قتل 20 مدنياً، بينهم طفل في الثامنة من العمر، يوم الخميس 12 ماي 2011 برصاص القوات السورية في بلدة الحارة جنوب سوريا، وقصف دبابات الجيش لمدينة حمص، حسب ما أفادت منظمات حقوقية، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لمنع الرئيس السوري بشار الأسد من السفر لدوله. بموازاة ذلك، وصف أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ''الأسد'' بأنه ''مارق'' فقد شرعيته عندما مارس أعمال عنف ضد شعبه. وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن 13 شخصا قتلوا في مدينة الحارة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة درعا في قصف بالدبابات والأسلحة النارية. وذكر القربي أن القتلى سقطوا عندما قصفت الدبابات أربعة منازل في البلدة فقتل 11 شخصا وقتل آخران، وهما طفل عمره ثماني سنوات وممرضة. كما تحدث عن سقوط خمسة قتلى آخرين خلال قصف استهدف حمص في وقت سابق من اليوم نفسه، إضافة إلى قتيل قرب درعا. وأضاف، أن أغلبهم سقطوا عندما قصفت الدبابات أربعة منازل بينما قتل طفل وممرضة في إطلاق نار. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن منظمات حقوقية، أن تسعة قتلى وعشرات المصابين سقطوا جراء القصف الذي استهدف منطقة بابا عمرو بمدينة حمص. وذكرت الوكالة نقلا عن نشطاء أنه لا يسمح بدخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة، حيث يتلقى المصابون الإسعافات في الشوارع أو البيوت. ونقلت ''رويترز'' عن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة أن حمص تهتز بأصوات الانفجارات من قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حي بابا عمرو. كما قالت الناشطة الحقوقية سهير الأتاسي ل''رويترز'' إن مظاهرات حمص اندلعت رغم الحملة الأمنية المكثفة بعدما اقتحمت الدبابات عدة أحياء يوم الأحد ومقتل ثلاثة مدنيين. وأضافت أن ''النظام يلعب بورقة خاسرة بإرساله دبابات إلى المدن ومحاصرتها''. وتابعت ''السوريون رأوا دم أبناء وطنهم يسفك، وهم لن يعودوا أبدا إلى ما كانوا عليه''. من جانب آخر، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا تتمثل في منعه من السفر لدول الاتحاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه، أول أمس، في برلين إنه جرى استدعاء سفراء سوريا في ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى. وأعلنت الخارجية الألمانية عن ''حلقة ثانية'' من العقوبات ضد دمشق حال لم يتوقف على الفور القمع الدموي من قبل قوات الأمن ضد المعارضة السورية. وقال بيشكه: ''إذا لم يحدث تحول في الموقف فسوف تتضرر قيادة الدولة أيضا ''من العقوبات''''، في إشارة إلى بشار الأسد شخصيا. وكان الاتحاد الأوروبي قد أصدر قرارات بمنع 13 سوريا من السفر للاتحاد الأوروبي، ومن بينهم ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري والذي يلعب دورا مهما في الجهاز الأمني في الدولة. وفي سياق ردود الفعل الدولية، قدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي نص قرار يدين الرئيس السوري، واصفين إياه خصوصا بأنه ''مارق'' فقد شرعيته عندما مارس أعمال عنف ضد شعبه. وقال السناتور المستقل جو ليبرمان أبرز معدي نص القرار، في مؤتمر صحافي حول القرار إن ''الأسد ليس إصلاحيا. برأيي، إنه مارق، مجرم، وزعيم شمولي''. وفي نص القرار يوضح الأعضاء في مجلس الشيوخ أن الأسد مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان ويؤكدون أنه فقد شرعيته. ويضيف النص، بحسب وكالة ''فرانس برس''، أن القرار يدعم الشعب السوري ويدعوه إلى تحديد مستقبله بنفسه. من جانبه، أكد السناتور الجمهوري ماركو روبيو أنه ''يتعين على الأسد أن يستقيل منذ الآن. وإذا رفض، آمل شخصيا أن يطيح به الوطنيون والجيش''. والقرار الذي يحظى بدعم أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، يطلب أيضا فرض عقوبات أكثر قوة على النظام السوري وخصوصا عقوبات تستهدف الرئيس الأسد نفسه. من جهة أخرى، يحض النص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التعبير عن رأيه مباشرة وشخصيا بشأن الوضع في سوريا. وقال ليبرمان إن إعلانا من الرئيس سيحمل معانيَ كثيرة بالنسبة إلى السوريين. إلى ذلك، يدين نص القرار أيضا إيران لمساعدتها سوريا في حملة العنف والقمع ضد السوريين.