيما يرتكبون من جرائم وتقتيل، وما زال يهدد بشن حرب لا هوادة فيها، إذن كل روح تزهق أو دار تخرب إلا وشارون ينوب عن شعبه، إذن فاليهود هم الصهاينة والصهاينة هم اليهود، فما الصهيونية؟ هي تخطيط للجرائم والإفساد في العالم، وهم ينفذون خطط الصهيونية، وهؤلاء في المغرب أذناب وأبواق مثل البضاعة المعروضة في الرصيف على الشارع لكل من يشتري، فهؤلاء أناس أعدوا أنفسهم للبيع، فكل من اشتراهم ودفع الثمن فهم يخدمونه،ولهذا فأنا قلت فيما مضى إنهم "إخوة اليهود" وهذه الصفة والحمد لله هم يؤكدونها بأنفسهم، وحتى في وقت غير مناسب، ولو كان عندهم العقل والذكاء والحكمة، فهذا الوقت غير مناسب للدفاع عن اليهود حتى لو كانوا على حق، لأن اليهود: الكل يبغضهم ولا تجد أحدا يحمل أدنى اعتذار لليهود، إلا من كان مثلهم، وهؤلاء أناس تحركهم الأيادي الخارجية، ولا يملكون دينا ولا أخلاقا ولا كرامة ولا أي شيء من هاته القيم، وهذه خلقياتهم ولو كان عندهم أدنى ذوق لراعوا شعور الشعب والأمة العربية والإسلامية. وعن تأثير هذه الحملة على حركة التضامن الشعبي أوضح الأستاذ عبد الباري الزمزمي أن هؤلاء الناس يحملون حقدا دفينا وعميقا على الإسلام والمسلمين، وهذا الحقد يظهر ويتفجر في كل مناسبة، وهذه المناسبة ينفثون فيها حقدهم على الإسلام في صيغة معاداة السامية والتفريق بين الصهيونية واليهود وإسرائيل. وهذه شعارات يرفعونها،لضرب الإسلام والمسلمين بكل الطرق والأساليب، فعندما تسنح لهم الفرصة لينفسوا فيها عن حقدهم فهم ينتهزونها، وأضاف: هذا تشويش على الحملة التضامنية والتعاطف مع الفلسطينيين حتى من غير المسلمين، ومع ذلك فلا يمكنهم أن ينالوا من هذا التعاطف وهذا التضامن أو يمسوه بسوء إنما محاولات يائسة. عبد الصمد بلكبير: اليهودية الحاخامية أخطر من الصهيونية إنني على يقين بأن للصهيونية بل ولليهودية أصابع وخيوط لا تتوقف في فلسطين أو في أوروبا أو في الولاياتالمتحدة بل تمتد إلى غير ذلك من المناطق بما فيها ساحتنا الوطنية، فبدون شك فإن المصالح التي توحد إرادة الصهاينة والاستعمار اليهودي في فلسطين تجمع من جهة من لهم نفس المصلحة في الساحة الوطنية، أما بخصوص هذه القضية: قضية اللاسامية، والخلط بين الصهيونية واليهودية فيكفي التذكير بأننا سواء على مستوى البحث العلمي أو على مستوى تفكيرنا الديني الذي أكدت كثير من خلاصاته الأبحاث العلمية يثبت بأن اليهودية المحرفة، وللأسف هي اليهودية السائدة. اليهودية الحاخامية لا تقل أثرا إن لم تكن تزيد عن الصهيونية، وبالتالي يصعب فعلا الفصل بين المستويين، ولذلك المطلوب فعلا هو تحرير تحرير اليهودية الحاخامية المحرفة، والتي لم تكن الصهيونية بمعنى ما، سوى محاولة لإصلاحها، وهذه هي المفارقة، إذا الأخطر من الصهيونية هي: اليهودية الحاخامية وليست الصهيونية سوى محاولة إدماج الفكر الأوروبي الحديث المنعوت ب "الحداثي" ضمن أفكار وعقائد وإيديولوجيا تشمل الكثير من الخرافات والأساطير والترهات والعنصريات، والعدوانيات التي نعرف عنها الكثير من خلال النصوص التي يحاول اليهود المحرفون أن ينشروها وسط مجتمعاتهم اليهودية للأسف، ومن ثم فأعتقد أن على المناضلين عموما أن يتجاوزوا هذه العقدة وأن يتوجهوا بأصابع اتهامهم لما يتجاوز الصهيونية نحو اليهودية المحرفة والتي تستغل اليهود وتحرف توجهاتهم ضدا على مصالحهم وضدا على الإنسانية جمعاء، وللأسف فإن هذه الخرافة خرج بها الفكر منذ القرن 19 ويتحدث بها الكثير من اليهود المتحررين اليوم، في حين نلاحظ أن العرب المسلمين ومنهم مغاربة يتحرجون ويتشككون ويترددون في مواجهتها، والحال أن المطلوب هو ترقية الصراع من محاربة الصهيونية إلى محاربة اليهودية التحريفية. المقرئ الإدريسي أبو زيد: انكشفت الوجوه العلمانية والحداثية المتصهينة من الخصوصيات السلبية التي تميز وطننا المغربي أمران يمثلان وجهين لعملة واحدة: من جهة مسارعة النظام المغربي ومنذ فجر الاستقلال إلى دعم الخط الصهيوني العام ودعم الخط الصهيوني العام ودعم دولة >إسرائيل< عن طريق تهجير اليهود المغاربة أو عن طريق دعم ما سمي بمخطط السلام والتسريح بتأهيل الحركة الصهيونية العالمية باسم المساهمة في تعيين أدوات وآليات واتفاقات السلام، من جهة أخرى كون النخبة المتصهينة بالمغرب لا تستحيي إطلاقا من أن ترفع عقيرتها بكل ما يمكنه في نهاية المطاف أن يصبح في صالح الأطروحة الصهيونية حتى في الحالات السيئة جدا للأوضاع في فلسطين أو في أقصى حالات الالتفاف الصهيونية. وفي هذا الإطار عرفنا محطات كبيرة جدا انكشفت فيها وجوه وانفضحت فيها أقلام، وسقطت فيها أقنعة من جهات سياسية وإعلامية كثيرة في نخبنا المغربية المعروفة بشعارات التقدمية والحداثة والعلمانية والموضوعية والواقعية، والمعروفة أيضا كوجه آخر بمعاداة الحركة الإسلامية ومعاداة شعاراتها وأبجديتها وأولوياتها، إلا أنه مؤخرا بعدما حصل في فلسطين، وبعد وصول شارون، وبعد الإجرام الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية في جنين ونابلس ورام الله وطولكرم، وبعد سقوط كل الأقنعة وبعد الانقلاب حتى على الأداة الفاعلة للسلام المزعوم وهو عرفات وزمرته لم نكن نتصور أن الوقاحة عند نخبنا المتصهينة تصل إلى درجة الاستمرار في دعم الصهيونية، وفي دعم "إسرائيل" ولو بمسميات تبدو في ظاهرها إنسانية ومتجردة كمسمى "معاداة السامية" ومواجهة "النازية الجديدة" والحاصل أن هذا الشعار: شعار صهيوني وأداة للإرهاب الفكري والإعلامي الصهيوني ترفعه في وجه كل من يستنكر جرائمها أو يفضح خلفياتها أو يحاول أن يبين للناس مخططاتهم التآمرية في استعمالهم لمعاداة السامية، ومن جهته انكشاف مفضوح للولاء للمصطلح والمفهوم والأداة >الإسرائيلية< ومن جهة أخرى استعمال في غير محله لأن شارون يستعمل هذا الشعار هو وزمرته في أوروبا حيث لمصطلح معاداة السامية وجه من الأوجه التاريخية والسياسية والإعلامية، ولم يستعمل هذا في بلاد فيها عرب وساميون أيضا في وجه المسلمين رصيدها من إحسان المعاملة لليهود عبر التاريخ رصيد مثالي فهذا مما يدل على الأعمال المزدوجة والغباء الغليظ والوقاحة التي لم يسبق لها نظير. أما أن يكون ذلك مقدمة للحد من الأنشطة المساندة لفلسطين، فأصلا هذه الأنشطة محدودة. هل عندنا مؤسسات كما في دول الخليج، أو مظاهرات رغم دعم الصهيونية في تاريخنا الرسمي القريب والبعيد، على الأقل تكفيرا عما فعلناه في حق المصريين عند ما ورطناهم في كامب ديفيد أو الفلسطينيين عندما ورطناهم في "غزة أريحا" وما زلنا نحن طليعة التطبيع وطليعة الاختراق وطليعة الخنجر المغروسة في ظهر الأمة العربية من الخلف على بعد مع خطوط التماس وعلى بعد مع الشأن الذي قد يفهم منه اضطرار بلد كمصر إلى التعاطي بالتعامل وهي بعيدة عن العمق الاستراتيجي لبلادنا إعلاميا ونفسيا، ثم بكل وقاحة تدعم أطروحة الصهيونية في أحلك ظروف عملية السلام كما يزعمون، ويكون ذلك مقدمة لمزيد من حرمان المغاربة من حق البكاء مع الفلسطينيين، ومن حق إبراز عواطفهم فأظن أن هذا مأمولهم وعلمهم الصهيوني القذر، نظن أن الشعب المغربي لهذا الحلم بالمرصاد، ونتمنى في نهاية المطاف أن تنتصر إرادة الشعوب وتنتصر البوصلة الفطرية التي توجه الجماهير نحو المعسكر الحقيقي ونحو المعسكر المظلوم، ونحو المعسكر الذي له السمة الكونية والسمة الشرعية. محمد بنسعيد آيت يدر:معاداة السامية كلمة للتغطية على الإجرام الصهيوني مجالات الاتهام الحقيقي على الصهيونية وعلى القمع الذي تقوم به الصهيونية على الشعب الفلسطيني، فهناك بشر متماثلون لا يوجد هذا السامي وغير السامي ولدته أمه سواء يهودي أو مسيحي أو مسلم، فكلمة السامية لتغطية الإجرام فقط. ولتغطية أفعالها الإجرامية تطرح "معاداة السامية" في أوروبا وغيرها، وهذه القضية لا توجد عندنا، فالنساء مسلمات، فعناصر لقيطة من أوروبا احتلت أراضي الغير "الشعب الفلسطيني" واستعملت لضرب التقدم في الوطن العربي واستعمال الخيرات الموجودة فيها، وهذا هو الوجه الحقيقي للصهيونية، فالمغرب كشعب متضامن مع القضية الفلسطينية تضامنا مطلقا ضد العدوان والغطرسة والقمع الوحشي، وضد أمريكا التي تساند "إسرائيل" بأسلحتها وسكوتها بغرض مصلحي فقط الدفاع عن مصالحها في الوطن العربي، وليس الدفاع لا عن اليهود ولا السامية ولا عن الحرية. وأوضح السيد بنسعيد أن الصهيونية تكونت على "اغتصاب الأرض" وعلى عنصرية "شعب الله المختار" وهذا كله مزيف والهدف منه استمرار استغلال الخيرات الموجودة في هذه المنطقة، ولهذا نجد اليهود الأرثوذوكس ضد الصهيونية وهم يهود يدافعون عن اليهودية كدين يهودي. عبد الغني بوضرة