قال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إن ثورتيْ تونس ومصر أثبتتا أن الشعوب قوية وقادرة على التغيير، مؤكدا أن ''الثورات ستستمر إلى أن تطيح بجميع الحكومات المستبدة''. وأضاف في حديث ل''الجزيرة نت'' أن الذي حصل في مصر ليس بسبب تونس، وأن الثورة التونسية أعطت المثال على أن الإطاحة بالأنظمة الواهية الفاقدة للشرعية أمر ممكن، مؤكدا أنه لو لم يكن هناك مناخ مهيأ لذلك لما كان لهذه الوصفة التونسية أن تنجح وأن تؤثر على أي أحد. ورأى الغنوشي أن ثورتيْ تونس ومصر أثبتتا أن أسلوب النزول إلى الشوارع أسلوب مجد وناجع وقادر على فرض كلمته، شريطة استمرار النزول حتى تتحقق مطالب الشعب. كما أشار زعيم حركة النهضة إلى أن غياب الغطاء السياسي للثورة التونسية كان نقطة الضعف، موضحا أن الثورة التونسية لم يكن لها أي غطاء سياسي وأنها كانت نابعة من حركة الشارع القوية المطالبة بتغيير النظام، وأن النخبة السياسية والثقافية في تونس متخلفة عن حالة الشارع. وأكد الغنوشي أن الأمر في مصر قد يختلف قليلا لأن حركة الشارع كان لها غطاء سياسي من القوى الوطنية التي كانت حاضرة في الساحة، وأيضا من الجيش الذي تولى المهمة الانتقالية، وهو الأمر الذي لن يجعل البلاد تمر بحالة فراغ سياسي. وفي سياق متصل قال الغنوشي إن تخوف بعض البلدان المغاربية المجاورة من الاتجاه الإسلامي سببه وجود خلل في تلك الأنظمة التي يجب أن تلقي باللائمة على نفسها أولا، حسب رأيه. ورأى أن تونس ومصر لا تشكلان خطرا إلا بسبب الخلل في تلك الأنظمة، فعلى سبيل المثال لا تشكلان خطرا على النظام السياسي التركي أو الفرنسي لأنهما نظامان نابعان من شعبيهما. وتمنى الغنوشي أن ''تقوم البلدان العربية بسد جميع الثغرات في بنيانها السياسي إذا أرادت تفادي غضب الشعوب''.