أعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» عن انطلاق أولى سفن «أسطول الحرية 2»، مساء السبت 25 يونيو 2011، باتجاه قطاع غزة المحاصر، من أحد الموانئ الفرنسية، فيما يعتزم نشطاء يهود من أوروبا وأمريكا وكندا مساندون للحقوق الفلسطينية للمشاركة ضمن سفن الأسطول رغم تحذيرات الخارجية الأمريكية من الإقدام على الخطوة والتي قوبلت بانتقادات شديدة من منظمي الحملة. وقال مازن كحيل، عضو الحملة، في تصريح صحفي: «إن أولى سفن «أسطول الحرية 2»، التي تحمل اسم «الكرامة»، انطلقت من ميناء كورسيكا الفرنسي، وهي في طريقها إلى نقطة انطلاق باقي سفن الأسطول»، موضحًا أن هذه السفينة ستلتحق بسفينة فرنسية أخرى تحمل اسم «لويس مايكل»، حيث ترسو الآن في أحد موانئ اليونان. وأشار كحيل إلى أن بعض سفن «أسطول الحرية 2» تواجه بعض العقبات التقنية، التي ربما تتسبب في تأجيل موعد انطلاقه المقرر منتصف هذا الأسبوع. وفي محاولة يائسة لمنع سفن كسر الحصار من تحقيق هدفها، أقدمت مجموعة مجهولة يشتبه بعلاقتها بجهاز الاستخبارات الصهيوني الخارجي «الموساد» بمحاولة تعطيل إحدى سفن «أسطول الحرية 2»، التي ترسو في أحد الموانئ اليونانية. يأتي ذلك بعد تأكيدات قادة الكيان الغاصب بأنهم سيمنعون سفن الأسطول من الوصول إلى شواطئ غزة، والتي كان آخرها ما ذكرته إذاعة الاحتلال الصهيوني، صباح أمس، من أن حكومة العدو سمحت للجيش بالتصدي لأي سفينة متجهة للقطاع المحاصر منذ سنوات. ونقلت وكالة «قدس برس» عن مصدر في «ائتلاف أسطول الحرية»، السبت، قوله إن عناصر حاولت تخريب محرّك إحدى سفن الأسطول، إلا أن طاقم الملاحة الخاص بالسفينة اكتشف أمرهم خلال تفقّده لبعض المعدات، وقد فروا من المكان، لافتًا النظر إلى تعمّد عدم الإعلان عن رسوّ السفن تحسبًا لأي محاولة صهيونية لتعطيلها، كما فعلت في أسطول الحرية الأول. وأضاف بأنه في أعقاب هذه الحادثة؛ بدأ المشاركون على متن سفن «أسطول الحرية 2» بالتناوب على حماية هذه السفن «من أي محاولة لتخريبها ومنعها من الإبحار نحو قطاع غزة في غضون الأيام الثلاثة المقبلة». وكان الاحتلال الصهيوني هدد بانتهاج شتى الطرق من أجل منع سفن أسطول الحرية من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، لا سيما استخدام القوة العسكرية ضد الأسطول والمتضامنين على متنه، كما حدث مع الأسطول الأول الذي استشهد فيه تسعة متضامنين قبل أكثر من عام. يذكر أن الحكومة الصهيونية وجهت، الجمعة الماضية، «رسائل تحذيرية» إلى الدول التي من المتوقع أن تُبحر منها سفن «أسطول الحرية 2» باتجاه قطاع غزة المحاصر للسنة الخامسة على التوالي، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية التي تمنعها سلطات الاحتلال. مشاركة يهودية ولتعزيز دعم الأسطول الإنساني في مواجهة التهديد الصهيوني، أفادت جهات منظمة ل «أسطول الحرية 2» أن نحو ستة وعشرين يهوديًا من عدد من الدول الأوروبية وكندا والولايات المتحدةالأمريكية سيشاركون على متن سفن الأسطول. وقالت مصادر في «ائتلاف أسطول الحرية 2» في تصريحات، أول أمس بحسب وكالة قدس برس : «إن نحو ستة وعشرين يهوديًا سيشاركون في أسطول الحرية، من بينهم ديلان بينر عضو اللجنة التوجيهية لمؤسسة «أصوات اليهود» المستقلة وأحد منظمي القارب الكندي إلى غزة، فيفيني بورزسولت من مؤسسة «يهود ضد الاحتلال» في أستراليا، الفنان العالمي السويدي درور فيرر أحد منسقي السفينة السويدية». من جانبه؛ اعتبر رامي عبده، عضو «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة»، المشاركة اليهودية في «أسطول الحرية 2» ومن مختلف الديانات الأخرى المسيحية والإسلامية من شتى دول العالم، دليلا على أن هدف الأسطول إنساني بحت، ويدحض مزاعم الحكومة الإسرائيلية بأن الأسطول يشكّل خطرًا على الأمن الإسرائيلي. وكانت الحملة قد أفادت بمشاركة اثنتي عشرة دولة أوروبية بسفن تمتلكها بشكل منفرد أو بصورة مشتركة، وسيكون على متنها عشرات البرلمانيين الأوروبيين والشخصيات السياسية رفيعة المستوى، إلى جانب مئات المتضامنين الدوليين، كما ستشارك أكثر من أربعين وسيلة إعلامية عالمية وستعمل على توفير تغطيات مباشرة. وشددت الحملة الأوروبية، وهي إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية، على ضرورة أن توفّر الدول الأوروبية، التي سيشارك برلمانيون ومواطنون منها في هذا الأسطول، الحماية من أي اعتداء صهيوني، مشيرة إلى الاعتداء الذي تعرّض له أسطول الحرية الأول في الحادي والثلاثين من ماي الماضي، والذي أسفر عن استشهاد تسعة متضامنين دوليين. تنديد بالموقف الأمريكي وكانت «الحملة الأوروبية» قد استنكرت موقف الإدارة الأمريكية من «أسطول الحرية 2»، والذي عبّرت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في وقت سابق الأسبوع الماضي، معتبرةً أن مهمة الأسطول الإنسانية «عملٌ استفزازي» للاحتلال الصهيوني. واستهجنت الحملة، في تصريحٍ مكتوبٍ لها، أن تقوم كلينتون ب «منح الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر الأمريكي لمهاجمة الأسطول، بما يحمله من متضامنين دوليين من نحو أربعين دولةً حول العالم، بينهم سياسيون وإعلاميون ومحامون ونشطاء حقوق إنسان». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد صرّحت بأنه «من غير المفيد أن تدخل أساطيل المياه الإسرائيلية، لمجرد الاستفزاز، وتضع نفسها في موضعٍ يكون فيه للإسرائيليين حق الدفاع عن النفس». ورأت الحملة الأوروبية في تصريح كلينتون إدانة غير مقصودة لممارسات الاحتلال، معتبرة إياه بأنه يحمل في طياته مبعث «فخر لكل الأحرار الذين يشاركون في جهود كسر الحصار، وذلك عندما قالت إن «إسرائيل» أقرت هذا الأسبوع (الماضي) التزاماتٍ ملحوظةً بشأن المساكن في قطاع غزة، وسيكون بالإمكان إدخال مواد بناء إلى غزة». كما اعتبرت الحملة أن الإدارة الأمريكية بتأييدها استمرار فرض الحصار على قطاع غزة، يفقدها مزيدًا من مصداقيتها، التي تتآكل شيئًا فشيئاً عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. وأوضحت أن «الاستفزاز الأكبر في هذه الحالة أن يُسمى العمل الإنساني، الذي تشرف عليه حركاتٌ داعمةٌ لحقوق الانسان في العالم بأنه عملٌ استفزازي». وجددت الحملة وهي إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية ، التأكيد على أنها مصرةٌ على الإبحار نحو قطاع غزة، مشددةً على أن «القضية التي يحملها المتضامنون على متن سفن الأسطول قضيةٌ عادلةٌ وإنسانيةٌ، وأن سبلهم في تحقيق هدفهم شفافة، حتى لا يبقي لمن يتربص بهذه السفن أي مبرر لاعتراضه». يشار إلى أن «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة»، أحد أكبر المشاركين في الأسطول، قد أكدت بأن «هناك إصرارًا كبيرًا على المضي في التحرّك حتى تحقيق الهدف بالوصول إلى قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية التي تحملها السفن إلى المحتاجين إليها، على الرغم من التهديدات الصهيونية المتصاعدة.