المغرب بعد مصر في مقدمة عدد المشتركين في خدمة الانترنت عربيا قال الخبير في المعلوميات والاتصالات، يحي اليحياوي، إن العبرة ليست بعدد المرتادين وتطوره بل باستخدام وتوظيف المرتادين لها في المغرب، كما اعتبر أن ارتفاع الإقبال على الشبكة العنكبوتية هو أمر طبيعي بالنظر إلى كونه أصبح جزءا من الحياة اليومية للمواطنين، وأضاف اليحياوي في تصريح ل"التجديد" انه يعتقد أن معظم المرتادين ما يزالون يتعاملون مع الأنتيرنيت بطريقة بدائية ومتخلفة وذلك بالتركيز على "الدردشات" واللعلب الإلكتروني لكونها من الاكتشافات الأولى للانتيرنيت بدل استثمارها في البحث العلمي والتواصل بهدف خلق حراك ثقافي افتراضي. وتساءل الباحث الإعلامي عن موقع هذه المعطيات أمام تصريح وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديث الذي صرح بأن ثلثي الإدارات المغربية لا تتعامل مع الأنتيرنيت وما تزال تعتمد الأوراق، كما تساءل اليحياوي، عن مستوى التواجد المغربي في هذه الفضاءات وعن عدد الكتب الثقافية المنزلة به. وكشفت دراسة للاتحاد الدولي للاتصالات أن المغرب احتل المرتبة الثانية عربيا في عدد المشتركين في خدمة الانترنت، بعدما تجاوز عدد مشتركيه 13 مليون مشترك. وكشفت أرقام الاتحاد الدولي للاتصالات حول 233 بلدا سنة 2010، أن المغرب جاء بعد مصر متقدما على مجموعة من الدول العربية. وأفاد الاتحاد أن جمهورية مصر العربية احتلت الرتبة الأولى، ببلوغ عدد مشتركي الانترنت إلى 21.7 مليون مشترك، في حين يبلغ عدد السكان المصريين 81 مليون مصري حسب آخر الأرقام. وقال الاتحاد في تقريره المذكور، إن هذه الأرقام مرشحة لارتفاع كبير بالنسبة للسنة الجارية 2011، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر ومواقع الأخبار، تزامناً مع الربيع العربي والذي شكلت فيه الشبكة المعلوماتية محور أساسي في تكوين الرأي العام السياسي البديل بالمنطقة. وكشفت دراسة أخرى حديثة أن الأشخاص المدمنين على الإنترنت يتعرضون لتغيرات تطال تركيبة بعض المراكز الدماغية لديهم، فكلما زاد إدمانهم على الشبكة العنكبوتية كلما برزت لديهم تغييرات في هذه المراكز، مما قد يعرض حياتهم للانهيار. وأوضح البروفيسور التشيكي "ياروسلاف بيتر" المشرف على الدراسة، أن حياة المدمنين على الإنترنت تنهار عادة بشكل مأساوي مشابه لما يؤول إليه المدمنون على المخدرات أو الكحول، مشيرا على سبيل المثال إلى أن 7 بالمائة من الأطفال والشباب في المدن الصينية أصبحوا مدمنين على الإنترنت. وحذر أصحاب الدراسة المذكورة، من أن الإدمان على الإنترنت لا زال لم يعتبر بعد مرضا نفسيا كاملا، غير أن هذا الإدمان يرتبط عادة بتعقيدات نفسية أخرى من قبيل التوتر والكآبة، ما يعني أن الإدمان على الإنترنت يشكل أحد مظاهر إشكالات الشخصية، وهو ما قد يمثل مرحلة تمهيدية للانتقال إلى عالم الأمراض والاضطرابات النفسية. وكانت دراسة أمريكية سابقة قد أظهرت أن واحدا من بين 25 مراهقا في الولاياتالمتحدة، يقول إن لديه "نزوعا لا يقاوم" نحو زيادة الوقت الذي يمضيه على الإنترنت، الأمر الذي حدا بالخبراء إلى التساؤل حول ظاهرة "إدمان الشبكة" لدى جيل الشباب. وعلق اليحياوي على الدراستين بالقول ليت الإدمان في المغرب كان ثقافيا. ومن جهته قال عبد العزيز الهلالي، رئيس الجمعية المغربية للأنتيرنيت، إن الإدمان على الأنتيرنيت موجود. وأضاف، إن المهدد أكثر بخطر الإدمان هم الشباب والأطفال خاصة من يتعاطى أكثر منهم للألعاب على الأنتيرنيت، وأوضح، أن الرهان في هذا الموضوع هو على التربية وهي وحدها الكفيلة بتوجيه الناشئة إلى ما هو صالح في الأنتيرنيت وترك ما هو طالح. يذكر أن أن عز الدين المنتصر بالله مدير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، سبق أن أشار إلى أن عدد مستعملي الانترنيت حتى نهاية 2009 وصل إلى 13 مليون مستعمل، ونفاذ أجهزة الكمبيوتر بالنسبة للأفراد هو 8 في المائة وبالنسبة للأسر 32 في المائة وعدد نوادي الانترنيت 9239 . وحسب نشرات إحصائية سابقة للوكالة ذاتها فإن نسبة المشتركين في الانترنيت ماتزال ضعيفة، إذ أكدت الوكالة أن عدد هؤلاء المشتركين لا يتجاوز مليون و866 ألف و963 مشترك. ملحوظة: وقع خطأ تقني في عدد أمس ونشر الخبر منقوصا وإعدناه اليوم، فمعذرة للقراء ولمصادر "التجديد".