قدَّرت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة إحدى الجهات المؤسِّسة لائتلاف أسطول الحرية، وصول الأسطول إلى قطاع غزة في اليوم الأخير من الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن الأسطول يتحرَّك حتى الآن وفق ما هو مُخطَّطٌ له، وأن التهديدات الصهيونية باعتراضه لم تؤثر في خط سيره المقرر. وقالت الحملة، في تصريحٍ لها، يوم الأحد 23 ماي 2010 : إن انطلاق السفن الثلاث: التركية والجزائرية والكويتية، يعتبر إنجازًا للمرحلة الأولى والمهمة في تحرُّك أسطول الحرية الذي يضم تسع سفن؛ ثلاثٌ منها سفن شحن كبيرة تحمل ما يزيد عن أزيد من عشرة آلاف طن من المساعدات، في حين تُقل باقي السفن ما يزيد عن 750 متضامنًا أجنبيًّا. وأوضحت الحملة الأوروبية ومقرُّها بروكسيل أن المرحلة الثانية من تحرُّك أسطول الحرية المتمثلة في انطلاق سفينة شحن أوروبية من اليونان اليوم الإثنين تلحقها باقي السفن يوم غد الثلاثاء باتجاه السواحل القبرصية، ومنها إلى قطاع غزة المحاصر، في حين أن الموعد الأوَّلي لوصول الأسطول إلى غزة هو مساء يوم الجمعة المقبل، مشيرة إلى أن سفينة راشيل كوري، التابعة لحركة غزة الحرة تتحرك باتجاه اليونان؛ حيث وصلت مساء الجمعة الماضية قبالة شواطئ البرتغال ويُتوقَّع أن تلحق بباقي الأسطول قبل الانطلاق تجاه غزة. بثٌّ فضائيٌّ ويحظى الأسطول بتغطيةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ؛ فإلى جانب أن الأسطول سيحمل على متنه أجهزة بثٍّ فضائيٍّ لأول مرة، هناك ما يزيد عن 36 صحفيًّا يعملون في 21 وكالة أنباء ووسائل إعلام عالمية؛ حيث سيكون نقل وقائع تحرُّك الأسطول أولاً بأول في مختلف القنوات حول العالم. فقد أجرت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة تغييرات طارئة في نوعية المشاركين الذين سجَّلوا أسماءهم للذهاب إلى غزة؛ وذلك في إطار التحرُّكات الهادفة إلى مواجهات التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لأسطول كسر الحصار الدولي. وأوضحت أنه تقرَّر الاعتذار إلى عددٍ من المتضامنين الأجانب، وتخصيص مقاعدهم لوسائل الإعلام العالمية التي أعلنت رغبتها في مرافقة أسطول الحرية لممارسة عملها في التغطية الصحفية، لا سيما عقب تهديدات الجانب الصهيوني باعتراض السفن، مشيرة إلى أن من بين وسائل الإعلام الأوروبية التي سترافق أسطول الحرية، وستكون على متن القارب 8000 (نسبة إلى عدد الأسرى): أورو نيوز الأوروبية الناطقة بعدة لغات، وانفوا بال الإيطالية، وفريق كامل من التلفزيون البلغاري، وآخر من التلفزيون التشيكي، إضافة إلى مؤسسة دنيس الإعلامية في التشيك، إضافة إلى مشاركة قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية، وعدد كبير من الصحفيين والكتاب في صحف أوروبية متنوعة ووكالات أنباء عالمية، كوكالة رويترز والأكنومست الأوروبية، وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. مساعدات ومتضامنون يشار إلى أن أسطول الحرية يتكوَّن من تسع سفن؛ هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علمَي تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وست سفن لنقل الركاب تُسمَّى إحداها القارب 8000 نسبة إلى عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني. واكتفى الأسطول بحمل 750 مشاركًا من أكثر من 60 دولة رغم أنه تلقَّى عشرات الطلبات للمشاركة، في حين سيكون ضمن المشاركين في الأسطول؛ 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية؛ من بينهم عشرة نواب جزائريين. وسيكون من بين المشاركين البارزين في الأسطول أيضًا عضوا البرلمان الأيرلندي كريس أندرو وإينجوس أوسنديغ، وعضو البرلمان الأوروبي كرياكوس تريانتافيدليز، والزعيم السياسي البلغاري كيراك تسونوف، والنائب السابق في مجلس الشيوخ الإيطالي فرناردو روسي، ورئيسة حزب المصلحة العامة في إيطاليا مونا ببيتي، والسياسي النرويجي المعروف إيرلنج فولكفورد، والكلونيل الأمريكي الأسبق آن رايت المعروف بمعارضته الحرب على العراق، وعدد من النواب الأوروبيين والأتراك والجزائريين، وتحمل سفن الأسطول أكثر من عشرة آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الصهيونية على غزة مطلع عام ,2009 كما تحمل معها 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركيًّا، لا سيما أن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق بغزة. انطلاق الأسطول يذكر أن الأتراك أقاموا، أول أمس، في ميناء سراي بورنو بمدينة إسطنبول، احتفالاً ضخماً بمناسبة انطلاق أسطول الحرية. وشارك في الاحتفال رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48 الشيخ رائد صلاح وممثلون من بلاد إسلامية وعدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني التركية، بالإضافة إلى آلاف من المواطنين الأتراك حاملين الأعلام التركية والفلسطينية، مما حوَّل الاحتفال إلى تظاهرة تضامن مع صمود سكان القطاع. وقبيل انطلاق سفينة مرمرة الزرقاء؛ ألقى ممثلو المنظمات الداعمة لحملة وجهتنا فلسطين وحمولتنا المساعدات الإنسانية، كلمات، عبروا فيها عزمهم لمواصلة تنظيم الحملات حتى ينتهي الحصار. وأكد رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية، بولنت يلدريم، أنهم لا يبالون بتهديدات الكيان الصهيوني ومصممون على إيصال المساعدات إلى القطاع. وقال فلتقل إسرائيل ما تريد، لقد حددنا هدفنا نحو غزة، ونحن لا نفعل شيئا مخالفا للقوانين، إننا نشارك في رفع الحصار والمعاناة عن أهل غزة. وفي كلمته خلال الاحتفال؛ أثنى الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سنة 1948 المشارك في الأسطول، على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، داعيا جميع زعماء الدول العربية والإسلامية أن يتعلموا منه ويساندوا القضية الفلسطينية. وأما النائب من محافظة موش سراج الدين كاراياغيز؛ فأشار إلى أن الكيان الصهيوني الذي يفرض على غزة حصاراً غاشما، حوّلها إلى سجن كبير، مؤكدا أن سلاح الصهاينة لا يمكن أن يكون أقوى من إرادة الناس العازمين. وفي نهاية الاحتفال؛ انطلقت السفينة وسط أصوات التكبير ودموع المودعين. ومن المقرر أن تصل إلى ميناء أنطاليا التركية بعد 40 ساعة من انطلاقها. ومن المقرر أن تجتمع السفن المشاركة في الأسطول في المياه الدولية أولا، وبعد ذلك تنطلق نحو غزة، على أن تصل القافلة إلى ميناء غزة خلال 24 ساعة، وذلك في حالة إذا لم تعترضها القوات الصهيونية.