أكد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح بعد مشاركته في الجنازة الضخمة والحضور الغفير للمشيعين أن ''نجم الدين أربكان لم يكن قائدا للحركة الإسلامية فقط، بل كان قائدا لكل تركيا، وما الحضور الرسمي لرئيس جمهورية تركيا ورئيس وزرائها وقيادة الجيش التركي إلا دليل على قيمة هذا الراحل العظيم''. وأضاف محمد الحمداوي في تصريح ل"التجديد"، لقد كانت جنازة أربكان رسالة قوية الدلالة في عصر إزالة الطغاة، فهذا الرجل الذي حكم تركيا عاما واحدا، شارك في تشييع جنازته وفود من ستين دولة، كل الحركات الإسلامية حضرت الجنازة، الشعب التركي أيضا كان في الموعد فمواكب المشيعين سدت شوارع إسطنبول، وفي الصورة المقابلة نرى الذين حكموا العالم العربي عشرين أو ثلاثين عاما كيف كانت نهايتهم وجنازاتهم وهم أحياء''. واعتبر الحمداوي أن الدرس الذي يجب استخلاصه من حياة أربكان هي أن العزة تكمن في الارتباط بهذا الدين العظيم، مذكرا بصمود أربكان وثباته على خيار المشاركة رغم السجن وحل الحزب والمنع من مزاولة السياسة، والجنازة الحاشدة ثمرة لهذا الصمود، في الوقت الذي كانت بقية الحركات الإسلامية تناقش مسألة جواز المشاركة السياسية. وأوضح الحمداوي أن موقف تلاميذ أربكان وأبنائه والذين هم حملة الشعلة من بعده، كان لافتا حضورهم في الصفوف الأولى للمشيعين وأنهم لم يسيئوا له في حياته ولا حتى في مماته رغم اختلافهم في معه في بعض المواقف. وأنهى الحمداوي كلمته بالدعاء لأربكان بأن يسكنه الله فسيح جناته وقال أسأل الله تعالى أن يجعله ممن ينطبق عليه أواخر سورة الفجر {يا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ - ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة}.