تصاعدت حدة المواجهات بين القوات الأمريكية ومجموعات من العراقيين في عملية جديدة أطلق عليها اسم (عقرب الصحراء)، وأفاد شهود عيان عراقيون أول أمس الأحد أن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في منطقة العمارات السكنية بمدينة الثورة في بغداد عندما تعرضوا لهجوم بالأسلحة النارية، كما أوردت الوكالة الفرنسية خبر مقتل عنصر من مشاة البحرية الأمريكية أول أمس بالرصاص عرضا في النجف جنوب بغداد، حسب ما أفادت أمس الاثنين القيادة الوسطى الأميركية. وقالت القيادة المركزية الأمريكية -حسب موقع الإذاعة السويسرية إنها قامت بمهمة جديدة تعقبا للمقاتلين الذين شنوا عدة هجمات في البلدات والقرى المضطربة الواقعة إلى الشمال وإلى الغرب من بغداد. وذكرت القيادة في بيان أن العملية تهدف إلى "تحديد وإنزال الهزيمة ببعض الافراد بعينهم من الموالين لحزب البعث والمنظمات الارهابية والعناصر الإجرامية." ونصب كمين لقافلة سيارات أمريكية كانت قادمة من بغداد على بعد 20 كيلومترا جنوبي بلدة بلد مساء أول أمس (الأحد). وتعطلت شاحنة أمريكية واندلعت فيها النيران. وحلقت طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي فوق المنطقة بحثا عن المهاجمين. وذكر جنود في موقع الحادث أن عددا من ضحايا الحادث نقلوا من الموقع. وأضافوا أن الشاحنة أصابتها قذيفة صاروخية في ما يبدو. إلا أن متحدثا باسم الجيش الأمريكي قال أمس (الاثنين) أنه ليست لديه معلومات عن الهجوم. وقتل نحو 40 جنديا أمريكيا في هجمات وكمائن منذ بداية ماي، كان أغلبها في بغداد ومنطقتين آخريين إلى الغرب حول الرمادي والفلوجة والى الشمال حول بلد وبعقوبة وتكريت مسقط رأس صدام. ويشير سكان محليون غاضبون في المنطقة المحيطة ببلد الى أن القوات الأمريكية نهبت المنازل وهاجمت السكان خلال حملة التفتيش التي قامت بها في الأسبوع الماضي. وأضافوا أن النتيجة الوحيدة لهذه العملية هي تأجيج مشاعر العداء تجاه القوات الأمريكيةالمحتلة للعراق. ومن جانب آخر ذكرت صحيفة تايمز الأمريكية حسب موقع محيط أنه يسود شعور عميق من القلق والخوف بين أفراد القوات الأمريكية في العراق خاصة بعد تزايد هجمات المقاومة. وقال محمد الدوري آخر سفير للعراق في الأممالمتحدة قبل سقوط النظام العراقي إنه يتعين على الولاياتالمتحدة وبريطانيا أن ترحلا عن العراق. وأعرب في مقابلة من المتوقع أن تذاع أمس مع تلفزيون (BBC) عن اعتقاده بأن الشعب العراقي سعيد لرحيل الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولكنه مستاء من الاحتلال. وتأتي تصريحاته مع تنامي مشاعر العداء داخل العراق إزاء القوات الأمريكية والبريطانية، فقد تظاهر الآلاف أول أمس في مدينة البصرة احتجاجا على الوجود الأمريكي والبريطاني في البلاد. وعبر المتظاهرون عن سخطهم من وجود هذه القوات ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة وبريطانيا. ومن جهة أخرى نظمت عدة هيئات بلجيكية غير حكومية مناهضة للعدوان والاحتلال الأنجلوأمريكي للعراق أول أمس مجموعة من الأعمال الاحتجاجية-حسب إسلام أونلاين- ضد ممارسات القوات المحتلة فيه، شملت محطات الوقود الأمريكية في معظم أقاليم بلجيكية. كما تظاهر مائة محام عراقي أمس-حسب الوكالة الفرنسية للأنباء- في بغداد للمطالبة بمساعدة مالية من قوات التحالف وباعادة تفعيل الهياكل القضائية العراقية. خديجة عليموسى